المسلمون في لندن يخشون رد فعل غاضب ومتطرفون اسلاميون يروون التفجيرات عقاب لبريطانيا على نهجها الاستعماري

صلى المسلمون في بريطانيا وم الجمعة صلاة الغائب على ضحايا التفجيرات التي هزت العاصمة البريطانية لندن والقي بالمسؤولية فيها على اسلاميين اصوليين فيما تتزايد المخاوف من رد فعل انتقامي مع تدفق الرسائل الغاضبة.

وذكر مجلس مسلمي بريطانيا الذي يمثل المسلمين في البلاد البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة انه تلقى 30 ألف رسالة غاضبة عن طريق البريد الالكتروني مما عطل أجهزة الكمبيوتر الخاصة به.

وقال محمد صوالحه الذي القى خطبة الجمعة في مسجد فنسبيري بارك بلندن لمئات المصلين "ستجدون من يحاول ان يحرض او يثير الغضب ضد الجالية المسلمة ومن يحملنا مسؤولية ما جرى."

واضاف "هذه الهجمات تعمل على تدمير العمل الاسلامي والمؤسسات الاسلامية. نحن نريد الاقتراب من المجتمع. نريد ان نثبت جذورنا في البلاد لا ان نعيش كغرباء."

ودعا علماء الدين الذين اجتمعوا مع وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك يوم الجمعة الى رد فعل هادئ على هجمات يوم الخميس التي قتل فيها اكثر من 50 شخصا.

وحذرت اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان المسلمين في لندن طالبة منهم البقاء في منازلهم لتفادي أي اعمال انتقامية. وقال ايان بلير قائد شرطة لندن ان السلطات تجري اتصالات مع زعماء المسلمين والعقائد الاخرى لتنسيق حماية المباني المهمة التابعة لتلك التجمعات الدينية.

وقال بلير في مؤتمر صحفي "علمنا بواقعة صغيرة جدا او اثنتين في أنحاء البلاد لكن حسبما اعتقد فان بريطانيا.. المعروفة بالتحرر والترحيب بالناس تتجاوز ذلك."

وأدان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير منفذي التفجيرات الذين "يعملون باسم الاسلام" لكنه قال ان غالبية المسلمين في بريطانيا وخارجها أناس مهذبون يكرهون الارهاب.

وأدان كثيرون في منطقة ادجوير رود بلندن بالقرب من احدى محطات قطارات الانفاق التي هزها احد التفجيرات وحيث تتركز عشرات الانشطة التجارية اللبنانية والعراقية والمصرية الهجمات التي وقعت يوم الخميس لكنهم أعربوا عن خشيتهم من ان يصبحوا ضحايا لرد فعل انتقامي.

وقال مدير مطعم لبناني يبلغ من العمر 29 عاما ويدعى زكريا قبيسي "العالم كله يشير الان الي ويقول انني ارهابي عربي ومسلم." واردف قائلا لرويترز "نتوقع ان نتعرض لمضايقات. انه رد فعل طبيعي ."

وكانت مخاوفهم مماثلة لمخاوف أعرب عنها مسلمون في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 في نيويورك وواشنطن التي القي باللوم فيها على تنظيم القاعدة.

واعلنت جماعة غير معروفة من قبل تطلق على نفسها"التنظيم السري-تنظيم قاعدة الجهاد في اوروبا" مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت حافلة وثلاث محطات لقطارات مترو الانفاق.

ورغم دعوة المسلمين المعتدلين الى التضامن مع ضحايا الهجمات قال عمران وحيد من جماعة حزب التحرير في بريطانيا الاسلامية المتشددة التي تسعى الى اقامة خلافة اسلامية في العالم انها ستواصل انتقاد الغرب.

وقالت الجماعة في منشور وزع على المصلين "ذكر الحقيقة بشان استعمار العالم الاسلامي والقتل والاغتصاب لامتنا على ايدي الحكومات الغربية هو (احد) اهم الالتزامات."

وقالت الجماعة التي اعلنت المسؤولية عن هجمات الخميس "التنظيم السري-تنظيم قاعدة الجهاد في اوروبا" بموقع على الانترنت ان هذه الهجمات جاءت ردا على ما وصفته "بالمذبحة التي نفذتها بريطانيا العظمى في العراق وافغانستان."

ويعتبر كثيرون من المسلمين الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق حيث أرسلت بريطانيا قوات رغم معارضة شعبية واسعة النطاق حملة على الاسلام. كما يتهمون الغرب بمساندة اسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي.

وقال ايهاب ماجد وهو وكيل سفريات مصري يبلغ من العمر 30 عاما "هذا اخر بلد غربي كان يكن احتراما كبيرا للعرب والمسلمين. الان لا أحد يعرف ماذا سيحدث."

