غزة من زكريا المدهون:
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، أن ما يزيد عن 39 جنيناً توفوا
جراء تعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين عند الحواجز العسكرية
عند مداخل القرى والمدن الفلسطينية منع السيدات الحوامل من الوصول إلى
المستشفيات والمراكز الصحية للولادة.
وكشفت النقاب عن ارتفاع عدد السيدات الحوامل اللواتي أجهضن عند
الحواجز العسكرية الإسرائيلية، بسبب منع جنود الاحتلال لهن من التوجه
للولادة في المستشفيات.
وكانت آخر حادثة من هذا النوع وقعت الثلاثاء الماضي عندما أوقف جنود
الاحتلال سيارة كانت تقل سيدة حامل عند حاجز التفاح الممر الوحيد
لمنطقة المواصى غرب خان يونس لعدة ساعات، مما تسبب في إجهاضها.
وقالت الوزراة في تقرير لها: إن هذه العراقيل تحدث على الرغم من أن
تلك النسوة ينقلن بسيارات إسعاف.
وتابعت أن أطقم الوزارة رصدت ما يزيد عن 63 حالة ولادة تمت لسيدات
لم يتمكن من الوصول إلى المستشفى فاضطررن للولادة عند الحواجز العسكرية،
وعلى التراب والحجارة والطرق الالتفافية.
وندد وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور ذهنى الوحيدي بالممارسات
والعراقيل التي تضعها إسرائيل حتى أمام الحوامل واحتجازهن لساعات طويلة
حتى تتم ولادتهن عند الحواجز، مما يهدد حياتهن وحياة موالديهن.
وقال إن هناك عشرات الحالات اللواتي تعرضن لمعاناة شديدة وتعالت
صرخات استغاثتهن لهؤلاء الجنود الذين كانوا يستهترون بحياتهن.
وأشار د. الوحيدي إلى المواطنة التي أجهضت يوم الثلاثاء الماضي
نتيجة العراقيل الإسرائيلية عند حاجز التفاح الممر الوحيد لمنطقة
المواصى غرب خان يونس.
وقال: إن جنود الاحتلال على الحاجز منعوها دون أي سبب من التوجه إلى
مستشفى مبارك في مجمع ناصر الطبي الذي لا يبعد عن المنطقة سوى مئات
الأمتار فقط.
وأوضح أن السيدة ظلت لأكثر من ساعتين تنتظر السماح لها بالمرور رغم
الحصول على الموافقات المسبقة من الجانب الإسرائيلي دون جدوى، مما تسبب
في إجهاضها ووفاة الجنين وحدوث مضاعفات ونزيف شديد للأم.
وحمل د. الوحيدي الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا الاستهتار بحياة
الإنسان، موضحاً أن هذه هي الحالة الثالثة من نوعها التي تقع على حاجز
التفاح خلال انتفاضة الأقصى منذ أكثر من أربع سنوات ونصف.
وأشار الوحيدي إلى العراقيل التي ما زال يضعها الجانب الإسرائيلي
أمام سفر مرضى بحاجة للمراجعة ودخول المستشفيات في داخل إسرائيل، كما
يتعمد عدم إصدار تصاريح علاج لمرضى بحاجة للعلاج في مستشفيات الضفة
الغربية، معرباً عن قلقه على صحة المواطنين جراء هذه الممارسات.
وتابع أن ما يتعرض له المواطنون لا يحدث في أي مكان في العالم، حيث
يمنع المريض من تلقي الخدمات الصحية بشكل يسير وأمان خاصة السيدات
الحوامل والمرضى المزمنين أمثال القلب والسكر والضغط والسرطان والفشل
الكلوي.
وأشار الوحيدي إلى أنه منذ السادس عشر من الشهر الجاري، وحتى اليوم
الخميس بلغ عدد المرضى المسجلين للتحويل للعلاج في إسرائيل ومصر نحو
198 مريضاً ومريضة، أما عدد المسافرين منهم فقد بلغ 66 حالة وعدد الذين
لم يسمح لهم بالوصل 59 حالة فيما لم يتم الرد على 73 حالة.
وقال د. الوحيدي: إنه حتى أولئك الذين يسمح لهم بالوصول إلى
المستشفيات يتعرضون لإجراءات غير مقبولة، من حيث العراقيل والقيود
والانتظار لساعات طويلة على الحواجز العسكرية.
وحذر وزير الصحة الفلسطيني من خطورة إعادة تشغيل "جهاز الأشعة" الذي
أعادت سلطات الاحتلال تشغيله في معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر
العربية لتفتيش المسافرين والكشف عليهم بإشعاعات غير معروفة قد تعرض
حياتهم للخطر.
واستهجن الوزير استمرار وتصاعد هذه الإجراءات السادية الإسرائيلية،
وقال: "إن ما يحدث مخالف لاتفاقيات جنيف الرابعة وقرارات هيئة الأمم
المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والاتفاقيات الصحية الموقعة.
وطالب الوزير الوحيدى منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب
الأحمر الدولي والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لدى كل الحكومات في
العالم لوقف ولادات الحوامل وقتل الأجنة الفلسطينية عند الحواجز
العسكرية الإسرائيلية والسماح لجميع المرضى بتلقى العلاج بحرية وأمان. |