عادة ما يستجير الناس حين يلفهم هم كبير بمن آل إليه نفوذ اجتماعي
ظاهر من أجل إزالة مسببات ذلك الهم.
إلا أن البعض يرون بأن النفوذ دون الاعتماد على السياسيين الحكوميين
في أي بلد لا يكتمل منه أي شيء وكأن الصرخات خاصة بالحياة السياسية
والسياسيين، إذ من العجب أن لا يدرك ذوي الصلة أن كل مجتمع هو من حيث
الأسباب والمسببات في حالة قيام وقعود ضمن حركة يومية دائمة يفضل دوماً
أن يسندها منطق العقلانية.
ففكرة النفوذ وامتلاك النفوذ كانت في الأزمنة القديمة تعتمد أن
يسخرها الشخص الأقوى في القبيلة لكن المجتمعات الحديثة التي قطعت
أشواطاً هائلة في التلاحم بين الإنسان وأخيه الإنسان أصبح معيار صاحب
النفوذ فيها هو العقل.. والعدل (كما يفترض ذلك على الأقل).
وطلب التدخل في أمر ما من جراء تكليف أو توسيط ذوي النفوذ هو أمر ذو
حدود لا يجوز تجاوز مداها فمن غير الممكن أن يذهب الشخص لطلب خيالي فإن
ذا النفوذ يبقى هو غير المتنفذ أو الملتزم بقانون ما مثلاً هذا في
الحالات الطبيعية أما غير ذلك فإن ذاك الأمر إذا ما أخذ أبعاداً أخرى
فلأن ذا النفوذ لن يستطيع عمل كل شيء كأن يكون باستطاعته قلب الأسود
إلى أبيض أو العكس وإن كان ذلك أصبح ممكناً من البلدان التي تجتاح
حكوماتها حالة فساد مستشرية بيدها الحكم والحاكم والحكومة.
لا بد من طرد القلق قدر الإمكان في حال وقوع الشخص بمعضلة يعتقد أنه
الوحيد من دون كل البشر قد وقع فيها.. فالعالم اليوم لم يعد خالياً من
مشاكل متشابهة من حيث بعض التفصيلات لكن بعض الذين يرون صغائر الأمور
التي جرت عليهم وكأنها من الكبائر التي لا بعدها من كبائر. ومثل هذه (القشرية)
في محاولة التعريف بها مطالة هذه الأيام العديد من الناس ممن لم تلحق
بهم أصلاً أضرار حقيقية كاسحة فيما وسط أن يهولوا فاحث لهم من أحداث
بسيطة قياساً لما حدث لغيرهم من بذل تضحيات عظيمة سواء في الأنفس أو
المال أو فقدان المركز الاجتماعي.
والنفوذ خارج الحدود السياسية أي الذي له صلة بأمور مجتمعية بحتة
ممكن تسخيره للإسراع باستعادة حق أو دحض باطل لكن النتيجة ليست مضمونة
حتى في المسائل الصغيرة بأحيان ليست غالبة و(البطل) هنا يبقى موضوع
الاستعداد للتفاهم وبوجود ذوي النفوذ وحضورهم الذين لا يمكن أمامهم أن
تغض الأنظار عن مسائل الحق والباطل معاً..
إن مراجعة ذوي النفوذ لحل مشكلة اجتماعية يرقى لوضع الإنسان نفسه
محل (الضيف على الوجيه ذي النفوذ) مما يفضل إدراك حقه من أقصر الطرق
وإلا فإن وضع الناس سوف يصبح متقاطع الخطوط. |