منظمة المؤتمر الاسلامي تدعو لعدم انتظار فرض الاصلاح من الخارج 

 شهدت منظمة المؤتمر الاسلامي في بدء أعمال الدورة الثانية والثلاثين لوزراء خارجيتها نداءات بالمبادرة بتقييم الذات والاصلاح وعدم انتظار فرض الاصلاح من الخارج.

ودعا رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس علي عبد الله صالح في افتتاح دورة المؤتمر يوم الثلاثاء الى تقييم حاضر العالم الاسلامي تقييما حقيقيا وصادقا والوقوف وقفات جادة أمام الاوضاع الراهنة ومستقبل الامة وعلى الاخص مستقبل العلاقات فيما بينها.

وشارك في أعمال الدورة الثانية والثلاثين أكثر من 500 شخصية تمثل 56 دولة اسلامية بالاضافة الى ممثلين عن روسيا واليابان وايطاليا وأسبانيا وألمانيا وتايلاند كمراقبين وممثلين عن عدد من المنظمات الدولية والاقليمية.

وقال باجمال "ان من أبرز ما تجود به الحكمة لتصحيح الاختلالات ومواجهة المتغيرات وتجديد الهياكل والنظم هو أن ندعو بعضنا بعضا الى كلمة سواء بيننا تقوم على الامانة والصدق وتبني في نفس الوقت علاقات تضامنية وتكاملية في جميع المجالات."

ويبحث وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام قضايا تتراوح بين اقامة صندوق للتعامل مع كوارث مشابهة لموجات المد العاتية التي وقعت في ديسمبر كانون الاول الماضي وبين تمثيل الدول الاسلامية في مجلس الامن الدولي.

كما يناقش الوزراء التطورات في الاراضي الفلسطينية والعراق وسبل دعم أنظمة التجارة المتعددة الاطراف وامكانية اقامة سوق اسلامية مشتركة.

وقال صالح خلال استقباله وزراء خارجية الدول الاسلامية ورؤساء الوفود في القصر الجمهوري "ان عقيدتنا الاسلامية تفرض علينا التعاون الوثيق في تحقيق التقدم العملي والملموس من أجل تقديم الدعم المطلوب والمؤازرة الكافية من قبل بلداننا الغنية الى بلداننا الفقيرة... لان الفقر والعوز والحاجة التي يواجهها بعض شعوبنا تشكل حافزا وبيئة خصبة لتوليد الصراع الاجتماعي والانحراف الفكري والعداء الانساني وكل أشكال التمرد والتطرف والنزوع نحو سلوكيات مدمرة وغير عقلانية."

وأضاف "علينا أن نرفض انتساب التطرف والارهاب والصاق هذه المفاهيم بأمتنا الاسلامية. فهذه حملة ظالمة ضد الاسلام كونها تشكل سحقا لانسانية الانسان."

ودعا الى حوار مع أولئك الذي يسعون الى ربط الارهاب والتطرف بالامة الاسلامية لتعريفهم بتعاليم الدين الاسلامي وقيمه ومبادئه القائمة على التسامح والاخاء.

كما دعا الحكام "الى التعامل بمسؤولية تاريخية واجتماعية مع الشعوب حتى لا يتاح فرض الاصلاح من الخارج." وأضاف "لن يقبل أحد التدخل في شؤون بلداننا وقضية الاصلاح مهمة داخلية وتصنعها الشعوب."

ومضى قائلا "لابد من الوقوف بمسؤولية أمام ما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان وهي أحداث تجبرنا للوقوف مع العدل والحق بحيث نرفض الظلم والازدراء والاهانة من قبل أعداء الامة."

وتمنى صالح أن يسهم انعقاد هذه الدورة في خلق الزخم السياسي وقوة الدفع المطلوبة من أجل تفعيل عمل المنظمة بما في ذلك ادخال التعديلات على ميثاقها واستحداث الاليات لتنفذ الخطط والبرامج الاصلاحية.

وقال "علينا أن نكون صفا واحدا من أجل اصلاح الامم المتحدة ومؤسساتها وبرامجها ووكالاتها بما في ذلك العضوية في مجلس الامن ما يمكن الجميع من المشاركة وتحقيق التوازن المطلوب داخل هيئات الامم المتحدة."

من جانبه قال الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو ان العالم الاسلامي يعيش مرحلة اختبار تاريخية عصيبة ويواجه تحديات غير مسبوقة تستهدفه وتتوعده في أراضيه وثقافته وهويته بل وفي مصيره.

وأضاف "ان الامر يستدعي بالضرورة وقفة صادقة لتقويم الذات ووضع تصور واضح لافاق التضامن الاسلامي والبدء في عملية اصلاح شاملة" مشددا على أن الاصلاح المنشود في العالم الاسلامي ينبغي ألا يكون مدفوعا باملاءات تفرض من الخارج أو بنماذج جاهزة.

وقال أوغلو "ينبغي أن يكون الاصلاح نابعا من القيم والثوابت الاسلامية وأن يتلاءم مع أوضاع كل دولة من الدول الاعضاء في المنظمة وظروفها وقبل ذلك كله أن يكون الاصلاح متمشيا مع تعاليم الدين الحنيف الذي يحض على الحكم الرشيد والعدالة والمساواة وغيرها من القيم السامية."

وتابع بقوله "ان أعظم خدمة نقدمها للامة الاسلامية هي أن نجعل من هذه المنظمة منظمة تستطيع أن تعينها على الصمود أمام تحديات العصر وتوحد لها الكلمة والصف وتعيد لها العزة والمنعة."

وجدد موقف المنظمة "الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية وهو الموقف الذي يطالب بحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية وحق تقرير المصير وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف."

وفيما يتعلق بالوضع في العراق بين الامين العام أن موقف المنظمة "يؤكد ضرورة احترام سيادة العراق ووحدته الوطنية وحقه المطلق في السيطرة على ثرواته الطبيعية والحفاظ عليها من سوء الاستغلال والهدر."

وبخصوص الوضع في أفغانستان أعرب أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي عن ارتياحه لاستمرار "حالة الاستقرار الملحوظة بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة الافغانية الجديدة" املا أن تركز الحكومة على مشاريع اعادة البناء والتعمير وتأهيل الاقتصاد بمساعدة صندوق منظمة المؤتمر الاسلامي لاعمار أفغانستان الذي تمكن من تنفيذ مشاريع مفيدة في مجال المياه والصحة والتعليم.

وسيواصل المؤتمر أعمال جلساته حتى يوم الخميس حيث من المنتظر أن تقدم تقارير عن أوضاع المسلمين في كشمير وتايلاند والفلبين وجنوب شرق اسيا وأفريقيا.

وغاب عن أعمال المؤتمر الوزاري للدول الاسلامية عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية وكذلك وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا.

وتمثل منظمة المؤتمر الاسلامي 1.2 مليار مسلم في أنحاء العالم وقد أنشئت في الخامس والعشرين من سبتمبر أيلول عام 1969 مع اقامة أول مؤتمر للعالم الاسلامي في العاصمة المغربية الرباط بعد محاولة احراق المسجد الاقصى في القدس.

وتشجع المنظمة التشاور والتعاون فيما بين الدول الاعضاء في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية ويجتمع وزراء خارجيتها سنويا بينما يعقد مؤتمر قمة مرة كل ثلاثة أعوام.

شبكة النبأ المعلوماتية - االخميس  30/ حزيران/2005 - 23/ جمادى الأولى/1426