ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

اثر السنة والشخصية كتلميحات في استرجاع الاحداث التاريخية لدى طلبة المرحلة المتوسطة

(بحث تجريبي)

د . غالب محمد رشيد الاسدي*

مشكلة البحث

يسعى المختصون في العملية التربوية الى احداث افضل تعلم ممكن لدى الطلبة ، لذا فانهم يستهدفون من ذلك رفع نسب التعلم ، ومن ثم تحقيق نسب النجاح التي يسعون لها . وهنا تؤدي عملية التذكر بجميع محتوياتها الدور الرئيس في اصدار الاحكام على مدى نجاح وتقدم عملية التعلم ، لأنها مكملة ومتممة لعملية التعلم . وبما أن عملية التذكر هي المحك الاساسي لتقويم مديات هذا النجاح ، فأن هولاء المختصين يسعون الى أستعمال افضل اساليب تدريس واختبارات لقياس التعلم الحقيقي عند الطلبة . ويوازي ذلك أن على الطلبة استخدام افضل الوسائل التي تعينهم على تذكر وأسترجاع المادة العلمية التي يتعلموها .

أن مشكلة البحث الحالي تاتي من خلال البحث عن أساليب تساعد على تذكر الاحداث والوقائع التاريخية ، والتي تشير كثير من الأدلة الميدانية في المدارس أن الطلبة يعانون من تذكرها ، وذلك لازدحامها وتداخلها مع بعضها البعض ، اذ ان تلك الشخصيات والاحداث والوقائع والتواريخ يصعب على الطالب تذكرها والتمييز فيما بينها ، لاسيما في المراحل الدراسية المبكرة . كما أن أساليب التدريس المتبعة حاليا في سرد الحدث التاريخي من قبل المعلمين، وفي المناهج ايضا، يشوبها شيء من الغموض وعدم السلاسة بسبب كثرة الشخصيات والاحداث والوقائع المتسلسلة في الحدث الواحد ، وهي من الاساليب القديمة التي تحتاج الى اعادة صياغة واثراء ، كي تحفظ المادة العلمية من قبل الطلبة ، ومن ثم خزنها خزنا صحيحا في مخازن الذاكرة وبرفقتها اساليب تساعد على تذكرها عند الحاجة اليها مرة اخرى او في الاختبارات ، اذ ان تلك الاساليب المساعدة يمكن استعمالها على أنهامفاتيح لاسترجاع تلك الأحداث والوقائع التاريخية . ومن هنا تظهر مشكلة البحث الحالي والتي تتظمن الكيفية التي يمكن من خلالها الافادة من الشخصيات والسنوات التاريخية المهمة الموجودة في تلك الاحداث والوقائع في استرجاعها مرة اخرى عند الحاجة لها.

اهمية البحث

أن الجانب الرئيس من أجراء مثل هذه البحوث هي الكيفية التي يمكن من خلالها الافادة من النتائج التي تتوصل اليها في عدة مجالات تطبيقية من العملية التربوية ، مثل الاساليب الحديثة في تدريس مادة التاريخ في المراحل الدراسية كافة ، واعداد اختبارات علمية اكثر دقة وتركيز في قياس وتقويم حفظ وتذكر المواد التاريخية او التي لها علاقة بالتاريخ للطلبة . بل و يمكن توظيفها في عملية التعلم في جميع جوانب المواد الدراسية الاخرى الانسانية والعلمية، لاسيما وان عملية التعلم تأثرت بالتقدم العلمي والحضاري ووسائل الاتصال التي شملت جميع جوانب حياة الانسان ، والتي قد تكون اثرت بشكل او اخر على اساليب التعلم التقليدية ، مما جعلها غير مناسبة للجيل الحالي او الاجيال المستقبلية، مما يتطلب أستخدام طرائق تدريس واساليب اختبارات حديثة تواكب المرحلة اولا، وتتعامل مع التغيرات العلمية المختلفة ثانيا . وهو ما يسعى البحث الحالي في الوصول اليه

هدف البحث

يستهدف البحث الحالي التعرف على اثر اساليب مساعدة على التذكر تتضمن ( السنة ، الشخصية ) في استرجاع الاحداث والوقائع التاريخية لدى طلبة المرحلة المتوسطة .

