ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

افتتاح المتحف الأميركي العربي: رواية تاريخ الأميركيين العرب

 

عندما أنهى محمود بن العربي، وهو مهاجر من تونس، جولته في المتحف الوطني للأميركيين العرب، كان تعليقه الوحيد على إنشائه: "كان لازم من زمان."

فرغم أن في الولايات المتحدة أكثر من 15 ألف متحف، إلا أنه لم يكن فيها حتى الآن متحف واحد يروي تاريخ ثقافة وتراث الأميركيين العرب الغني، أو يوثقه. ولكن قصة هذه الجالية بدأت تروى أخيراً بفضل افتتاح المتحف القومي للعرب الأميركيين في ديربورن في وقت سابق من هذا الشهر.

وتعرّف حوالى 500 قطعة من صنع الإنسان و100 عرض سمعي بصري، زوّار المتحف بالجالية الأميركية العربية وبالعرب في مختلف أنحاء العالم، وتزيد من تفهمهم لهم.

وقال توم جاووروسكي، وهو من سكان كاليفورنيا، بعد زيارته المتحف: "إن هذا المتحف يثير إعجابي إلى حد كبير. إنه يعلم المرء ليس فقط عن الأميركيين العرب وإسهاماتهم الكثيرة، وإنما يعلم الناس الكثير عن إسهامات العرب التاريخية في جميع أنحاء العالم."

وقد قسم المتحف القومي للأميركيين العرب إلى صالتين رئيسيتين. وتعرض الصالة الأولى، وهي صالة "إسهامات العالم العربي،" التقدم والاكتشافات التي حققها عرب على الصعيد العالمي في مجالات كالطب والقانون والهندسة المعمارية والحساب وعلم الفلك والدين والفن. وتقع هذه الصالة في الطابق الأول وتحيط بنافورة مياه تقع في وسطها ويمكن للزوار الجلوس قربها والنظر إلى قبة بنيت على الطراز الإسلامي.

ولدى ارتقاء الزوار درجات السلم إلى الطابق الثاني، يشاهدون خريطة مفصلة للدول العربية الاثنتين والعشرين. وهنا، يظهر المتحف الرابطة بين العالم العربي والأميركيين- العرب، وهي فكرة تتخلل جميع أرجائه.

وقالت قيمة المتحف ساره بلانيت: "إن مهمتنا في المتحف القومي للأميركيين العرب هي رواية تاريخ الأميركيين العرب، ولكن ذلك يقتضي التحدث عن الجذور والصلات مع العالم العربي."

وتستخدم صالة الطابق الثاني ثلاثة عروض للتعريف بثقافة وتاريخ الأميركيين العرب.

وأثناء صعود الزوار إلى مدخل عرض "المجيء إلى أميركا،" يسمعون أصوات أميركيين عرب يصفون الأحداث الدراماتيكية التي مروا بها لدى مغادرتهم أوطانهم ووصولهم إلى الولايات المتحدة. وتنساب الأصوات والقصص. ففي حين يقول رجل، "قبّلت الأرض الأميركية،" يقول آخر، "مشاهدة تمثال الحرية، كانت جميلة." وتقدم معروضات فكرة للزوار عما سيشاهدونه بينها حقيبة سفر وإنجيل باللغة العربية ومعجم إنجليزي تعود إلى القس فهد أبو عقل، الذي وصل إلى الولايات المتحدة في العام 1966 وفي جيبه 90 دولاراً فقط لا غير، أنفق نصفها من دون قصد عندما استقل سيارة ليموزين بدل سيارة تكسي لنقله من مطار تامبا، بولاية فلوريدا.

وتروي الغرفة الأولى في هذا القسم قصة أول مهاجر عربي، وهو رجل كان يدعى الزموري، وصل إلى الولايات المتحدة كعبد، ويقال إنه أول شخص كان يتكلم العربية في العالم الجديد.

وكان الزموري قد أُسر وبيع كعبد في العام 1511. وبعد 16 عاماً أمضاها في الأسر، نُقل إلى أميركا في العام 1528 ضمن بعثة استكشاف إسبانية، وهو معروف الآن بوصفه مستكشفاً عظيماً في جنوب غرب الولايات المتحدة، وكمعالج شهير للأمراض (طبيب تقليدي) ومترجم ذائع الصيت.

