غزة من زكريا المدهون: بعد
سبعة وخمسين عاما من تهجير أهالي مدينة اللد داخل فلسطين المحتلة عام
1948 بالإرهاب والمجازر يجد من تبقى فيها من الأهالي أنفسهم أمام
مخططات تطهير عرقي جديدة بطرق "سلمية".
فقد كشف عدد من مواطني المدينة، أن حزب "موليدت" الإسرائيلي اليميني
المتطرف يسعى بنشاط لديهم من أجل تطبيق خطته لـ"الترانسفير الطوعي"
التي تهدف إلى تشجيعهم على الهجرة إلى الخارج عبر محاولة إغرائهم
بالدعم المالي وضمان شروط حياة أفضل. ويتضح أن خطة ترحيل السكان العرب
في اللد (25 الف نسمة) قد بلورت بمبادرة مدير فرع الحزب المذكور في
القدس المحتلة ارييه كينغ وهي تقوم على فكرة أساسية مفادها التوجه
للمواطنين العرب الذين يعيشون حالة اقتصادية اجتماعية صعبة ومحاولة
اقناعهم بالسفر الى بلدان أجنبية. وتقضي الخطة بتقديم المعونات للعرب
على شكل ضمان أماكن عمل وحياة أفضل من النواحي المادية والتعليمية
والأمنية في كندا وأوروبا وجنوب أفريقيا واستراليا.
وأفاد بعض المواطنين العرب أن النشطاء اليهود يعرضون عليهم الانتقال
للعراق أيضاً زاعمين أنه "بحاجة ماسة لأصحاب المهن الحرة وللمثقفين".
وفي رسالة وجهها للوكالة اليهودية يدعو ارييه كينغ إلى عدم الاكتفاء
بالهجرة اليهودية الى البلاد من اجل الحفاظ على الأغلبية اليهودية،
منوها بأهمية تبني خطته بالترحيل الطوعي للفلسطينيين في إسرائيل الذين
سيصبحون الأغلبية بعد 50 عاما.
ويلفت كينغ الى القوة الاقتصادية الإسرائيلية داعيا الى استغلالها
بغية الحفاظ على الصبغة اليهودية. وأضاف "أولا هذا لا يكلف الدولة أكثر
من بضع عشرات من آلاف الدولارات وبذلك هي تتخلص أيضا من دفع مخصصات
الضمان الاجتماعي للشرائح العربية الفقيرة التي ستشكل خطرا يتهدد
إسرائيل بتطلعاتها القومية وبأنشطة أخرى".
ونوه كينغ في رسالته الى انه يتوقع تجاوب الكثيرين من العرب مع
الخطة بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية الخانقة التي يواجهونها داخل
إسرائيل، كاشفا أن أعضاء حزبه شرعوا في محاولة تطبيق خطته مع مطلع
العام في عكا ومدن الضفة الغربية أيضا.
وقال المواطن سليمان قبطي، تقني سيارات من اللد: إن النشطاء اليهود
أوضحوا انه إضافة الى الامتيازات المادية فان العرب في البلدان
الأجنبية المذكورة ليسوا الأقلية القومية الوحيدة ما يسهل عليهم العيش
مقارنة مع حالتهم الراهنة كأقلية قومية في إسرائيل.
وقالت الناشطة الاجتماعية مها النقيب: إن هذه الخطة التي يسعون
لتطبيقها اليوم تذكرها بالنكبة الفلسطينية وبطرد أقاربها الى مخيمات
اللجوء في الضفة الغربية والأردن. وأضافت"رغم محاولات قادة "موليدت"
استخدام كلمات "لطيفة وإنسانية" لا شك أننا نقف أمام عملية تطهير عرقي
يحاولون انجازها بدون خجل". وأشارت النقيب الى أن الفلسطينيين في
إسرائيل هم أقلية قومية اصلانية يستمدون شرعية وجودهم من كونهم أصحاب
المكان داعية اياهم الى التشبث بوطنهم فوق كل أسالب الترغيب والترهيب
والنضال من اجل فضح التعامل العنصري معهم واجتراح حقوقهم المدنية
والقومية.
وقال النائب عبد المالك دهامشة الذي زار مدينة اللد مؤخراً: إن خطة
الترانسفير الجديدة تفضح العنصرية الإسرائيلية العصرية، داعيا السلطات
الرسمية إلى التوقف عن التمييز ضد المواطنين العرب.
وكشف دهامشة أن النائب ارييه الداد عن "موليدت" يواظب أخيرا في
أحاديث داخل الكنيست على طرح مسألة "الترانسفير الطوعي" للعرب مقابل
إخلاء المستوطنين من قطاع غزة الذي يتم بدوافع ديمغرافية وفق اريئيل
شارون.
إلى ذلك أرسل المركز لمكافحة العنصرية الحيفاوي رسالة إلى المستشار
القضائي للحكومة الإسرائيلية طلب فيها محاكمة قادة حزب "موليدت".
يشار الى أن حزب "موليدت" أنشأه الوزير رحبعام زئيفي عام 1984 الذي
قتل على ايدي مسحلين من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل عدة
سنوات، ويقوم على مشروع الترانسفير للعرب. |