غزة من زكريا محمود سلمان:
كشفت مصادر صهيونية النقاب، لأول مرة، عن تشكيلٍ وحدة مستعربين صهيونية
تابعة لمصلحة السجون استخدمها جيش الاحتلال مؤخّراً في تفريق مظاهرةٍ
قام بها الفلسطينيون في قرية "بلعين"، غرب مدينة رام الله في الضفة
الغربية، احتجاجاً على بناء الحكومة الصهيونيّة لجدار الفصل العنصري
على أراضيها.
وأضافت هذه المصادر أنّه في سياق المواجهة التي وقعت بين فلسطينيين
وشرطة حرس الحدود وجنود الجيش الصهيونيّ، للاحتجاج ضدّ جدار الفصل، كشف
النقاب لأول مرة عن التشكيل العسكريّ السري لتفريق المظاهرات، وهو
عبارة عن مستعربين من وحدة "متسادا"، وهي وحدة مختارة تابعة لمصلحة
السجون الصهيونيّة.
وأضافت المصادر أنّ جهاز الأمن الصهيونيّ كان ينفي باستمرار الادعاء
بأنّ "متسادا" تُستَخْدم في مهمّات ميدانية في الضفة الغربية، ولكن بعد
أن شاركت مشاركة فاعلة في تفريق مظاهرة "بلعين"، اعترف جيش الاحتلال
بأنّ الوحدة تعمل بالفعل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وذكرت أنّه، وقبل نحو شهرين، قرّرت هيئة الأركان العامة لجيش
الاحتلال ضمّ الوحدة في مهمات سيطرة عسكرية خاصة، يقوم بها جيش
الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب المصادر فإنّ "متسادا" تشكّلت قبل نحو سنةٍ ونصف السنة،
ومهمّتها الأصلية هي السيطرة على محتجزي رهائن داخل السجون الصهيونيّة،
وقمع اضطراباتٍ "معقّدة"، يقوم بها السجناء، وعند الحاجة اقتحام غرف
المعتقلات المختلفة، دون إيقاع إصابات.
وأفادت المصادر أنّ مظاهرة بلعين لم تكنْ المرة الأولى، التي يشارك
فيها مقاتلو "متسادا" خارج جدران السجن، فقد شاركوا في الماضي في
اعتقال مطلوبين فلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967،
منوّهةً إلى أنّ مصادر في مصلحة السجون الصهيونيّة أكّدت أمس رسمياً
أنّ "متسادا" شاركت في عدة حملاتٍ "معقّدة" في قطاع غزة أيضاً.
الجهاد الإسلامي تدعو الدول العربية والإسلامية لطرد سفراء الاحتلال
وإغلاق مكاتب التطبيع
غزة من زكريا محمود سلمان: ناشد قيادي في حركة الجهاد الإسلامي
الحكام والأشقاء العرب والمسلمين، وقف العلاقات والتطبيع مع العدو
الصهيوني الذي يستمر في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، داعياً إلى إغلاق
المكاتب التجارية التابعة للاحتلال وطرد سفرائه من الدول العربية
والإسلامية.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في تصريحات خاصة
لمراسلنا في غزة: إن حركته تنظر بخطورة بالغة لعمليات التطبيع السرية
والعلنية التي تجريها دول عربية وإسلامية مع الكيان الصهيوني، موضحاً
أن الكيان يوهم الحكام أن بقائهم في الحكم مرهون بالتطبيع معه.
وندد بالدعوات المنادية بتطبيق "خريطة الطريق" التي لن تفيد القضية
الفلسطينية بل ستكون البوابة أمام الاحتلال لتطبيع علني ومتسع مع الدول
العربية والإسلامية، مشدداً على ضرورة عمل مطلقي هذه الدعوات على إنهاء
الاحتلال وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والعمل على تقوية صموده ودعمه
بكل السبل والإمكانيات.
وفي رده على سؤال عن الخطة الصهيونية للانسحاب من قطاع غزة وشمال
الضفة الغربية قال البطش: "قرار الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة
الغربية لم يأت رأفةً أو رحمة بالشعب الفلسطيني وأطفاله رفاق محمد
الدرة وإيمان حجو بل جاء لأن الخسائر التي منيت بها قوات الاحتلال في
الانتفاضة المباركة كبيرة وثقيلة، وبسبب الوضع الداخلي الصهيوني الذي
أحدثته العمليات الاستشهادية، مؤكداً أن الاحتلال أراد بفك الارتباط
تخفيف الضغط عن جيشه وتقليل خسائره والظهور بمظهر وكأنه أعطى شيء للشعب
الفلسطيني، ووعود أمريكية من بوش بدعم شارون في خطته وعدم العودة إلى
ما قبل حدود 1967.
وحول تمسك الاحتلال بمستوطنات بعد خطة الانفصال الأحادي الجانب أشار
القيادي في الجهاد، إلى أنها محاولة لتسهيل نقل المستوطنين من غزة إلى
الضفة الغربية ولضمان توسيع منطقة القدس المحتلة إدارياً بعد ضم عدة
مستوطنات كبيرة إليها، حتى إذا ما جاءت لحظة تفكر إسرائيل فيها لتقسيم
القدس ويبقى في يديها النسبة الكبرى من الأراضي في الضفة الغربية
وبالتالي المستقبل هو استمرار الصراع والصدام مع الاحتلال وإطالة عمر
الصراع وهذا بقدر الله سيكون إطالة الأمد من مصلحتنا حتى نتجاوز لحظة
الضعف التي تعيشها أمتنا ونستطيع أن نقف في وجه الاحتلال ونجابهه بكل
أمتنا العربية والإسلامية.
وجدد خالد البطش موقف حركته من مقاطعة الانتخابات التشريعية قائلاً:
موقفنا واضح، لن نشارك في الانتخابات التشريعية القادمة لقناعتنا بان
الأسباب التي منعت الجهاد من المشاركة في انتخابات 1996 قائمة وهي
المرجعية السياسية والقانونية هو اتفاق أوسلو الذي يقضي بقيام سلطة
وليس دولة، ولموقفنا الرافض له والذي شرع للصهاينة الحق في فلسطين
والثاني هو بقاء الاحتلال على صدر شعبنا ومقدساتنا وبالتالي تعطي
الأولوية لمشروع المقاومة والجهاد وطرد الاحتلال وعندما يزول الاحتلال
فنحن جاهزون لخوض كل أشكال الانتخابات ولكن بعد قيام الدولة وزوال
الاحتلال.
وعن نية قوات الاحتلال إقامة منطقة عازلة جنوب رفح "محور صلاح
الدين" جنوب قطاع غزة، أوضح البطش إن الاحتلال لم يتوقف يوماً عن
الترويج لمشاريعه الاستيطانية والعدوانية محاولاً بذلك إحباط الشعب
الفلسطيني المرابط، وجعله يغفل عن هدفه الأساسي، مضيفاً أن الممر
المائي الذي تنوي (إسرائيل) إقامته لن يوقف مقاومة الشعب الفلسطيني ولن
تقف المقاومة بعد خروج الاحتلال من قطاع غزة وشمال الضفة. |