على العالم مسؤولية حماية الشعوب من العنف

أبلغ كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة الاتحاد الافريقي يوم الاثنين ان على الأمم "مسؤولية حماية" الشعوب من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي اذا فشلت حكوماتها في تحمل هذه المسؤولية.

ظل هذا المفهوم موضع مناقشات على مدى سنوات وقوبل باعتراضات من جانب الدول النامية التي رأت فيه مبررا للتدخل العسكري او فرض عقوبات.

وقال عنان في خطاب مُعد للالقاء أمام قمة الاتحاد الافريقي التي تعقد في مدينة سرت بليبيا بمشاركة 53 دولة "بعض الدول قلقة من ان يكون هذا المفهوم هو ستار لتدخلات غير مبررة.

"لكن كلنا متفقون على ان السلبية أمام الابادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية هو امر غير مقبول."

وأضاف "البشر المهددون بمثل هذه الجرائم المروعة من حقهم البحث عن حماية لا من جيرانهم الاقليميين فحسب بل من المجتمع الدولي ككل."

ولم تنضم الدول الافريقية الى الغرب في ادانة قرار زيمبابوي إجلاء مئات الالاف من سكان العشوائيات من مناطق الحضر.

ولم يطلب الامين العام من مجلس الامن وضع المشكلة في جدول اعماله بسبب معارضة بعض الدول لكنه أوفد انا تابايجوكا المدير التنفيذي لوكالة الاسكان (يو.ان.هابيتات) التي تتخذ من نيروبي مقرا لها الى هاراري عاصمة زيمبابوي لوضع تقرير عن عمليات الاجلاء القسري.

ومن المقرر ان يناقش زعماء الدول الافريقية حروب القارة السوداء ونداءات بزيادة التمويل الدولي لمهام حفظ السلام التي يقوم بها الاتحاد الافريقي خاصة القوة الصغيرة التي لا تتعدى 3000 فرد وتحاول إعادة الاستقرار الى منطقة دارفور بغرب السودان.

وانتقد عنان رد الفعل الدولي للصراع الدائر منذ أكثر من عامين والازمة الانسانية القائمة في غرب السودان ووصفه "بالبطء والتردد وعدم الاهتمام."

وقال عنان في خطابه أمام قمة الاتحاد الافريقي "يجب ألا نكرر رد الفعل غير المناسب الذي حدث في الماضي."

ويستضيف عنان قمة للأمم المتحدة في سبتمبر ايلول في أضخم تجمع لزعماء العالم في التاريخ لاصلاح برامج المنظمة الدولية في مجالات الامن والتنمية وحقوق الانسان وإصلاح مؤسسات الامم المتحدة.

وفيما يتعلق بافريقيا تهدف الاصلاحات الى وضع خطة عمل لتحقيق الاهداف الالفية للامم المتحدة وهي خفض معدلات الفقر وتوفير التعليم الابتدائي والقضاء على الايدز بحلول عام 2015 .

وقال عنان في كلمته أمام القمة الافريقية في سرت "لسنا بحاجة الى وعود جديدة لنحقق هذا بل مجرد الوفاء بالوعود القائمة."

ودعا عنان الزعماء الافارقة ايضا الى انتهاز هذه "الفرصة الثمينة" ليبتوا في أمر توسيع مجلس الامن الذي يضم حاليا 15 دولة والذي يعكس حتى الان موازين القوى التي كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية.

واقترحت المانيا والبرازيل والهند واليابان والتي تتطلع الى الحصول على مقاعد دائمة في مجلس الامن الموسع اضافة عشرة مقاعد للمجلس الحالي وتخصيص مقعدين منها لافريقيا.

وهناك خطة بديلة لاضافة عشرة مقاعد غير دائمة لفترات متفاوتة.

وحث عنان الدول الافريقية على اختيار واحدة من الخطتين.

وقال "أعرف انكم ستناقشون الأمر في هذه القمة وأناشدكم الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة."

وطرح الاتحاد الافريقي خطة ثالثة مما قد يرجيء إصلاح مجلس الأمن الى أجل غير مسمى لان تصويت 53 دولة افريقية هو أمر حاسم. ويقضي الاقتراح الافريقي باضافة مقعدين دائمين لافريقيا وثلاثة غير دائمة.

وانقسمت الدول الافريقية حول الدول المرشحة لشغل المقاعد الجديدة وتتنافس عليها مصر وجنوب افريقيا ونيجيريا وكينيا.

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 5/ تموز/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426