وأثناء تقدم الزوار في قسم "المجيء إلى أميركا،" تذيع أجهزة سمعية روايات شفوية لأميركيين عرب يصفون هجرتهم من دول كاليمن ولبنان وسوريا.

ويضم أحد أجزاء هذا العرض تمثالاً بالحجم الطبيعي لأحمد إبراهيم، جالساً على شرفة تحاكي شرفة منزله في بروكلين. ويروي صوت إبراهيم ما جال في خاطره من أفكار قبيل الصعود إلى الباخرة التي أقلته إلى أميركا. ويسمعه الزائر يقول: "يجب أن نأخذ ساندويتش فلافل قبل الرحيل."

وتجسد هذه القصص الحلم الأميركي. إذ يروي الأميركيون العرب كيف وصلوا إلى الولايات المتحدة وهم يكادون لا يملكون شروى نقير، هذا إن كانوا يملكون أي شيء على الإطلاق، ثم حققوا النجاح.

فقد وصل محمد عبد الله، وهو مهاجر من اليمن، وفي جعبته سبعة دولارات ليس إلا وعنوان مقهى يمني في مدينة نيويورك. ولم يكن يتكلم الإنجليزية، كما لم يكن لديه عمل عندما وصل إلى أميركا. أما اليوم فلعبد الله ولدان تخرجا من الجامعة.

ويشعر بن العربي، الذي وصل إلى أميركا في العام 1991، أن معرض "المجيء إلى أميركا" يجسد قصة حياته.

وقال: "قصص المجيء إلى هنا هذه جزء مهم من جاليتنا، من شعبنا."

ومن أكثر العروض تأثيراً ولفتاً للنظر العرض الذي أُطلق عليه اسم "العيش في أميركا." ويدخل زوار هذا القسم غرفة معتمة تحيطهم فيها الصور. ويبدأ عرض شريط فيديو ينطلق منه صوت شخص يجري مقابلات يسأل فيها: "متى كانت آخر مرة شاهدت فيها عربياً على شاشة التلفزيون." وتظهر إجابات الناس عدم الإدراك عندما يتعلق الأمر بالجالية الأميركية العربية.

ويعرض جدار آخر صور العرب النمطية في وسائل الإعلام. ومجموعة الصور المعروضة ملفتة؛ فهي تتضمن رسوماً كاريكاتورية نمطية تصور العرب كأشخاص عنيفين مجردين من الرحمة. وتمتزج هذه الصور النمطية مع صور أخرى للعنف شوهدت في الأنباء وفي أفلام هوليوود السينمائية.

ورغم أن هذا العرض مؤثر جداً، إلا أن المتحف يمنح الزوار الأمل في المستقبل. فجميع هذه الصور تقابلها صور على نقيضها عرضت على حائط آخر تظهر أفراد الجالية الأميركية العربية معاً كعائلات وكأفراد جالية حيوية نشطة.

وقال بن العربي: "إن هذه الغرفة هي أهم جزء في المتحف على الإطلاق. إن المعروضات تكشف خطأ الحكايات التي تنسجها وسائل الإعلام وتصويرها النمطي للعرب. ونرجو أن تتمكن من فتح أعين الناس وزيادة وعيهم وقدرتهم على مشاهدتنا على حقيقتنا."

ومن العروض التفاعلية أيضاً في "العيش في أميركا" فيديو يعلم الزوار رقصة الدبكة التي يرقصها اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون والأردنيون في الحفلات والأعراس، ومطبخ أميركي عربي يمكن للزوار مشاهدة أطعمة كالخبز الشرقي والفلافل فيه.

وأخيراً، تطلب خريطة بعنوان "من أين أنت؟" من الزائر اختيار قطعة مغناطيس باللون المحدد لوطنه الأصلي ووضعها على خريطة الولايات المتحدة. وبعد مرور الكثير من الزوار في هذا العرض يصبح من السهل مشاهدة مدى تعددية أميركا، إذ تزخر خريطة الولايات المتحدة بقطع المغناطيس التي ترمز إلى أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، التي وضعها الزوار عليها.

