[newsday.htm] 
 
 
 

 

60 بالمائة من طالبات الجامعة يتعاطين الادوية النفسية

 

يعيش العديد من الطالبات الجامعيات اوهام دائرة مصطنعة بتعاطيهن ادوية منشطة لاعتقادهن انها تساعد على الاستذكار بينما ادمن بعضهن تناول الادوية المنومة دون ان يعلمن الآثار الجسمية والعقلية لتناول المنشط الذي يؤدي الى الوعي المؤقت دون القدرة على الاستيعاب ناهيك عن الآثار البيولوجية التي تتعرض لها الطالبة بحكم خصائصها الأنثوية.

ولم تقتصر هذه الظاهرة الخطيرة على الطالبات بل هي منتشرة ايضا بين الطلاب بتفاوت ملفت بنسب التعاطي والمواد المتعاطاة وذلك وفق ما اظهرته دراسة اكاديمية بعنوان "تعاطي المواد المؤثرة في الاعصاب بين طلبة مرحلة التعليم الجامعي بدولة الكويت".

وتؤكد الدراسة التي اعدها استاذ علم النفس في كلية التربية الاساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور فريح العنزي بالاشتراك مع استاذ علم النفس المساعد بالهيئة الدكتور الحسين عبدالمنعم خص بها وكالة (كونا) ان معدلات انتشار تدخين السجائر وتجريب المخدرات والكحوليات بين طلاب التعليم الجامعي تفوق الطالبات والعكس في حالة الادوية النفسية. واشار الى ان المتعاطين للادوية النفسية يعتقدون ان لهذه الادوية اثارا مفيدة مبينا ان الطالبات اكثر اقتناعا بفائدة هذه الادوية من الطلاب. واظهرت نتائج الدراسة التي اجريت على عينة مكونة من 1071 طالبا وطالبة من جامعة الكويت وكلية التربية الاساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ان معدل انتشار تدخين السجائر بينهم بلغ 6ر15 بالمائة بينما بلغ 5ر15 بالمائة في تناول الادوية النفسية و 1ر2 بالمائة في تعاطي المخدرات و 5ر10 بالمائة في تناول الكحوليات - واكد العنزي ان الطلاب اقروا بتجريب تدخين السجائر وتعاطي المخدرات وشرب الكحوليات بدرجة تفوق الطالبات بينما اقرت الطالبات بتجريب الادوية النفسية بدرجة تفوق الطلاب.

واوضح ان خبرة التدخين بالنسبة للطلاب بدأت قبيل بلوغ سن 12 عاما في حين بدات في سن 14 عاما وما بعدها بالنسبة للطالبات في حين كان سن 18 عاما هو عمر تجريب الادوية النفسية والمخدرات وكان بداية شرب الكحوليات يدور حول 16 عاما. وذكر العنزي ان 7ر31 بالمائة من عينة الطلاب يدخنون السجائر مقابل 6ر1 بالمائة من الطالبات و 2ر4 بالمائة من الطلاب قاموا بتجريب المخدرات مقابل 3ر0 بالمائة من الطالبات.

وبين العنزي ان اقدام الطلبة على التدخين وتعاطي المخدرات قد تاتي بمبادرة منهم او بضغط من الاخرين في حين ان هناك سعي لتناول الادوية النفسية رغبة في التطبيب الذاتي والاعتقاد بعدم حرمتها او انها غير مجرمة قانونا وذلك عند مقارنتها بالمخدرات مضيفا ان 2ر60 بالمائة من الطالبات مستمرات في تعاطي الادوية النفسية بانواعها مقابل 5ر22 بالمائة من الطلاب.

وتشير نتائج الدراسة الى ان الادوية المنشطة هي اكثر الادوية شيوعا بين متعاطي الادوية النفسية بين الطلاب تليها المهدئات ثم المنومات في حين ان الادوية المهدئة هي الاكثر شيوعا بين الطالبات يليها المنومات ثم المنشطات. واضاف ان ثمانية بالمائة من الطلاب جربوا الادوية النفسية مقابل 4ر22 بالمائة من الطالبات و 40 بالمائة من الطلاب تعاطوا ادوية مهدئة مقابل 9ر85 بالمائة من الطالبات جربن الادوية المهدئة و5ر52 من الطلاب تعاطوا ادوية منشطة مقابل 2ر6 بالمائة من الطالبات و35 بالمائة من الطلاب تعاطوا الادوية المنومة مقابل 3ر20 بالمائة من الطالبات - وعزا اسباب تعاطي الجنسين للادوية النفسية نتيجة لمواجهتهم بعض المتاعب الجسمية والنفسية او الاعتقاد بفائدتها ويستمرون لنفس الاسباب ثم يتوقفون بانتهاء هذه المتاعب. وبين العنزي ان الطلبة غير المتعاطين ابدوا استعدادهم للاقدام على تعاطي الادوية النفسية بنسبة 9ر7 بالمائة للطلاب و 3ر13 بالمائة للطالبات في حين اقرت نسبة تتراوح بين 5ر1 بالمائة و 8ر1 بالمائة من الطلاب والطالبات بامكانية تجريب المخدرات والكحوليات في حال اتاحة الفرصة لهم وذلك لاشباع دافع حب الاستطلاع ومواجهة المتاعب والظروف النفسية والجسمية ومجاراة للاصدقاء. ولفت الى ان مجموعة اخرى من هؤلاء ترى ان التعاطي قد يكون مفيدا او في اسوء تقدير لا يفيد ولا يضر. واضاف ان المسوغ الرئيسي للاصرار على الامتناع عن التعاطي عند بعض غير المتعاطين هو توقع الضرر الجسمي والنفسي وهو السبب نفسه الذي ابداه المتوقفون عن التعاطي بعد الاقدام عليه لفترة يليه الوازع الديني. ونبه العنزي الى ان وجود نسبة من غير المتعاطين الذين اقروا بفائدة التعاطي او عدم وجود تاثير من الممكن ان ينضموا الى من وصفهم ب "جيش الاحتياط" الذي يمكن ان ينزلق افراده تباعا في براثن التعاطي والادمان اذا اتيحت لهم الظروف محذرا من ان تلك الفئة تمثل مؤشرا خطيرا.

واعرب في ختام حديثه عن امله في ان تقدم هذه الدراسة للقائمين على وزارة التربية معلومات دقيقة يمكن من خلالها تطعيم المقررات الدراسية بمعلومات وقائية في قالب تربوي سهل مؤكدا ان معرفة الفئات العمرية عند البدء في تعاطي المواد النفسية المختلفة يمكن ان يسهم في تحديد الجماعات المستهدفة في العلاج من هذه الظاهرة والتي تحتاج الى برامج وقائية.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأحد 12/ حزيران/2005 - 5/ جمادى الأولى/1426