الجيوب المعزولة من المسلمين الرافضين القيم الاوروبية تمثل تهديدا لامريكا واوربا

قال مسؤولون وخبراء إن الجيوب المعزولة من المسلمين الذين يرفضون القيم الاوروبية في أوساط الجالية الاسلامية في اوروبا يمثلون تهديدا لواشنطن لان تلك الجيوب يمكن ان تفرز متطرفين ليسوا بعيدين عن الولايات المتحدة ولا يحتاجون الى الحصول على تأشيرات لدخولها.

وفي الوقت الذي لم يعرف فيه بعد الجناة في التفجيرات التي وقعت في لندن يوم الخميس الماضي والتي قتل فيها اكثر من 50 شخصا الا ان الانفجارات جددت المخاوف من تهديد ارهابي نشأ داخل القارة الاوروبية التي تمكنت من احباط اكثر من ست مؤامرات لمتشدددين اسلاميين منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 .

ويقول مسؤولون امريكيون ومحللون ان التركيز على متشددين في مناطق بعيدة مثل العراق او افغانستان حجب الضوء عن المخاطر الاقرب من الوطن بما في ذلك تهديد راديكالي ناشيء بين مواطني بعض اقرب حلفاء الولايات المتحدة مثل بريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية.

وقال مسؤول امريكي في مكافحة الارهاب "اننا قلقون بشأن الجاليات الاسلامية غير المندمجة بشكل جيد في اوروبا والتي تصبح قابلة لاستغلال المتطرفين."

وقال كينيث كاتزمان محلل شؤون الارهاب في جهاز البحث التابع للكونجرس والذي يعد مركز ابحاث خاصا بالكونجرس "شبكة التجنيد السرية في اوروبا بدأت في الاصطياد مرة اخرى... التحذيرات بخصوص ذلك اخذة في التصاعد في اوروبا."

وتبدو بواعث القلق كبيرة بصورة خاصة لان كثيرا من المسلمين الاوروبيين يحملون جوازات سفر اوروبية تسمح لهم في معظم الاحيان بالسفر الى الولايات المتحدة دون الحاجة للحصول على تأشيرة.

وفي الوقت الذي تعارض فيه الغالبية العظمى من مسلمي اوروبا العنف ويعيشون في وئام مع جيرانهم الا ان مسؤولي مكافحة الارهاب يحذرون من مخاطر التطرف والتجنيد في جيوب من المسلمين الساخطين الذين يعتبرهم هؤلاء المسؤولون غير مندمجين بشكل كاف في المجتمع الاوروبي.

وتشعر تلك المجموعات غالبا بالتهميش وتشكو من التمييز الاجتماعي والوظيفي.

ويشير مسؤولو مكافحة الارهاب الى الاعتقالات التي أحاطت بها ضجة لعدد من المتشددين الاوروبيين مثل الفرنسي زكريا موسوى الذي ادين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر ايلول والبريطاني ريتشارد ريد الذي ادين بمحاولة تفجير طائرة بقنبلة وضعها في حذائه وثلاثة متهمين بريطانيين بخصوص مؤامرة لمهاجمة مؤسسات مالية امريكية وهولندي من اصل مغربي سيقدم للمحاكمة يوم الاثنين بتهمة قتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ.

واشار المسؤولون ايضا الى سلسلة من المؤامرات تم احباطها في اوروبا بينها واحدة لتفجير أحد الاسواق في رأس السنة في مدينة ستراسبورج الفرنسية واخرى لشن هجمات بالقنابل ومواد كيميائية في بريطانيا.

وقال عدد من المسؤولين والخبراء ان الصراع في العراق يزيد الامور سوءا حيث يتيح للمتشددين المسلمين مهارات للاعداد لحرب ارهابية يمكنهم استخدامها عندما يعودون الى اماكنهم الاصلية.