ويركز العرض الأخير على مئات الأميركيين العرب والمنظمات الأميركية العربية التي كان لها تأثير على الولايات المتحدة كالرياضيين والفعاليات والعلماء والكتاب والأطباء ورجال الأعمال والسياسيين والمهندسين والفنانين الذين يقومون بتوعية الجماهير أو الترفيه عنها.

وقالت كالانيت كيدم، أثناء تمعنها في صور أبطال الرياضة من الأميركيين العرب من أمثال دوغ فلوتي، الحائز على جائزة هايسمان، وبطل سباق السيارات بوبي رحال: "هؤلاء أشخاص مشهورون جداً قاموا بأمور مدهشة، إلا أنه لم تكن لدي أي فكرة على أنهم أميركيون عرب."

وأضافت كيدم، وهي من سكان واشنطن العاصمة وقد زارت المتحف أثناء رحلة قامت بها في نهاية الأسبوع إلى ميشيغان: "أعتقد أن هذا هو أكبر درس يلقننا إياه المتحف."

وبين الأشخاص الذين يكرمهم المتحف، جورج دُمياني، الذي شارك في خمس رحلات استكشاف علمية إلى القارة القطبية الجنوبية. وقد ساعد دمياني، وهو عالم جيولوجيا، في إثبات صحة نظرية الانجراف القاري. وتبرع للمتحف بعلمه اللبناني، الذي خاطه يدوياً بنفسه من غطاء وسادته وقطعتي قماش أحمر تستخدمان كعلامات تظهر الطريق. ورسم دمياني شجرة الأرز مستخدماً حبراً صينياً أخضر ثم علق العلم على عربته أثناء عبوره القارة القطبية الجنوبية.

ويمكن للزوار أن يشاهدوا أيضاً الآلة الطابعة المحمولة التي كانت تستخدمها الصحفية الشهيرة هيلين توماس في أوائل حياتها المهنية. والمعروف أن توماس، وهي من أصل لبناني، غطت أنباء البيت الأبيض طوال 57 سنة، وكان يُطلق عليها تحبباً لقب "سيدة الصحافة الأولى،" وقد ظلت تُعتبر لفترة طويلة من أكثر السيدات نفوذاً في الولايات المتحدة.

ومعروضات قسم "تأثير الجالية" تفاعلية جداً بحيث يمكن اكتشاف أسماء المشاهير فيه من خلال ألعاب مسلية للأطفال والراشدين.

فهناك مثلاً صندوق زجاجي يضاء لدى كبس زر لتظهر فيه بزة سانتا كلوز (أو بابا نويل) كان يرتديها روبرت جورج، وهو أميركي عربي عمل 50 سنة في البيت الأبيض، أي خلال سبع رئاسات مختلفة، شغل خلالها منصب سانتا كلوز الرسمي للبيت الأبيض.

وعندما يكبس الزوار زراً آخر يسمعون عبارة: "لا تسل عما يمكن لبلدك أن يقدمه لك، بل اسأل عما يمكنك أن تقدمه لبلدك." ويقول العرض أن هذه الكلمات التي تفوه بها الرئيس جون فتزجرالد كنيدي في حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في العام 1961 مستوحاة من الشاعر والفيلسوف الأميركي العربي جبران خليل جبران.

ويضم المتحف، علاوة على القسمين الرئيسيين، قاعة استماع واجتماعات وغرف صفوف ودكاناً لبيع الهدايا ومركز موارد يحتوي على معلومات عن العرب وكتب وضعها أميركيون عرب.

وتجدر الإشارة إلى أن المتحف لن يكون مجرد مكان لعرض التاريخ بل سيكون أيضاً مركزاً للفنانين والموسيقيين العرب يثبتون فيه مواهبهم. ذلك أن المتحف القومي للأميركيين العرب سيشكل مركز البرنامج الفني الثقافي التابع للمركز الأميركي العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية (آكسِس) وسيساعد في تعزيز تقدير الثقافتين العربية والأميركية العربية من خلال النشاطات التثقيفية والعروض الفنية.

وقالت قيمة المتحف بلانيت: "من المهم التثقيف وزيادة الوعي بالشعب العربي وتوفير الفرصة للعالم العربي لإبراز مواهبه."

شبكة النبأ المعلوماتية - السبت 28/ آيار/2005 - 19/ ربيع الثاني/1426