فرضية البحث

تضمنت فرضية البحث الاتي :

لا يوجد فرق ذا دلالة احصائية بين تلميحات السنين وتلميحات الشخصيات في الاسترجاع .

حدود البحث

يتحدد البحث الحالي بطلبة المرحلة المتوسطة في مدينة بغداد / جانب الكرخ للعام الدراسي 2004-2005 من كلا الجنسين وبعمر 12 سنة من طلبة الصف الاول المتوسط .

إجراءات البحث

تضمن البحث عدة إجراءات شملت اختيار العينة وأعداد أداة البحث والتصميم التجريبي وأجراء التجربة والوسائل الإحصائية التي تم اتباعها مع البيانات .

عينة البحث

لكي تتم أجراءات البحث الأخرى، كان لابد من أختيار عينة للبحث اولا قبل القيام باي خطوة أخرى من الأجراءات. لذا قام الباحث باختيار عينة مناسبة من مدرستين متوسطتين في مدينة بغداد هما متوسطةالخضراء للبنين ومتوسطةالفرقان للبنات من الصف الأول المتوسط ، اذ من المفترض ان معلوماتهم في التاريخ الأسلامي لازالت يسيرة، وذلك لأبعاد عامل الخبرة السابقة قدر الأمكان عن أجراءات التجربة ، وحتى لوكانت لديهم مثل هذه المعلومات فانها قد تكون بسيطة عن الأحدث والوقائع بغض النظر عن الشخصيات المهمة والمعروفة التي عاشت هذه الأحداث او السنين التي وقعت فيها .

أختار الباحث (45) طالبا من طلبة الصف الاول المتوسط في متوسطة الخضراء للبنين بشكل عشوائي من قوائم الطلبة المدرسية، كذلك اختار (45) طالبة بنفس الطريقة من طالبات الصف الاول المتوسط في متوسطة الفرقان للبنات والتي تقع خلف المتوسطة الاولى . ثم قسم الباحث الطلبة الذين اختارهم الى ثلاث مجموعات ،كل مجموعة تحوي (15) طالبا ، وفعل الشيء نفسه مع عينة البنات فقسموا الى ثلاث مجموعات ، كل مجموعة تحوي (15) طالبة . وبذلك أصبح عدد كل مجموعة من المجموعات التجريبية الثلاث (30) طالبا وطالبة والعينة الكلية (90) طالبا وطالبة .

اداة البحث

من متطلبات اجراء تجربة البحث أعداد الأداة ، فقام الباحث باعداد قائمة تتكون من خمسة وعشرين حدثا تاريخيا مشهورا من التاريخ الأسلامي ، وقد حرص الباحث ان يكون عدد هذه الاحداث التاريخية التي يبغي تعليمها للطلبة ليس بكثير فيصعب تلقيها جملة واحدة من الطلبة ، ولاقليلا فيسهل تلقيها وحفظها عن غيب منهم ، وانما عددها مناسبا للمرحلة العمرية التي يقوم بدراستها ، ثم قام الباحث بعد ذلك باعداد قائمتين للتلميحات .

التصميم التجريبي

لغرض أجراء التجربة ، لابد من وضع تصميم تجريبي يتحدد من خلاله خطوات التجربة وكيفية قياس اثر التلميحات في الاسترجاع . الأجراء الأول من التصميم هو ضبط بعض المتغيرات التي قد تؤثر على نتائج التجربة وهي ليست بذات صلة بها والتي تضمنت متغير الجنس والعمر والصف الدراسي ، فما يتعلق بمتغير الجنس تم توزيع افراد العينة على المجاميع التجريبية بالتساوي ، ومتغير العمر تم توزيع الطلبة في المجموعات الثلاثة بنفس العمر وهو (12) ، وما يتعلق بمتغير المستوى الدراسي فقد كان جميع افراد العينة الذين تم توزيعهم على المجموعات التجريبية من طلبة الصف الاول المتوسط . شمل الأجراء الثاني تحديد نوع التصميم التجريبي والذي تضمن نوع الاختبار المستعمل وهو الأختبار البعدي بعد التعلم فقط .

