العالم النامي يواجه تحديات العصر العلمي

تعامل الدول المتقدمة علمياً والمعدودة بثمانٍ دول كبار غربية الهوية أو سائرة في ركب الغرب مع بلدان العالم النامي ما زال يكتنفه من حيث موضوع نقل العلوم والتكنولوجيا الكثير من اللاأبالية والابتعاد عن مواقف الإنسانية المطلوبة أن يحققها القوي للضعيف أو المالك للمحتاج.

وقضية نقل العلوم والتكنيك من دولهما المصدرة لها إلى العالم النامي و(دولة المحدودة الموارد المالية) مع أن بعضها يملك كنوزاً من المواد الطبيعية لكنها إما لم تستثمر بعد بكفاية أو كفاءة وإما هي مستغلة بموجب قيود دولية تكبل الدول النامية ولا تتيح لها الفرص الكافية لانطلاقة جدية وشاملة لها.

وشتى مسائل التقدم في مجالات الحياة تتوقف اليوم كما هو ملموس على امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا وفقاً لخطط التعاون الدولي المتكافئ بين الدول وما دون ذلك هو الذي يضع بلدان العالم النامي اليوم أمام محنة مواجهة التحديات إضافة للهيمنات السياسية الخفية بين الدول القوية والدول الضعيفة الممكن تسميتها بـ(التابعة) أو المرشحة أن تكون (تابعة).

إن حركة التنمية في معظم بلاد النماء تعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية وأحياناً تهديدات عسكرية معلنة أو غير معلنة وهذا الجو المتكهرب بين بعض الدول الصناعية المتقدمة ومقابلها الدول النامية شبه المتقدمة أو المتخلفة نسبياً عن التطور الكاف هو الذي يقف وراء عدم إمكانية التصنيع العلمي التكنيكي محلياً لدى الدول المحدودة الطاقات وهو أحد أسباب عدم انتقال تبادل الخبرات وتحقيق روح التعاون ذا الإيثار بين طلائع الشعوب حيث يتم كل ذلك في غياب استراتيجية للتعاون الدولي الآن بهذا المجال مما يجعل الموقف المطلوب بين الدول غامضاً أو على الأقل غير كافٍ وهذا هو الرأي السائد لدى معظم الجهات المعنية لدى حكومات البلدان النامية.

أما مسألة الحق والباطل في هذا المجال فلم يتم البحث لحد الآن أيهما أحق في مسألة الصراع والتحديات وبمعنى آخر هل يمكن للدول المتقدمة علمياً وتكنيكياً أن تعترف بحق البلدان النامية عليها كي تعمل الأولى على الأخذ بيد الأخيرة حتى تسد الفجوة الفاصلة بين عالمين متقدم ومتأخر أو شبه جامد.

ومبدأ الاهتمام بالغير إذ يبدو أن المصالح الاقتصادية هي المتحكم الأول فيه فإن البشرية تتطلع بكل مشروعية لإخاء إنساني حقيقي بين بني البشر وإذا ما اتخذت خطواتاً جادة في هذا المجال فإن البطالة في البلدان النامية وكذلك البلدان المتقدمة ستصبح خبراً من أخبار الماضي فالعالم الآن ملييء بالخيرات ويمكن أن يتعاون الجميع على استثمارها لما يعود لصالح الجميع دون استثناء بلد عن بلد آخر.

فمفهوم (العالم الجديد) ينبغي أن يترجم إلى واقع إنساني خالٍ من أي اضطراب فيه.

شبكة النبأ المعلوماتية - االاربعاء 13/ تموز/2005 - 5/ جمادى الأولى/1426