الارهاب الدبلوماسي: ابتزاز جديد يمارسه تجار الإرهاب والطائفيون

تتعرض مساعي عودة التمثيل العربي الدبلوماسي الى العراق لضربة قاسية مع اقدام مجموعات مسلحة على الاعتداء على بعضهم واختطاف عدد اخر اضافة الى الاعتداء على دبلوماسيين اجانب وتفجير عبوات ناسفة امام مداخل بعض السفارات.

وكان رئيس البعثة الدبلوماسية البحرينية في العراق حسن الانصاري قد نجا من محاولة اغتيال فما اختطف قبل ايام السفير المصري في بغداد ايهاب الشريف الذي كان مقررا أن يكون أول سفير عربي هنا منذ اطاحة نظام صدام حسين فيما فجر المسلحون عبوة ناسفة قرب السفارة الايرانية ونجا اليوم موكب للسفارة الباكستانية في بغداد من هجوم استهدفه.

وقال وكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي ان هذه الاعمال "تستهدف العلاقات الدبلوماسية بين العراق واخوانه العرب واصدقائه الاقليميين وغير الاقليميين".

واعرب عن الامل بان لا تؤثر هذه الاحداث على مستوى العلاقات الدبلوماسية بين العراق والدول الاخرى مضيفا "نريد مع تزايد هذه الاحداث المتمثلة باستهداف الدبلوماسيين العرب ان يزداد اصرار الاشقاء العرب على دعم العراق في مكافحة الارهاب".

ودعا عباوي الى صدور موقف صريح وواضح من الدول العربية يدين هذه العمليات الارهابية والى عدم تجول الدبلوماسيين العرب والاجانب وحدهم دون حماية في مناطق متوترة امنيا.

من جهته اكد ليث كبة الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ان عملية اختطاف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية السبت الماضي محاولة لادخال الخوف في بقية السفارات الموجودة في بغداد لكي لا تعزز وجودها في العراق.

وقال كبة في مؤتمر صحافي "ليس غريبا حصول حادثة خطف رئيس البعثة المصرية في بغداد فهي محاولة للرد وادخال الخوف في بقية البعثات لكي لا تسرع وجودها في العراق هذا الجواب الذي تبعثه هذه المجموعات للدول التي تنوي فتح بعثات في العراق".

واضاف ان "اختطاف سفير او استهداف المياه هي محاولات لاظهار عجز الحكومة امام هذه الجماعات". وتابع كبة "اعتقد ان كل عمل من هذا النوع له تأثير سلبي وبدون شك فأن الحكومة تدين العمل ضد رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية لكن هذا لن يؤثر على العلاقات بين البلدين".

واوضح المسؤول العراقي انه "قد تكون ملابسات ادت الى اختطاف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية فقد كان من الغريب ان يخرج بدون حماية". وقال "في العراق ما من مسؤول يخرج بدون حماية لذلك فأن الملابسات غير واضحة لما جرى له".

وروى شاهد يملك متجرا في شارع الربيع حيث يقع منزل الدبلوماسي المصري (51 عاما) ان "سبعة مسلحين يستقلون سيارتين واحدة +تويوتا+ يابانية الصنع والثانية +النترا+ كورية الصنع هاجموا الدبلوماسي المصري على بعد نحو 70 مترا من منزله عندما كان يمشي في الشارع".

واوضح الشاهد ان "الحادث حصل عند الساعة 17,00 (13,00 تغ) من يوم السبت". وقال "حين هجم المسلحون على الدبلوماسي بدأ بالصراخ مما حدا باحد الخاطفين الى ضربه بأخمص المسدس على رأسه من الخلف فسال دمه".

وتابع الشاهد "حين خرجت من محلي صاح بي احد الخاطفين +ادخل محلك هذا اميركي قذر+". واضاف ان "المسلحين قاموا بعد ذلك بوضع الدبلوماسي المصري في صندوق السيارة وغادروا مسرعين".

وكان الشريف عين في مطلع من حزيران/يونيو الماضي سفيرا لمصر في العراق وهو اول سفير لدولة عربية في هذا البلد منذ سقوط صدام حسين في نيسان/ابريل 2003.

وتدرج الشريف في السلك الدبلوماسي قبل ان يصبح قائما بالاعمال في السفارة المصرية في تل ابيب ما بين 1999 و2003 وشغل قبل تعيينه في العراق منصب نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية.

واشادت الخارجية العراقية بهذه الخطوة باعتبار مصر أول دولة عربية تعيد سفيرها الى بغداد منذ سقوط نظام صدام حسين.

من جانبه دان الحزب الاسلامي العراقي وهو ابرز الاحزاب الاسلامية العربية السنة في العراق عملية الاختطاف معتبرا ذلك امرا مرفوضا شرعا وقانونا.

واعتبر عضو الجمعية الوطنية والامين العام للاتحاد الاسلامي التركماني عباس البياتي عمليات القتل والاختطاف "رسالة من الإرهابيين الى الدول العربية بعدم فتح سفارات لها في العراق" من جهته اعرب عباوي عن اعتقاده ان الدول العربية تاخرت في ارسال سفرائها الى العراق وان القوة التي استهدفت الدبلوماسيين في سفارتي مصر والبحرين كانت سستستهدفهم قبل عام وربما بعد عام اذا ارجاوا اعادة تمثيلهم الدبلوماسي.

هذا وأصيب رئيس بعثة البحرين في العراق حين فتح مسلحون النار على سيارته في العاصمة العراقية بغداد يوم الثلاثاء في ثاني هجوم على دبلوماسي عربي رفيع في المدينة خلال ثلاثة ايام.