وقال جيس دي فريز منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب للصحفيين يوم الجمعة "خطر الجهاديين العائدين من العراق هو امر جدي. لا يمكننا تجاهل ان البعض سيعود مكتسبا مهارات لا نعتقد انها ستسهم بوضوح في ازدهارنا."

ولكون الولايات المتحدة مدركة تماما لتهديد المتشددين في اوروبا فقد تم وضع عدد من ضباط تنفيذ القانون الامريكيين بعدة دول اوروبية للمساعدة في جمع المعلومات ومراقبة الجماعات المثيرة للريبة.

وقال مسؤول بسلطات تنفيذ القانون رفض نشر اسمه "اننا نراقب بوضوح ما يحدث في الخارج خاصة في اوروبا."

واضاف "اننا نراقب ذلك بسبب الهجمات التي تقع في اوروبا... وهناك ايضا قضية امكانية وصول (المتشددين الى امريكا). فهم لا يحتاجون للحصول على تأشيرات أو انه يمكنهم الحصول عليها بسهولة."

ويسمح لمواطني 27 دولة غالبيتها من أوروبا بالسفر الى الولايات المتحدة دون الحصول على تأشيرة وذلك بموجب ما اطلق عليه "برنامج التخلي عن التأشيرة" طالما انهم يحملون جواز سفر تسهل قراءته عن طريق الكمبيوتر ويحمل خصائص امنية عالية التقنية.

وقال جيف لونجرين المتحدث باسم النائب الجمهوري جيمس سنسنبرنر الذي يراقب عن كثب القضايا الخاصة ببرنامج التخلي عن التأشيرة ان تنظيم القاعدة وغيره من المتشددين سعوا الى استغلال مثل تلك الثغرات الامنية.

واضاف "انه مبعث قلق بكل تأكيد... ينبغي ان تكون واعيا لمدى سهولة الحصول على هوية مواطن بدولة مشتركة ببرنامج التخلي عن التأشيرة والدخول الى هذا البلد. هذا أمر نواصل معالجته."

هذا وأظهر استطلاع للرأي أن نحو نصف سكان هولندا يتوقعون أن تسقط بلادهم ضحية لهجوم مشابه لتفجيرات لندن التي وقعت يوم الخميس.

وكشف الاستطلاع الذي أجراه مركز (تي.ان.اس نيبو) لحساب تلفزيون (أر.تي.ال) أن نحو 97 في المئة من السكان يعتقدون بأن المزيد من الهجمات ستقع في أي مكان في العالم في حين قال نصفهم ان هولندا ستكون الهدف التالي في أوروبا.

ورأى نحو 90 في المئة أنه لا يمكن الحيلولة دون وقوع هجوم.

وازدادت المخاوف في هولندا التي أمرت ثلاثة من الائمة المتطرفين بمغادرة البلاد الشهر الماضي بعد أن كشف جهاز مخابراتها أنهم يمثلون خطرا أمنيا بشكل أكثر مما كانت عليه وقت حدوث تفجيرات قطارات مدريد في عام 2004.

وقال 51 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انهم قلقون الى حد ما أو قلقون للغاية بشأن احتمال وقوع هجوم مماثل وأنهم أصبحوا أكثر استعدادا للتخلي عن بعض الحريات اذا كان هذا يعني مزيدا من الامن.

ولم يحدد الاستطلاع السبب وراء توقع الهولنديين بأنهم سيكونون مستهدفين ولكن من بين الاسباب التي ذكرت في الماضي أن هولندا تملك قوات في العراق.

وزادت حدة التوتر في هولندا التي يوجد بها طائفة مسلمة كبيرة قوامها مليون شخص في أعقاب مقتل المخرج السينمائي تيو فان جوخ بعد أن أنتج فيلما يحمل اسم "الخضوع" انتقد فيه معاملة الاسلام للمرأة.

وتبدأ يوم الاثنين المقبل محاكمة رجل هولندي مغربي الاصل يعتقد أنه عضو في جماعة اسلامية متشددة بتهمة قتل جوخ.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 10/ تموز/2005 - 2/ جمادى الأولى/1426