قال طبيب كويتي ان الدراسات الحديثة اثبتت فاعلية الأدوية
البيولوجية في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الفقار
الروماتويدي والتهاب المفاصل في الصدفية وحديثا في حالات مرض صدفية
الجلد.
واوضح رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمستشفى الأميرى
الدكتور حجاب سعود العجمى في لقاء مع وكالة (كونا) ان الصدفية تعتبر من
الأمراض المزمنة التى لها خلفية مناعية تصبح فيها بعض الخلايا المناعية
المحددة مفرطة النشاط بحيث تطلق مواد بروتينية تسمى بالسيتوكينات.
واضاف ان أحد أهم هذه السيتوكينات ما يعرف باسم "عامل نخر
الورم-ألفا"المسؤول عن تنظيم عملية استجابة الجسم المناعية للالتهابات
والعدوى مبينا انه فى الصدفية يؤدى هذا العامل الى حدوث التهابات تقود
بدورها لحدوث الطفح الجلدي للصدفية.
وذكر الدكتور العجمي انه من هنا اصبح هذا العامل هدفا واضحا ومستحقا
للأدوية البيولوجية الجديدة لكي تبطل مفعوله وتوقف نشاطه.
وتحدث عن الأدوية التقليدية المتاحة لعلاج الصدفية ك(الميثوتركسيت)
و(السيكلوسبورين) والعلاج الضوئى مبينا ان جميعها تقف قاصرة نتيجة
الآثار السلبية التراكمية المرتبطة بعدد الجرعات المتناولة والتى قد
تؤثر على أعضاء مختلفة من الجسم لذا كان من المهم ايجاد أدوية فعالة
وفي الوقت نفسه ذات سمية جهازية متدنية المستوى لعلاج الحالات الشديدة
من مرض الصدفية.
واضاف ان انتاج مستحضرات دوائية بواسطة التكنولوجيا البيولوجية
يتطلب صناعة مواد منتجة من كائن حي كالميكروبات أو الخلايا مثلا يتم
تعديلها بواسطة الهندسة الوراثية. وبين ان هذه العملية عادة ما تكون
مطولة ومعقدة وقد تستغرق ستة أشهر أو أكثر من البداية وحتى الوصول الى
مرحلة التصنيع الفعلي للدواء النهائي.
واوضح العجمي ان العلاجات البيولوجية تكون عادة بروتينات معدلة
جينيا لتكون مطابقة أو مشابهة لتلك التى تنتج بواسطة الجسم البشري
لتتفاعل مع بروتين سطح الخلية أو مع السيتوكينات التى تمثل جزءا مركزيا
العملية وبذلك تبطل نشاط مثل هذه البروتينات أو تبطل نشاط خلايا معينة
فيتوقف المرض.
واستعرض طريقتين معروفتين لجعل الأدوية البيولوجية ذات نوعية خاصة
تستهدف الجزيئات المعنية بالمرض دون التأثير على الخلايا والأنسجة
الطبيعية في الجسم مبينا ان الطريقة الأولى تتلخص في تكوين مضادات من
نوعية أحادية النسيلة وذلك عن طريق استزراعها بداية في بعض الحيوانات
مثل الفئران حتى يمكن تطوير مقر رابط خاص بها للاقتران عن طريقه
بالبروتين البشري. واضاف ان باقي الجزيء المضاد يتم تعديله حتى يصبح
أكثر شبها بالأضداد البشرية وبالتالي لا يعتبر بروتينا غريبا بواسطة
الجهاز المناعي للجسم البشري. وذكر ان الطريقة الثانية تعتمد على
استغلال وسائل التعريف الخاصة بالجسم البشري نفسه لتمنح جزيئات الضد
تلك المواصفات الخاصة . وقال ان ظهور مثل هذه الأدوية البيولوجية يعد
خطوة صغيرة على درب الأمل بالشفاء من بعض الأمراض المزمنة مثل مرض
الصدفية وغيرها من الأمراض المناعية الأخرى . |