حرص
العراق والولايات المتحدة الاربعاء على منع انسحاب جماعي للدبلوماسيين
من بغداد بعد أن سحبت باكستان سفيرها اثر تعرض موكبه للنيران واطلاق
مسلحين النار على رئيس البعثة الدبلوماسية البحرينية وهو متوجه الى
عمله وخطف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية.
وحثت
واشنطن الدول على عدم سحب سفرائها.
وقال
آدم هوبسون المتحدث باسم السفارة الامريكية في بغداد «لا يخفى على احد
ان العراق مكان محفوف بالمخاطر...نعتقد ان من المهم ان يظهر المجتمع
الدولي مساندته للعراقيين بالتواجد الدبلوماسي المستمر في البلاد».
واتهمت الحكومة العراقية الاربعاء بعض الدبلوماسيين العاملين في
البعثات الدبلوماسية في العراق باجراء لقاءات مع بعض فصائل المتمردين
مما يعرض حياتهم للخطر.
وقال
وزير الداخلية العراقي بيان باقر جبر صولاغ في لقاء مع صحافيين «لدينا
معلومات ان بعض الدبلوماسيين يلتقون الارهابيين وهم يتحملون بذلك كامل
المسؤولية».
وردا
على سؤال حول ما اذا كان يشير بذلك الى رئيس البعثة الدبلوماسية
المصرية ايهاب الشريف الذي تم خطفه السبت الماضي في بغداد، قال صولاغ «لا
اتحدث عن حادث معين لكن اذا تواجد وحيدا في منطقة خطرة فهو يتحمل بذلك
كامل المسؤولية».
واضاف
«سنحاول ان نحدد مكان تواجده ومن اختطفه».
وكانت
جماعة الارهابي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي تبنت في بيان
الثلاثاء خطف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد.
واكد
وزير الداخلية العراقي ان لديه «خطة لحماية الدبلوماسيين بعد وقوع هذه
الحوادث»، بدون ان يعطي المزيد من التوضيحات.
وكان
السفير المصري لدى العراق خطف قبل ايام في حين اصيب القائم بالاعمال
البحريني حسان الانصاري بجروح امس الثلاثاء اثناء تعرضه لمحاولة خطف.
وكان
الانصاري اصيب صباحاً برصاص مسلحين استهدفوا سيارته الدبلوماسية في
بغداد.
ونقل
الى مستشفى اليرموك للمعالجة من اصابة في كتفه.وقال مصدر طبي ان حالته
الصحية مستقرة.
لكن
الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين رد على الفور بترقية رئيس
البعثة الذي أصيب في يده اليمنى برصاصة عندما أطلق مسلحون النار على
سيارته في حادث وصفته البحرين بانه محاولة اختطاف.
وذكرت
وكالة انباء البحرين الرسمية ان الملك أمر بترقية حسان الانصاري الى
درجة سفير تقديرا لما فعله من اجل بلاده.
ونقلت
الوكالة عن وزير الاعلام البحريني محمد عبد الغفار قوله ان «العلاقة
بين مملكة البحرين وشقيقتها الجمهورية العراقية لن تتأثر من جراء هذا
الحادث المؤسف».
من
جهة أخرى، نشر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين صورا على الانترنت امس
لبطاقات هوية تخص الدبلوماسي المصري ايهاب صلاح الدين الشريف رئيس
البعثة المصرية في العراق كدليل على أنها الجهة التي خطفته.
وشملت
الصور التي نشرت على موقع اسلامي على الانترنت صورا لرخصة قيادة الشريف
وبطاقة عمله بوزارة الخارجية وتلك الخاصة بالتأمين الصحي.وتحمل
البطاقات اسم الشريف ومنصبه وصورا له في حجم جواز السفر.
وجاء
في بيان مذيل باسم المتحدث باسم الجماعة «هذه الهويات الشخصية لسفير
الطواغيت ايهاب صلاح الدين احمد الشريف».
وفي
عمان قال نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر امس ان الاردن «ما
يزال ملتزما»ارسال سفير الى العراق رغم استهداف المسلحين هناك لعدد من
السفراء والبعثات الدبلوماسية.
