ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

كتاب يكسر الصمت ويكشف جوانب من جرائم العثمانيين

 

السر الذي احتفظت به عائلة الكاتبة التركية فتحية جتين لثلاثة أجيال يساعد الان على كسر صمت قومي ازاء فترة من أشد الفترات اظلاما في تاريخ تركيا.

السر هو أن سحر جدة جتين الراحلة لم تكن مسلمة وانما كانت ابنة أسرة مسيحية أرمنية مزقها العنف أثناء الحرب العالمية الاولى وكان اسمها هيرانوش.

وقصة سحر منشورة الان في كتاب يحكي كيف شاهدت وهي في التاسعة من عمرها جنودا عثمانيين يغيرون على قريتها في شرق تركيا ويعتقلون الرجال قبل ذبحهم. وأجبرت النساء والاطفال على الرحيل الى الشام.

ولقي غالبية أفراد الاسرة حتفهم في الطريق من المرض والجوع. وانتزع ضابط بالجيش سحر من أمها ورباها كفتاة مسلمة في شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية. وبالنسبة لكثير من الاتراك فان كتاب جتين المؤلم بعنوان "جدتي" الذي نشر في نوفمبر تشرين الاول وصدرت الان طبعته الخامسة أضفى وجها انسانيا على احدى ماسي القرن العشرين التي أصبحت مثار جدل سياسي عنيف بين تركيا وأرمينيا المجاورة.

قالت جتين وهي محامية عمرها 55 عاما "هذا الموضوع كان مثار جدل من حيث الاعداد والمصطلح وكان الذين عانوا منسيين. هدفي هو سرد القصة الانسانية."

ويحيي الارمن في أنحاء العالم يوم الاحد ذكرى مرور 90 عاما على بدء ما يقولون انه ابادة نفذها الاتراك حصدت ما يقرب من 1.5 مليون من الارمن.

وتنفي تركيا التي قامت على أنقاض الامبراطورية العثمانية وجود حملة منظمة لابادة الارمن. وتقول ان مئات الالاف من الاتراك قتلوا كالارمن في الاقتتال بين الموالين في الفوضى التي صاحبت انهيار الامبراطورية.

وفيما تستعد تركيا لبدء محادثات الانضمام للاتحاد الاوروبي فانها مضطرة لان تواجه موضوعا كان من المحرمات الكبرى الى الان. ويطالب بعض الساسة الاوروبيين تركيا بالاعتراف بأن قتل الارمن كان ابادة كما يريد الاتحاد الاوروبي أن يرى تركيا تبدأ علاقات دبلوماسية مع أرمينيا.

ويرى غالبية الاتراك من الوطنيين الفخورين أن الاعتراف بمثابة اقرار بكذبة تاريخية. قال جوندوز اكتان وهو دبلوماسي سابق كبير "لا يمكن أن تقبل الغالبية العظمى بهذا ولا يوجد ما يدفعهم الى ذلك." وتابع قائلا "هذا يسبب توترا ومن الطبيعي أن يكون هناك رد فعل وطني."

وتكشف تهديدات بالقتل ضد اورهان باموك أكثر الروائيين شهرة في تركيا الذي قال في وقت سابق من هذا العام انه قضي على مليون من الارمن عن الدرجة التي بلغتها الحماسة.

قال هرانت دينك رئيس تحرير جريدة اجوس الارمنية الاسبوعية ان الارمن العرقيين الذين يبلغ عددهم 65 ألفا في تركيا ويعيشون "على حد السكين" يخشون أن يشعل النقاش رد فعل عكسيا ضد الجالية المحاصرة.

وأضاف "لم نتنكر لتاريخنا أبدا. لكن الارمن عاجزين عن مناقشته خشية أن يضر ذلك بوجود الجالية."

وتصف الكتب الدراسية هنا الارمن كطابور خامس وبيادق الامبرياليين الذين هاجموا الاتراك وتقول ان الارمن ماتوا اثناء عملية طرد جماعي.

يقول تانير اكام من جامعة مينيسوتا وهو واحد من عدد قليل جدا من الباحثين الاتراك الذين يرون أن ما ارتكب ابادة "اذا اعترفنا بالابادة سيتعين علينا أن نعلن أن بعضا من أبطال الجمهورية التركية كانوا قتلة ولصوصا."

واستطرد قائلا "لكن لن يكون عندنا أبدا مجتمعا منفتحا وديمقراطيا ما لم نواجه المظالم التاريخية."

هناك علامات على أن هناك فضولا متزايدا بخصوص هذا الفصل المظلم في التاريخ. وقال دينك "الناس بدأت تسأل: ماذا حدث بالفعل؟ أين ذهب جميع (الارمن)؟"

والامر الذي يصعب انكاره هو أن الاقتتال الذي جاء بعد عقود من الاستيعاب والفقر ساهم في القضاء على الثقافة الارمنية في شرق تركيا التي أزدهرت لأكثر من ثلاثة الاف عام.

قالت جتين المذابح "جرت أمام أعين الجميع. جرى ترحيلهم من أرجاء القرى. الناس شاهدتهم وهم يموتون على الطرق. يجرى شحذ تلك الذكريات الجماعية."

وحفزت الاصلاحات التي يحث عليه الاتحاد الاوروبي والتي تسمح بقدر أكبر من حرية التعبير قدرا من النقاش وان كان محدودا في وسائل الاعلام وبين المثقفين حول موضوع ادى من قبل الى محاكمات.

ووصف بطريرك الارمن القليل الكلام عادة في اسطنبول في وقت سابق من هذا العام الفظائع التي ارتكبت في عام 1915 بانها "الكارثة الكبرى".

لكن الحكومة التي لا تزال ترفض الاعتراف بارتكاب أي اخطاء دعت مؤخرا الى اجراء تحقيق دولي وأجرى البرلمان التركي نقاشا غير مسبوق للقضية.

وقالت جتين انها عارضت نشر كتابها الى أن شعرت أن المناخ في تركيا تحسن بما يكفي لتقبله. وكانت سحر كحفيدتها ترفض في البداية أن تحكي قصتها ولم تخبر جتين بها الا بعد أن بلغت 70 عاما.

لكنها لم تنس أبدا المأساة. ورغم أن سحر لم تعد تتحدث الارمنية الا أنها تذكرت أسماء أفراد عائلتها بعد مرور نصف قرن وطلبت من جتين معرفة أماكن أقاربها الباقين على قيد الحياة في الولايات المتحدة.

ودفنت سحر وفقا للتقاليد الاسلامية عندما توفيت في عام 2000. والتركة التي خلفتها لجتين "هوية ثرية. أشعر أحيانا أنني أرمنية وكردية أحيانا وتركية في أحيان أخرى."

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 27/نيسان/2005 - 18/ ربيع الأول /1426