اعادة افتتاح آخر مساجد الفاطميين فى مصر..

تستعد وزارة الثقافة المصرية خلال الاسابيع القليلة المقبلة لاعادة افتتاح جامع الصالح بالقاهرة الفاطمية بعد انتهاء اعمال ترميمه والذى يعد آخر مساجد الفاطميين فى مصر ويمثل قمة التطور سواء كان فى العناصر المعمارية والعقود والتجويفات والعناصر الزخرفية وكذلك الخطوط الكوفية.

وقال مدير اثار القاهرة الفاطمية ايمن عبدالمنعم فى تصريح لـ (كونا) ان الجامع يعتبر من الجوامع المعلقة لأنه مبنى على طابق سفلى عبارة عن مجموعة من الحوانيت وقد أنشأه الخليفة الفايز بنصر الله الفاطمى سنة 555 هجرية.

وذكر ان الجامع يقع خارج سور القاهرة الجنوبى وهو متأثر فى عمارته بالتأثيرات المعمارية المغربية فى الواجهة الشمالية والغربية مشيرا الى ان له تخطيط مستطيل الشكل يتوسطه صحن وتحيط به أربعة أروقة أكبرها وأعمقها ذلك الذي فى اتجاه قبلة الصلاة ويتوسط المحراب حائط اتجاه قبلة الصلاة موضحا ان للمسجد ثلاثة مداخل.

واضاف ان الجامع يعد دليلا كبيرا على روعة الفن الفاطمى المتميز الذى بدأ فى القاهرة منذ قدوم الفاطميين الى مصر منذ نحو الف وخمسة وثلاثون عاما بالقصور الفاطمية والجامع الأزهر وانتهت بمسجد الصالح طلائع الذى كان اخر آثار الفاطميين فى مصر والذى تتستعد القاهرة لافتتاحه مرة أخرى بعد أعمال ترميمه.

وقال انه على الرغم من اكتظاظ هذه المنطقة من القاهرة التاريخية بالناس فانه يمكن رؤية هذا المسجد المعلق الذى يرتفع عن أرض الشارع بأربعة أمتار بوضوح عند منطقة باب زويلة بمنطقة الغورية المتاخمة لحى الحسين الشهير فيلاحظ تميز الفن الإسلامى للشبابيك االفاطمية مما يجعله يبدو مختلفا.

وذكر عبد المنعم أن صاحب هذا المسجد هو أبو الغارات ولقبه الملك الصالح طلائع بن رزيك وزير الخليفة الفاطمى الفائز بنصر الله وقد حصل هذا الوزير الأرمنى على لقبه فارس المسلمين نصير الدين لقرابته الشديدة من كرسى الحكم خاصة بعد أن تزوج الخليفة العاضد بابنته.

واوضح ان سبب اقامته لهذا المسجد كما يقول التاريخ رغبته فى دفن رأس الامام الحسين رضى الله عنه بعد أن حمل رأسه الشريف الى مصر مشيرا الى أن رغبته لم تتحقق حيث لم يصرح له الخليفة بهذا فلا يمكن ان تدفن الرأس الشريف الا داخل احد القصور الزاهرة وهو ما حدث ببالفعل حيث ان المشهد الحسينى المواجه للأزهر الشريف ليس الا قصرا فاطميا زاهرا.

ومن جهته قال مفتش الآثار حسن عمران ان الجامع تعرض للتدمير والاهمال على مر العصور لذلك كان لابد من ترميمه مشيرا الى انه يتكون من الداخل من أربعة ايوانات يتوسطها صحن مكشوف به صهريج كان يملأ وقت الفيضان من الخليج فيما يبدو المحراب بسيطا أما المنبر االخشبى فقد بناه الأمير بكتمر الجوكندار عقب زلزال عام 702 هجرية.

ونوه عمران بالجمال الذى يتمتع به رواق الجامع الذى تأثر بمسجد أبو قتاتة بسوسة بتونس مشيرا الى ان متحف الفن الاسلامي بمصر يحتوى على شبابيك مما كانت موجودة فى الجامع كما يحتفظ ايضا ببابه الذى يعد من أقدم الأبواب الفاطمية المطعمة بالنحاس.

شبكة النبأ المعلوماتية - االاربعاء 13/ تموز/2005 - 5/ جمادى الأولى/1426