وهدد
تنظيم القاعدة في العراق بقتل ايهاب الشريف رئيس البعثة الدبلوماسية في
بيان على الانترنت بعنوان "الصارم البتار على سفير الكفار" قالت
الجماعة "قررت المحكمة الشرعية بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تحويل
المرتد سفير دولة مصر الموالية لليهود والنصارى إلى المجاهدين كي
ينفذوا حد الردة فيه" دون أن تطرح أي مطالب سياسية أو تترك الباب
مفتوحا أمام التفاوض.
ولم
تعلق القاهرة على البيان. كما لم تعلق الحكومة العراقية التي جددت في
وقت سابق انتقادها لخروج الشريف بمفرده يوم السبت لشراء صحيفة مما سمح
للمسلحين بالامساك به واقتياده.
وهدد
بيان القاعدة بمزيد من أعمال العنف ضد الدبلوماسيين.
وقال
البيان "هذا مصيركم يا سفراء دول الطاغوت فعراق الجهاد اليوم ما بات
امنا للكافرين .. وأمريكا لا تستطيع حماية نفسها فضلا من أن تحمي
غيرها."
وأضاف
"إن هذه السفارات ما هي إلا مراصد لاقتناص المهاجرين المجاهدين وذلك
بتتبعهم وقطع الطرق عليهم."
وتضغط
الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وتدعمها الولايات المتحدة على
الدول الاسلامية الاخرى التي يقودها في الاغلب السنة لكي تعترف بها
اعترافا كاملا من خلال رفع مستويات التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى
السفراء.
واختطف الشريف بعد أيام من اعلان العراق أن القاهرة على وشك أن تفعل
ذلك. ولم تؤكد مصر هذا.
وجاء
اختطاف الشريف كضربة أولى فيما بدا كحملة ترويع ضد الدبلوماسيين في
بغداد في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة اقناع الدول الاسلامية برفع
تمثيلها الدبلوماسي في العراق.
وقال
رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري أن "الارهابيين" لا يستهدفون
العراقيين فقط رغم أن ذلك يحدث في العراق معربا عن أمله في أن تقف
الدول إلى جانب بلاده لتعزيز العملية الديمقراطية ومواصلة عملها
السياسي في العراق اخذة في الاعتبار الاجراءات الامنية.
أما
دولة البحرين التي أصيب رئيس بعثتها فيما وصفه مسؤولون بأنه محاولة
اختطاف اثناء توجهه إلى عمله يوم الثلاثاء أيضا فقد ردت بترقية
الدبلوماسي إلى درجة سفير لكنها أضافت أن ذلك لا يغير بالضرورة وضع
بعثتها في العراق.
وقال
بيان جبر وزير الداخلية العراقي للصحفيين يوم الاربعاء اثناء استراحة
خلال اجتماع للحكومة ان السلطات وضعت خطة لحماية الدبلوماسيين بعد هذه
الحوادث. ولم يقدم أي تفاصيل وصرح بان بعض الدبلوماسيين يتساهلون فيما
يتعلق باجراءات الامن.
ومقاتلو الزرقاوي من السنة وهم متحالفون مع السنة العراقيين ضد حكومة
بغداد التي يتزعمها الشيعة والاكراد وتدعمها الولايات المتحدة.
ويرفض
عدد كبير من السنة العراقيين العنف والنفوذ الاجنبي لاتباع الزرقاوي.
وتأمل الولايات المتحدة والزعماء العراقيون أن يحدث شقاق داخل صفوف
المقاتلين وان يشارك المزيد من السنة في العمل السياسي.
وتأمل
الولايات المتحدة التي تحتفظ بمئة وأربعين الف جندي في العراق أن تتمكن
الحكومة العراقية من القضاء على الاستياء بين السنة من خلال اجتذابهم
إلى العملية السياسية بعد امتناع العديد منهم عن المشاركة في
الانتخابات التي اجريت في 30 يناير كانون الثاني.
وكانت
الاقلية السنية تهيمن على مقاليد الامور ابان حكم الرئيس المخلوع صدام
حسين.
وانضم
العديد من السنة مؤخرا إلى عملية صياغة دستور جديد للعراق يوم الاربعاء
وشارك مندوبوهم في جلسة للجنة المعنية بالبرلمان. وقال مسؤولون إن
الجلسة كشفت عن اختلاف كبير في الاراء مع الشيعة والاكراد الذين
يهيمنون على البرلمان.
وانضم
15 عضوا سنيا من خارج البرلمان إلى لجنة برلمانية اصبحت تضم الان 71
عضوا مكلفة بصياغة الدستور بحلول 15 أغسطس آب. |