علماء سنة يدينون عمليات الارهاب في العراق ويعتبرونها تشويها لسمعة الاسلام وسعيا لاشعال حرب طائفية

قال الدكتور علي جمعة مفتي مصر ان مقاومة الاحتلال حق واجب على كل مسلم لكن العمليات التي يقتل فيها مدنيون تشوه صورة الاسلام.

وقال "ما تشهده الساحة العراقية حاليا من عمليات فردية واحداث دامية شبه يومية من قتل الابرياء تحت شعار الجهاد لتحرير العراق هو نوع من العبث والفوضى يشوه صورة الاسلام والمسلمين."

واستطرد "مقاومة الاحتلال حق واجب على كل مسلم ولكن يجب ان يكون بطريقة منظمة وتحت راية واحدة."

ونقلت صحيفة الاهرام تصريحات المفتي خلال لقائه الشيخ عدنان سليمان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني بالعراق.

وقتلت تفجيرات السيارات والهجمات الانتحارية مئات العراقيين من بينهم عدد كبير من رجال الشرطة لكنها قتلت ايضا الكثير من المدنيين والمارة.

وأعلنت جماعات سنية مسؤوليتها عن الكثير من الهجمات.

هذا وكان تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الاردني ابو مصعب الزرقاوي قد أعلن المسؤولية عن الهجوم الاخير في الكرادة.

وتحدث التنظيم عن "غزوة الثأر لاهل السنة" وعرض فيلما على موقع على الانترنت يظهر اندلاع النيران في ثلاثة مواقع على الاقل واصوات انفجارات وتبادل لاطلاق النار.

وجاء في بيان التنظيم "بعد طغيان الرافضة واستعدائهم على اعراض وحرمات أهل السنة بحراب اليهود والصليبيين وبلباس الحرس الوثني...جاء الفجر بتباشير نصر الثأر لاهل السنة وجاء الصبح على الكافرين بوجه مقفهر وتمكن ليوث السنة بفضل الله ومنته من انزال القصاص العادل باحفاد ابن العلقمي ومن يقف وراءهم لقد كان فجرا سطرت فيه اروع البطولات واندر المنازلات."

من جهته اعتبر امام سني نافذ الجمعة ان الغاية من العمليات الانتحارية هو خلق فتنة طائفية بين مكونات الشعب العراقي مؤكدا ان هذه العمليات تطال الابرياء من الشعب العراقي.

وتساءل الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي امام وخطيب مسجد ام القرى (سني) في خطبة الجمعة امام مئات المصلين "ما الهدف من تفجير سيارة مفخخة امام مكتب السيد الشهيد الصدر في حي الشعلة شمال بغداد؟".

واضاف ان "الهدف واضح وهو اثارة الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي".

وتساءل السامرائي الذي يعد من الاعضاء البارزين في هيئة علماء المسلمين السنة وديوان الوقف السني اللتين تعتبران من اكبر المراجع السنية في البلاد "من المسؤول عن التفجيرات التي تطال الابرياء؟ والى متى يبقى الحال هكذا؟".

واكد "سأدافع عن كل قطرة دم تسيل من عراقي سنيا ام شيعيا مسيحيا او كرديا او تركمانيا لاننا لا نرضى بأي عمل يسيء الى العراقيين".

ومن جانب اخر دان السامرائي وبشدة العملية التخريبية التي استهدفت الاسبوع الماضي محطة للمياه تغذي الجانب الغربي من العاصمة العراقية بغداد.

وقال ان "الايادي التي امتدت الى محطة الماء لتدمرها والله هي اياد آثمة مجرمة وحليفة للاحتلال الذي لا يعرف الا العقاب الجماعي". واضاف ان "العراقيين اصبحوا اليوم ضحية العنجهية الاميركية والاعتقالات العشوائية والاغتيالات".

كما دعا السامرائي الحكومة العراقية الى اطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت بحقهم اية ادانة. وقال "اناشدكم الله ان هناك اناسا خلف القضبان يشكون ظلم العباد وليس لهم علاقة بالتفجيرات واعمال الارهاب". واضاف "نريد من الحكومة ان تتدخل لانقاذ الابرياء الذين يموتون في السجون دون وجه حق".

وشهد الاحد الماضي عملية تخريبية استهدفت محطة تنقية للمياه في منطقة التاجي جنوب بغداد مما اثر سلبا على الامداد بالماء لنحو مليون مواطن عراقي في جانب الكرخ من العاصمة وسط درجات حرارة مرتفعة حاليا تتجاوز 40 درجة مئوية.

وكان العرب السنة الذين يؤلفون نحو 20 في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 26 مليونا قد قاطع معظمهم انتخابات 30 يناير كانون الثاني. وهيمنت الاغلبية الشيعية والاكراد على الحكومة الانتقالية في بغداد.

وكانت لجنة يقودها الشيعة ومكلفة بصياغة دستور جديد للبلاد قد توصلت الاسبوع الماضي الى اتفاق مع العرب السنة بشان عدد المقاعد التي تخصص لهم في اللجنة. وكان الاختلاف بشأن توزيع المقاعد في اللجنة قد أخر عملها بضعة اسابيع.

ورحب المشاركون في المؤتمر بالتحرك باعتباره خطوة اولى.

وقال زعماء من السنة انهم شكلوا فريقا للتفاوض بشأن صياغة الدستور لكن المحادثات الكاملة قد تتأجل. فقد تسببت أعمال تخريبة في انقطاع المياه والمكيفات عن مبنى البرلمان مما اضطر المجلس الى ارجاء مناقشاته اسبوعا.

وهدد الزرقاوي واخرون بقتل زعماء السنة الذين يشاركون في المفاوضات كما اتهم بعض زعماء السنة ميليشيات شيعية باستخدام فرق اغتيالات لاستهداف ممثلي السنة.

شبكة النبأ المعلوماتية - السبت 25/ حزيران/2005 - 18/ جمادى الأولى/1426