وقالت الشرطة العراقية ومصادر مستشفيات ان مسلحين في بغداد فتحوا النار على سيارة رئيس بعثة البحرين في العراق واصابوه اصابة طفيفة.

وقال مصدر في الشرطة العراقية ان نحو اربعة مسلحين فتحوا النار على سيارة الدبلوماسي البحريني في حي المنصور ببغداد بينما كان متجها الى عمله.

وذكر مصدر في المستشفى ان رئيس بعثة البحرين الذي عرفه مسؤول بوزارة الخارجية البحرينية باسم حسان مال الله الانصاري اصيب بطلقة واحدة في يده اليمنى.

وقال مسؤول وزارة الخارجية البحرينية لرويترز "السفارة قالت انه اصيب برصاصة بعد ان غادر منزله لكن لم يتضح ما اذا هو المستهدف ام انها رصاصة طائشة."

وذكرت الشرطة العراقية في الموقع بينما كانت سيارة رئيس بعثة البحرين البيضاء التي تحمل لوحة دبلوماسية حمراء تقف وقد تناثرت الدماء بداخلها ان الانصاري كان وحده في السيارة فيما يبدو. وشوهدت على الاقل اثار رصاصتين اخترقتا كشافات السيارة.

وبعد وقت قليل من وقوع الهجوم على الدبلوماسي البحريني انفجرت قنبلة قرب السفارة الايرانية لكن الشرطة العراقية قالت ان القنبلة انفجرت قرب دورية عسكرية أمريكية في بغداد كانت تسير على مقربة من السفارة الايرانية.

وقالت موظفة بالسفارة الايرانية في اتصال تليفوني انها علمت بوقوع انفجار لكن السفارة لم تتأثر. وقال جندي امريكي في الموقع ان حارسا مدنيا جرح.

وقالت مصادر بالشرطة العراقية ان مسلحين أطلقوا النار يوم الثلاثاء على قافلة تقل سفير باكستان لدى العراق محمد يونس خان في ثالث هجوم على دبلوماسيين بالعراق خلال ثلاثة أيام.

وذكرت المصادر أن مسلحين يستقلون سيارتين أطلقوا النار على القافلة التي كانت تمر في حي المنصور ببغداد لكن السيارتين ابتعدتا سريعا بعد أن رد الحراس باطلاق النار.

وقالت المصادر انه لم ترد أنباء باصابة أحد.

وقال مصدر بالشرطة "وقع تبادل لاطلاق النار وأصيبت سيارة ضمن السيارات الثلاث التي كانت بالقافلة الباكستانية لكن السفير لم يصب بأذى."

ولم يتسن على الفور الاتصال بالبعثة الدبلوماسية الباكستانية للتعليق.

ويتشكك عدد كبير من السنة العرب في الحكومة العراقية الانتقالية التي تدعمها الولايات المتحدة وفي قادتها من الشيعة.

وتثير الروابط بين الحكومة التي يغلب الشيعة على أعضائها في العراق والشيعة في ايران قلق بعض الزعماء العرب.

وتسعى واشنطن وبغداد الى استخدام الدبلوماسية والسياسة لوقف تمرد العرب السنة الذي أصبح أكثر عنفا منذ تسلمت الحكومة العراقية الجديدة السلطة في ابريل نيسان في أعقاب الانتخابات التي اجريت في يناير كانون الثاني وقاطعها معظم السنة.

وتقدمت المساعي السياسية لتهدئة غضب السنة العرب في العراق بقبول البرلمان رسميا ضم عدد من أبناء الاقلية السنية من خارج الجمعية الوطنية التي يغلب الشيعة على أعضائها الى لجنة صياغة الدستور الجديد.

ومن المقرر ان يجتمع في وقت لاحق يوم الثلاثاء الاعضاء السنة ولاول مرة مع اللجنة البرلمانية المكلفة بصياغة دستور جديد للعراق.

ورحب البرلمان العراقي يوم الثلاثاء رسميا بخمسة عشر عضوا من السنة العرب في عضوية اللجنة المكلفة بصياغة الدستور لتصبح أول هيئة سياسية وطنية تضم هذا الحجم من التمثيل للاقلية السنية التي تمثل 20 في المئة من السكان والتي هيمنت على الحكم خلال عهد الرئيس السابق.

وقال رئيس اللجنة همام حمودي لرويترز ان السنة سينضمون الى باقي اعضاء اللجنة يوم الثلاثاء.

ووسعت عضوية اللجنة الى 71 عضوا لتضم عددا اكبر من السنة وكان تمثيلهم قاصرا من قبل على اثنين.

وصرح حمودي بان اللجنة التي عليها ان تنتهي من صياغة دستور العراق بحلول 15 اغسطس اب قبل اجراء الاستفتاء في اكتوبر تشرين الاول والانتخابات في ديسمبر كانون الاول ستعقد اول اجتماع بكامل هيئتها يوم الاربعاء.

وضمت الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) التي يغلب الشيعة والاكراد على أعضائها 15 من العرب السنة الى اللجنة المكلفة بصياغة الدستور العراقي الجديد. واصبحت اللجنة بذلك أول هيئة سياسية في العراق يمثل فيها السنة بصورة ملموسة.

وأضاف حمودي ان اللجنة ستبدأ مناقشات جادة يوم الاربعاء لتحديد نقاط الاتفاق والخلاف بين أعضائها.

واوضح ان نقاط الخلاف الرئيسية ربما تتعلق بمدى ما سيتضمنه الدستور من وصف للعراق كدولة عربية ودرجة الاستقلال الذي ستحصل عليه المناطق ذات الاغلبية الكردية غير العربية في شمال البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 6/ تموز/2005 - 28/ جمادى الأولى/1426