أجراء التجربة

اجريت التجربة في متوسطة الخضراء للبنين ومتوسطة الفرقان للبنات يوم الثلاثاء الموافق 25/1/2005 .وقد تم أختيار مكان مناسب لأجراء التجربة وهو أحد الصفوف المدرسية بالأتفاق مع أدارة المدرستين ، وراعى الباحث ان يكون الصفان اللذان تجرى فيهما التجربة بعيدا عن الضوضاء التي قد تؤثر بشكل ما على سير التجربة . وقد اجريت تجربة البنين في مدرسة البنين ، وتجربة البنات في مدرسة البنات .

نتائج البحث وتفسيرها

أستخدم الباحث تحليل التباين ذا الاتجاه الواحد لغرض معرفة فيما اذا كانت هناك فروق ملموسة وذات دلالة إحصائية بين المجاميع التجريبية الثلاث ، فكانت القيمة الفائية المحسوبة (121،187 ) بمستوى دلالة 5% ودرجات حرية ( 2 – 87 ) ومن خلال مقارنتها بالقيمة الفائية الجدولية البالغة ( 19،49 ) ، يمكن ملاحظة ان القيمة المحسوبة أكبر من القيمة الجدولية وهذا يعني ان هناك فرق بين احدى المجموعات او اكثر مع المجموعات الاخرى.

أن تلك النتيجة تشير الى تأثير التلميحات الفعال في الاسترجاع ،وهذه النتيجة تتطابق مع ما اشارت الية عديد من الدراسات السابقة التي تناولت موضوع التلميحات بشكل عام ، اذ ان جميع هذه الدراسات كانت تشير الى أن التلميحات اذا استخدمت بشكل صحيح ومناسب مع المادة العلمية التي يتعلمهاالطلبة فان تاثيرها يكون واضحا فيما بعد عند أسترجاع او أستدعاء هذه المعلومات مرة اخرى، كما أن تلك النتيجة يمكن ان تشير الى ماتبنى الباحث من نظرية وهي نظرية الفشل في الاسترجاع ، اذ ان التغلب على الفشل بالاسترجاع يكون من خلال اعتماد اسلوب تلميحي مناسب للمادة المتعلمة، والثاني اقران هذه التلميحات بشكل صحيح كي تتم عملية خزن المعلومات في الذاكرة بشكل صحيح ايضا، مما يساعد على استرجاعها مرة اخرى عند الحاجة اليها وهذا ما قام الباحث به في التجربة التي اجراها ، اذا يمكن تفسير النجاح في أستخدام التلميحات المناسبة من خلال هذه النظرية بأختيارالتلميح المناسب ثم خزن المعلومات بشكل صحيح ثم عملية استرجاعها بشكل صحيح مرة اخرى .

أشارت نتائج أختبار توكي للدلالة الى وجود فرق ذي دلالة أحصائية بين المجموعة التجريبية التي أستخدمت تلميحات السنين والمجموعة التي أستخدمت تلميحات الشخصيات لصالح الاخيرة ، اذ كان الفرق بين المتوسطين الحسابيين للمجموعتين (10،6000 ) وهو دال بمستوى دلالة (5%)

ويعني هذا أن تلميحات الشخصيات التاريخية كانت فعالة بشكل أكبر في الاسترجاع من تلميحات السنين ، وهوما يفسر لنا لماذا تكون التلميحات فعالة في الاسترجاع بصورة عامة ، على الرغم من ذلك هناك تلميحات أفضل من تلميحات أخرى في أسترجاع نفس المادة المتعلمة ، وتلك النتيجة تتطابق مع نتائج بعض الدراسات التي أجرت مقارنة بين أساليب تلميحية مختلفة في أسترجاع مادة متعلمة ، اذ أشارت تلك الدراسات الى وجود تباين في فعالية التلميحات المختلفة في أسترجاع نفس المادة المتعلمة ، ولوأن هذا التباين غالبا ما يكون قليلا واحيانا لاأثر احصائي كبير له ، وهذا ما توصلت اليه نتائج البحث الحالي ايضا .

*د . غالب محمد رشيد الاسدي

جامعة بغداد / مركز البحوث النفسية

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية - السبت 21/ آيار/2005 - 12/ ربيع الثاني/1426