إن على الأفارقة أن يفعلوا كما فعل النائب البريطاني عندما طرح
مشكلة المواصلات وتأخر الطلاب عن المدرسة أمام وزير المواصلات ووعد
الأخير بدراسة المشكلة ووضع الحلول لها، فوفر النائب الكلام عليه قائلاً
إذن سأذهب ماشياً أفضل لي من الانتظار حتى صدور القوانين لنظام السير
وبالفعل قام مع مجموعة من الطلاب بالذهاب ماشياً وفوجئ إدارة المدرسة
بمجموعة من الطلاب يتقدّمهم النائب وقد وصلوا قبل الوقت المحدد وهم
نشيطون فرحون يعلو وجوههم الابتسامة وقد ادركوا أفضلية المبادرة على
الانتظار.
والآن قد يتسبب الإيدز والملاريا وحدهما في وفاة ما يقرب من ثلثي
مليون أفريقي قبل أن يحاول زعماء الدول المتقدمة في العالم في تموز (يوليو)
إنهاء أزمة في شأن الإعفاء عن الديون وتوفير المال اللازم لمحاربة
المرض والفقر.
ولكن بعد اجتماع فاشل في أوائل الشهر الحالي بدو أن قوى مجموعة
الدول السبع الصناعية منقسمة أكثر من أي وقت مضى في شأن كيفية جمع
مبالغ كبيرة من المال يعتقد أنها ضرورية لتحقيق إنجازات حقيقية في
مكافحة الفقر والمرض في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية.
ومن بين أهداف تنمية الألفية التي تم الاتفاق عليها قبل خمس سنوات
في الأمم المتحدة، تقليص عدد الذين يقل دخلهم عن دولار واحد يومياً إلى
النصف بحلول عام (2015) ووقف انتشار مرض الإيدز والملاريا والسل.
وهي قائمة طويلة من الأهداف عندما نعرف أن هناك أكثر من (310)
ملايين من إجمالي عدد السكان في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية البالغ
(700) مليون نسمة لا يزيد دخلهم عن دولار واحد في اليوم أو أقل. وهي
أيضاً منطقة يقل فيها متوسط الأعمار عن (40) عاماً في زامبيا أو
بوتسوانيا وتزيد بدرجة بسيطة في الكثير من الدول الأخرى.
كما تقول منظمة الصحة العالمية إن الملاريا تتسبب في وفاة ثلاث آلاف
شخص يومياً، أي أكثر من مليون سنوياً، في حين أن الإيدز يقتل ضعف هذا
العدد، كما أن ما بين مليونين وثلاثة ملايين يتوفون بسبب الالتهاب
الرئوي والأنفلونزا والأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال التحصين
ضدها.
واستبعدت واشنطن اقتراحات بريطانيا باستخدام بعض من احتياطي الذهب
في صندوق النقد الدولي في تمويل إلغاء الديون وفي زيادة مساعدات
التنمية لتصل إلى (100) بليون دولار سنوياً من خلال طرح سندات في أسواق
راس المال.
وبعد الاقتراحات البريطانية ذكر تقرير لصندوق النقد الدولي في آذار
(مارس) انه سيكون من الممكن بيع ما بين (13 و 16) مليون أوقية من بين
(103) مليون أوقية من الذهب لدى صندوق النقد الدولي.
ولكن الأزمة لا ترجع إلى الاعتراضات الأمريكية فحسب، إذ إن لليابان
أفكارها المختلفة في شأن التمويل إضافة إلى دول أخرى أيضاً، وحتى فرنسا
التي تدعم بريطانيا ظاهراً لا توافق على استخدام ذهب صندوق النقد
الدولي في إلغاء شامل للديون.
وأن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي منظمتان عامتان تحتاجان إلى
تمويل ثابت لمواصلة أعمالها سواء في أفريقيا أو في المناطق الأقل فقراً. |