لكن ليث الطائي وهو عراقي يمتلك مقهى على مقربة من محطة قطارات انفاق ادجوير رود اختلف مع هذا الرأي.

وقال "انت تقتل الحية بقطع رأسها وليس بقطع ذيلها. رأس الارهاب ليس اسامة بن لادن وانما سياسات امريكا وبريطانيا ضد العرب والمسلمين."

وأضاف "غيروها فينتهي الارهاب."

ورغم دعوة المسلمين المعتدلين الى التضامن مع ضحايا الهجمات قال عمران وحيد من جماعة حزب التحرير في بريطانيا الاسلامية المتشددة التي تسعى الى اقامة خلافة اسلامية في العالم انها ستواصل انتقاد الغرب.

وقالت الجماعة "رغم اجراءات الفحص والتمحيص المكثفة التي سيتعرض لها مجتمعنا في أعقاب تلك الهجمات من الضروري ألا يسكت المجتمع الاسلامي على النهج الاستعماري للدول الغربية."

وقالت الجماعة على موقع على الانترنت ان هذه الهجمات جاءت ردا على ما وصفته "بالمذبحة التي نفذتها بريطانيا العظمى في العراق وافغانستان."

ويعتبر كثيرون من المسلمين الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق حيث أرسلت بريطانيا قوات رغم معارضة شعبية واسعة النطاق حملة على الاسلام. كما يتهمون الغرب بمساندة اسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي.

وقال احمد المري الموظف الحكومي البالغ من العمر 27 عاما من دولة الامارات العربية المتحدة الذي يزور بريطانيا "انهم يريدون وقف قتل الناس في العراق وافغانستان ولذلك جاءوا ليقتلوا ابرياء هنا ويخربون حياة المسلمين العاديين."

ويقيم نحو 1.6 مليون مسلم في بريطانيا التي تعيش فيها جماعات معارضة كثيرة هربت من الاضطهاد في اوطانها.

من جهته قال متحدث باسم حركة طالبان الافغانية يوم الجمعة ان الشعب البريطاني يدفع ثمن شرور حكامه لكنه نفى أي دور للحركة في الهجمات التي وقعت يوم الخميس في العاصمة البريطانية لندن.

وقال عبد اللطيف حكيمي في اتصال هاتفي من جهة غير معلومة "الشعب البريطاني يواجه مشاكل فقط بسبب أفعال الشر والقمع لحكامه."

وصرح حكيمي بان طالبان لا تشعر بالحزن ولا بالفرح من التفجيرات الاربعة التي استهدفت نظام النقل في لندن وادت الى مقتل 37 على الاقل واصابة 700 .

واستطرد قائلا "لو كانت هذه الانفجارات وجهت لاهداف عسكرية بريطانية أو أوقعت خسائر في الارواح بين الحكومة البريطانية كنا سنكون سعداء للغاية."

وصرح بان مقاتلي طالبان سيهاجمون القوات البريطانية في افغانستان لكنهم لم يشاركوا في تفجيرات لندن.

وقال "سنثأر من بريطانيا في افغانستان وليس لطالبان علاقة بهذه التفجيرات."

وتنشر بريطانيا نحو 1000 جندي في افغانستان وتستعد لارسال 400 اخرين العام القادم لدى توليها قيادة 8500 جندي تابعين لحلف شمال الاطلسي لاقرار السلام في افغانستان. وهناك اضافة الى ذلك قوات امريكية قوامها 20 الفا.

واسقط الغزو الامريكي حكومة طالبان اواخر عام 2001 بعد ان رفضت تسليم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي القيت عليه مسؤولية هجمات 11 من سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.

وصرح حكيمي بان الحكام البريطانيين يقمعون المسلمين في كل مكان من العالم.

وقال "على الشعب البريطاني ان يكتشف الاسباب وراء هذه التفجيرات لان بريطانيا مارست القمع ضد المسلمين في كل انحاء العالم وأيدت الولايات المتحدة في احتلالها غير المشروع لافغانستان."

وفي كابول قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي تسلم الرئاسة بعد اسقاط طالبان ان هجمات لندن لم تكن مجرد هجمات على مدينة بل على البشرية كلها.

وقال للصحفيين "شعب افغانستان يعرف تماما الالم الذي يشعر به الشعب البريطاني لان الشعب الافغاني كان اول من عاني على ايدي الارهاب لسنوات طويلة وعاني طويلا."

ورغم مرور نحو اربع سنوات على هجمات سبتمبر لا يزال ابن لادن طليقا ويعتقد انه مختبئ على الحدود الافغانية الباكستانية.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 10/ تموز/2005 - 2/ جمادى الأولى/1426