تدفق نحو أربعة الاف يهودي على مزار ديني في تونس في أكبر حضور منذ
هجوم انتحاري دموي قبل ثلاثة أعوام وقال المشاركون إن حجم المهرجان
يعكس هدوء التوترات في الشرق الاوسط.
وسبب التفجير الذي سقط فيه 21 قتيلا غالبيتهم العظمى من السياح
الألمان ضيقا لتونس أكبر مقصد سياحي في أفريقيا بعد جنوب افريقيا والتي
تشير إلى أن المهرجان في معبد جربة أقدم مزار يهودي في شمال أفريقيا
كرمز للتسامح الديني.
قال جوزيف صبان وهو إسرائيلي من منطقة بئر سبع "أشعر اننا في وقت
سلام نسبي وأنه يمكننا أن نعيش مرة أخرى كأصدقاء وجيران مع المسلمين
والعرب." وغالبا ما جرى التعبير عن هذا الرأي خلال المهرجان الذي انتهى
يوم الجمعة.
وطارت مونيك حيون من باريس لحضور المهرجان الذي استمر يومين وجمع ما
بين الشعائر الدينية والرقص والغناء واشعال النيران في الهواء الطلق
احياء لذكرى انتصار اليهود على المعاناة.
وقالت "ارتفع عدد المشاركين في مهرجان جربة بعد تراجع حاد منذ عام
2000."
وأضافت "الحضور هذا العام كان الأكبر منذ (عام 2000) بمشاركة أكثر
من أربعة الآف شخص."
وقال كثير من المشاركين اليهود في المهرجان إنهم يعتقدون أن فرص
السلام في الشرق الاوسط تحسنت بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات
وانتخاب محمود عباس خلفا له.
قال حدسوك مخلوف وهو يشارك آخرين في أداء رقصات على أنغام أغان
شعبية عربية وإسرائيلية في هذه المدينة الواقعة في جنوب تونس "إنني على
ثقة بأن الاسرائيليين والعرب يمكنهم أن يتعايشوا معا في سلام من جديد
رغم الصراع المستمر منذ أكثر من 50 عاما."
وتقلص عدد المشاركين اليهود في المهرجان من أكثر من سبعة الاف إلى
مئات بسبب تصعيد في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني منذ عام 2000 وتفجير
معبد جربة.
واقتحم مهاجم في سيارة صهريج محملة بغاز الطهي مقر المعبد في عام
2002 ليقتل 21 شخصا. وأعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت حيون التي رحلت من تونس لتعيش في فرنسا "الناس نسيت على ما
يبدو هجوم جربة... رقصنا وغنينا وتبادلنا أطراف الحديث معظم الليل لكن
لم يتحدث أحد عنه (الهجوم)."
وأدت هجرة اليهود من تونس على مدى الاعوام الخمسين الماضية إلى
تقليص عددهم إلى حوالي ألفين غالبيتهم يعيشون في جربة. ويقول زعماء
يهود إن حوالي 20 ألف يهودي من أصل تونسي يعيشون الان في فرنسا ويعيش
نحو 30 ألفا آخرين في إسرائيل.
وتشجع الحكومة التونسية التي نشرت قوات أمن لحماية المشاركين
المهرجان الذي تقول الاسطورة إنه للاحتفال بذكرى نهاية وباء قبل ألفي
عام أودى بحياة الاف اليهود. وبني المعبد قبل 75 عاما لكن كان هناك
معبد في الموقع نفسه يقدر أنه بني قبل 1900 عام.
وترفض الحكومة التونسية السماح برحلات جوية مباشرة من اسرائيل خوفا
من أن يقول معارضون إن هذا قد يكون مقدمة لعلاقات أقوى مع رئيس الوزراء
الاسرائيلي ارييل شارون.
قالت جاكلين حدسوك "سيكون القدوم إلى هنا أسهل اذا كانت هناك رحلات
مباشرة من إسرائيل." |