اليابان تعتمد على الانسان الآلي لمساعدة كبار السن

انهم لن يتمكنوا من تخطي المباني العالية بوثبة واحدة لكن المسنين الذين تتزايد أعدادهم في اليابان ربما يحصلون يوما ما على فرصة جديدة في الحياة تسمح لهم بالعناية بأنفسهم.

ومع تنامي أعمار السكان في البلاد بشكل سريع وتقلص القوى العاملة ربما لا يكون من السهل ايجاد عمال رعاية بما فيه الكفاية لذلك يحاول الباحثون تطوير اكبر مانح للرعاية الشخصية.. الا وهو الانسان الالي.

وقال تاكاشي جومي رئيس شركة (أبلايد ايه.اي سيستمز) ومقرها كندا "على العكس من الولايات المتحدة واوروبا.. فاليابان تحجم عن السماح بدخول عمالة أجنبية رخيصة."

وتمكنت تلك الشركة من تطوير نموذج لمقعد متحرك "ذكي" يمكنه الدوران حول نفسه واستشعار العوائق في طريقه وتجنبها.

وقال جومي وهو باحث كندي ولد في اليابان "لا اعتقد ان ذلك سيتغير بسهولة خلال العشرين أو الثلاين عاما المقبلة لذلك فاجهزة الانسان الالي قد تكون الحل الوحيد."

وتستخدم معظم أجهزة الانسان الالي حتى الان في المصانع. لكن كثير من الباحثين اليابانيين بدأوا تطوير مساعدين آليين للاستخدام في المنازل والمكاتب والمستشفيات والتمريض.

والتحول نحو اجهزة الانسان الالي له مغزى اقتصادي.

وقال تقرير حكومي صدر في مايو ايار ان الطلب السنوي على "الانسان الالي الخادم" خارج المصانع ربما يصل الى 1.1 تريليون ين في عام 2015 حيث يتوقع ان يصل عمر واحد من بين كل اربع يابانيين الى سن الخامسة والستين او اكبر.

ويوشييوكي سانكاي هو احد الذين ينظرون الى اجهزة الانسان الالي على انها مستقبل الرعاية الصحية بكبار السن.

وطور سانكاي الباحث بجامعة تسوكوبا اليابانية سترة على شكل انسان الي صممت لتيسير حركة كبار السن ذوي العضلات الضعيفة أو للقائمين على تقديم الرعاية لنقلهم من مكان الى مكان بواسطتها.

وتبدو السترة الملساء عالية التقنية مثل سترة من الدروع. وتطوق السترة ذراعي الشخص وقدميه وظهره كما انها مزودة بحاسوب ومحركات واجهزة استشعار يمكنها اكتشاف الاشارات الكهربية العصبية التي ينقلها المخ عندما يريد الشخص تحريك اطرافه.

وعندما تكتشف اجهزة الاستشعار الاشارات العصبية يبدأ الكمبيوتر في تشغيل المحركات المتصلة به للمساعدة في حركة الشخص.

ويقول سانكاي ان السترة يمكنها ان تساعد الشخص الذي يمكنه في الحالة العادية دفع 80 كيلوجراما بقدمه في التمرينات أن يدفع 180 كيلوجراما مستعينا بها.

واضاف "الهدف الرئيسي هو توسيع أو دعم القدرة البدنية للبشر." وانشأ سانكاي العام الماضي شركة لتسويق السترة الالية كما يخطط للبدء في تأجيرها لكبار السن والمعاقين بدنيا في اليابان هذا العام.

وربما تواجه اليابان نقصا في عدد العمال الشبان لكنها لديها وفرة في اجهزة الانسان الالي.

واستحوذت اليابان على 44 في المئة من نحو 801 ألف انسان الي يستخدم للاغراض الصناعية في العالم في نهاية عام 2003.

ورغم أن سوق "أجهزة الانسان الالي لاعادة التأهيل" والتي تهدف لمساعدة كبار السن والمعاقين بدنيا لا تزال في مهدها الا ان استخدامها يتزايد تدريجيا.

وتبيع مؤسسة ياسكاوا الكتريك وهي رائدة في صناعة الانسان الالي للاغراض الصناعية اجهزة انسان الي لاعادة التاهيل منذ عام 2000 وذلك حسمبا قال هيجينوري توميساكي المدير بقسم التقنيات الطبية والمساعدة بالمؤسسة.

والى جانب المساعدة في المعالجة البدنية للمرضى من السكتات الدماغية أو جراحات استبدال الركبة الصناعية التجميلية يقوم الانسان الالي بمساعدتهم على تحريك اقدامهم بذراعه الالية.

وقال توميساكي "بعض المرضى يصابون بالقلق أو يشعرون بالالم أذا لم يؤدوا تلك التمرينات بسرعة مناسبة."

ورغم ذلك كان الطلب عليها محدودا ويرجع ذلك جزئيا الى الثمن.

وتبلغ كلفة احدث النسخ وهي (تيم ال اكس 2) نحو 3.8 مليون ين او ما يزيد على 30 ألف دولار. ويتم بيع خمس أو ست اجهزة فقط في العام منذ عام 2003.

وربما تنخفض الاسعار في النهاية. كما ان تطوير اجهزة انسان الي يمكنها الاستجابة لرغبات الاشخاص هو قضية أخرى.

ويقول اساتذة مختصون في اجهزة الانسان الالي بجامعة توهوكو وشركة نومورا يونيسون المحدودة وهي صانع الات صناعية ان الاهم هو تزويد تلك الاجهزة بالقدرة على كشف النوايا او الحركة.

وكان ذلك ما وضعوه في اذهانهم عند تطوير "شريك آلي يرقص في قاعة الرقص" ويمكنه اداء رقصة الفالس.

ويبدو الانسان الالي البالغ طوله 1.65 متر ويزن 100 كيلوجرام مثل امراة ترتدي ملابس ويمكنه تنفيذ خمسة انواع من خطوات الرقص ليتسق ذلك مع حركات الشخص المشارك له في الرقصة.

ويؤدي الانسان الالي تلك الحركات اعتمادا على اجهزة استشعار تكتشف القوة التي تنعكس عليه من الشخص الراقص وتساعده على تقدير الطريقة التي يرغب الشخص في الرقص بها استنادا الى تلك الاشارات.

وقال مينورو نومورا رئيس (نومورا يونيسون) "نعتقد انه في المستقبل يمكن ان تطبق هذه التقنيات في مجالات متنوعة من بينها المساعدة في العناية بكبار السن... وفي التعاون بين البشر واجهزة الانسان الالي."

ويقول نواكي تاناكا المدير الاداري في (رابطة مركز الشبكة من اجل خدمة البشر) وهي شبكة مكونة من منظمات لا تهدف للربح وتهتم بالعناية بالكبار ان بعض الاشخاص الذين يعمل معهم ربما يفضلون استخدام اجهزة الانسان الالي عندما يتعلق الامر بالرعاية الخاصة بانفسهم.

وقال "هناك اشخاص يقولون انهم قد يفضلون الاستعانة بانسان الي يساعدهم على الاستحمام اكثر من الاعتماد على مساعدة شخص اخر."

شبكة النبأ المعلوماتية - الاربعاء  20/ تموز/2005 - 12/ جمادى الأولى/1426