معالم الحيوية في اللغات العالمية

كتب المحرر الثقافي: يمكن أن تكون معالم التقدم والقابلية على التطور المستمر لما يأتي به العلم والتكنيك والحياة المعاصرة من مفردات ومصطلحات وتعابير موضوعاً لطرح مقارنة شاملة بين اللغات العالمية وبالذات منها المعتمدة لدى هيئة الأمم المتحدة ومنها على سبيل التذكير اللغة العربية.

وموضوعة المقارنة اللغوية هي مسألة بقدر ما ستبرز أهميتها لكنها ستبقى ذات إثارة علمية تؤدي خلاصاتها إلى أفضلية لغة عالمية على أخرى عالمية أيضاً لكن تيسير كل أرومة لغة ما منها هي التي يمكن أن ترشح لتوفير القناعة الفعلية بأن هذه اللغة تمتاز على غيرها بالتسيير الأكثر في مجالات تشكل سمات اللغة المعينة سواء في قوانين القواعد (النحو) أو الكتابة أو حتى التعبير فمثلاً أن جماليات اللغة العربية التي تفرق في إبراز المذكر عن المؤنث ويمكن الاستدلال على ذلك بيسر مشهود من مجرد سماع المتكلم أو قراءة النص فإن هذه الصفة تبقى ذات إبهام بالنسبة للغة الإنجليزية حيث تتساوى الصفات والأفعال بالأخيرة بحيث لا يدري المتابع هل الحديث أو النص يشير إلى مذكر أم مؤنث! إذ أن تحديد ذلك لا يأتي إلا حين يتم الوقوف على مفردة مثل (He) التي تعني هو بالنسبة للمذكر أو (She) بالنسبة للمؤنث وفي المقارنة بين المذكر والمؤنث بين اللغتين العربية والإنجليزية فبهذا الصدد يمكن تسجيل الأفضلية لصالح اللغة العربية على الإنجليزية رغم أن الدعاية اللغوية لصالح الإنجليزية أمر سارٍ ضمن أكذوبة لغوية كبرى.

وكذلك فاللغة العربية التي تحوي على (ألف ولام) التعريف (ألْ) لتميز الدقة المقصودة بين مفردتين يمكن وضع أحدهما في تضاد للمعنى الدقيق بينهما. إذ من المعاني التي تتجلى في العربية أنها تشير لأمر أو شيء أو شخص معلوم حين تعرّفه بألف لام التعريف فإطلاق كلمة (الرجل) تبقى مختلفة من حيث المعنى عن كلمة (رجل) لأن الأولى تعرف برجل معلوم بينما الثانية تشير لرجل مجهول. ومن المعروف أن اللغات التي تستعمل (أداة التعريف) في مفرداتها هي أكثر دقة في الإشارة لمعنى المفردة بها وربما تساوت العربية بأداة تعريفها (ألف ولام) مع الإنجليزية ذات الأداة (The).

لكن ما يلاحظ في اللغة الألمانية أن فيها ثلاث أدوات رئيسية للتعريف الأولى للمذكر وهي (Der) والثانية للمؤنث وهي (Die) والثانية للمحايد وهي (Das) وهذه المغالاة في تعداد أدوات التعريف في الألمانية يقابلها تسهيل في لغات أخرى بحيث تنصرم منها أي أداة للتعريف وهذا ما يفرض تلك اللغات إلى حالة من التأرجح في الاستدلال على المعنى المباشر والسريع في هذه الجزئية.

وحيوية أي لغة تظهر من خلال تصانيفها لقوانين معتمداتها في القواعد والكتابة والتعبير بصور متوازية ولا تكون لها ميزة على لغة أخرى إلا بما تقدمه من تيسير وتبسيط تلك القوانين وبما يمكن من استيعابها الفكري أولاً ثم تطبيقها بالتداول ثانياً إذ تبقى مسألة الترف في اللغة مسألة غير مستحبة.

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 5/ تموز/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426