الحاق المدارس القرآنية في النيجر بالنظام التربوي الوطني

تحاول النيجر الاسراع في الحاق نصف مليون طالب في المدارس القرآنية بالنظام التربوي الوطني خشية ان يستحوذ التطرف والارهاب على هذه المؤسسات.

واصبحت الفصول الخمسين الفا في المدارس القرآنية في النجير عبئا ثقيلا على النظام التربوي وتجلب المزيد من التلاميذ والتمويل الدولي من النظام التربوي باللغة الفرنسية الموروث عن الحقبة الاستعمارية.

وتقول حواء الفتاة الصغيرة في العاشرة من عمرها والتي لا يظهر سوى وجهها من الحجاب الخفيف "نتعلم من نحن وكيف يجب علينا ان نتصرف". وتحمل في يدها لوحة كتبت عليها آيات قرآنية.

واضافت ان "كل الذين اعرفهم يترددون على المدارس القرآنية".

ووعد البنك الاسلامي للتنمية بمنح 84 مليون دولار للمساعدة في الحاق هذه المدارس القرآنية بالنظام المدرسي في هذا البلد الذي يدين اكثر من 90% من سكانه بالاسلام ويعتبر من اكثر الدول فقرا في العالم.

واوضح خليل النهوي المنسق الاقليمي لمشروع البنك الاسلامي للتنمية لوكالة فرانس برس "منذ العهد الاستعماري والاستقلال تطور نظامان منفصلان تماما عن بعضهما البعض بشكل متواز: المدرسة الفرنسية التقليدية والمدارس القرآنية غير الرسمية. وهدفنا هو التقريب بينهما مع تفضيل التعليم باللغتين العربية والفرنسية".

وبالنسبة الى معظم السكان فان هذه المدارس القرآنية المعفاة تقليديا من الضرائب والتي تعمل وفق برامج مرنة تمكن التلاميذ من المشاركة في الاشغال الزراعية تشكل منذ وقت طويل افضل طريقة لتعلم الكتابة والقراءة.

لكن النهوي راى ان المدارس القرآنية تلعب دورا مركزيا في المجتمع النيجر وان تاثيرها يذهب ابعد بكثير من مجرد تعليم القراءة والكتابة في بلد تبلغ فيه نسبة الامية 84%. وشدد على انه "اذا تركنا هذه المدارس تنمو بشكل فوضوي فاننا لن نتمكن من مراقبتها".

واضاف "ان تركها خارج النظام من شانه ان يودي بالطلاب والاساتذة الى التطرف واستمرار انعدام المساواة والشعور بالنقص وان تهميشهم يزرع بذور الفتنة والجهل والعنف".

وعلى الرغم من دعم الحكومة فان برنامج البنك الاسلامي للتنمية يؤخذ احيانا بتحفظ على خلفية توتر بين النظامين.

ومقابل شبكة المدارس القرآنية النشطة توجد في النيجر 7600 مدرسة حكومية. واطلقت السلطات هذه السنة خطة تربوية طموحة ستمتد على مدى عشر سنوات على الاقل لاقامة نظام اكثر فعالية.

الا ان بعض الانتقادات بدات تصدر بشان مشروع الحاق المدارس القرآنية بالنظام التربوي.

ويقول البعض ان الخطة التي يمولها البنك الاسلامي للتنمية قد تؤدي من جهة الى مدارس "رسمية" تمارس تعليما متوازنا بين المعرفة والديانة ومن جهة اخرى الى مدارس غير رسمية لا يدرس فيها سوى القرآن.

واعرب دبلوماسي غربي عن خشيته من ان "يحمل الدعم الذي تقدمه الحكومة لهذا البرنامج في اجواء دينية متزايدة على الشك في جانبه الايجابي".

الا ان عمر كياسا المعلم في مدرسة شاتو آن القرآنية في نيامي والذي يساهم في برنامج البنك الاسلامي للتنمية قال "سنكون سعداء بالالتحاق بالنظام المدرسي طالما يمكننا ان ندرس القرآن. ان ديانتنا تعلمنا التسامح والصدق والتواضع اليس هذا بالامر الجيد بالنسبة الى مجتمعنا؟"

شبكة النبأ المعلوماتية - الاربعاء  20/ تموز/2005 - 12/ جمادى الأولى/1426