حفظ هوية الأقليات الإسلامية في البلدان الأخرى

كتب المحرر الثقافي: كمقدمة لا بد من التنويه أن المقصود بـ(الأقليات الإسلامية) هي مجاميع المسلمين بمختلف مذاهبهم السنية والشيعية.. المتواجدون في بلدان غير إسلامية الطابع.

لحضور المسلمين سواء كانوا (جاليات) أو (يحملوا جنسيات أجنبية) في البلد غير الإسلامي الذي يعيشون ويحيون فيه أثر مازال يعتمل في نفوس المجتمعات المضيفة لهم أو التي قبلت أن يكونوا معهم حاملين لجنسية موحدة ومن باب هذا السعي المشترك الرابط برباط الإنسانية المسلمون وغير المسلمون الذين يعيشون في بلد ليس ذا صبغة إسلامية يلمس في كثير من الأحيان أن شيئاً من العنصرية اللاإسلامية بطبيعة الحال ما تزال باقية لدى غير المسلمين اتجاه المسلمين ولعل وضع مثل هذا السياج النفسي أو الاجتماعي بين طبقات مجتمع يفترض أن يكون موحداً في آماله وطموحاته المشتركة أن لا تصطدم فئة ما من هذا المجتمع بنكسة تمايز أو تفضيل أحد على أحد.

ومسألة نفوس الأقليات الإسلامية (عدداً ونوعاً وإيماناً) هي اليوم أحد المثارات في المجتمعات من ذات الطابع اللإسلامي العام الذين يعيشون في كنفه فمثلاً أن عدد المسلمين في البرازيل أي في أمريكا الجنوبية يبلغ زهاء (3) ملايين نسمة من بين مجموع السكان البالغ عددهم (170) مليون شخص وفي إحصائية حديثة منشورة على شبكة البث الدولية (الانترنيت) توضح أن نسبة المسيحيين من البرازيل تصل لزهاء (89%) في حين تشكل بقايا أتباع الأديان الأخرى من غير المسلمين النسب الأقل ومن المفرح حقاً إمكانية القول أن البرازيل تشهد صحوة إسلامية راقية) خصوصاً شريحة المسلمين – الشيعة من بينهم.

وتشير قصة المسلمين في البرازيل أنهم قد قدموا إليها عن طريق المهاجرين إبان عهد الدولة العثمانية حيث كانت مدينة ريودي جانيرو آنذاك محطاً للقادمين من خارج الحدود وعدد من المهاجرين إلى البرازيل قد جاءوا إلى ربوعها من أفريقيا ولذا يمكن القول أن الجالية الإسلامية السوداء التي تدين أغلبيتها بالمذاهب السنية الإسلامية ذات وزن إسلامي أيضاً متآخ مع المذهب الشيعي الإسلامي من معتنقي مبدأ الجعفرية نسبة للإمام جعفر الصادق (ع) في حين أن أغلب مسلمي السنة هم من ذوي المعتقد بالمذهب المالكي السني إلا أن روح الإخاء الإسلامي هي الغالبة في معظم علاقاتهم الخاصة والعامة لكونهم مسلمون بالدرجة الأولى من حيث يجمعهم الله سبحانه وتعالى (رباً) وقرآنه المنزل (كتاباً) ومحمد بن عبد الله (ص) (نبياً) ودينهم الإسلامية (هوية).

ومسلموا البرازيل الذين تم اتخاذهم نموذجاً يحتذى ويحظون بدعم مالي لمؤسساتهم الدينية ويمارسون نشاطات تبليغية واجتماعية وثقافية وبعض كتبهم ترجمت إلى لغة البلاد الأصلية الأسبانية.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثتين 4/ تموز/2005 - 26/ جمادى الأولى/1426