حيفا المحتلة – ناهض منصور/خاص شبكة النبأ
المعلوماتية: حيّ الحليصة في
شرقي مدينة حيفا، هو الحي الأكثر فقرًا في المدينة. معظم سكانه من
العرب وأكثرهم مهجرون من قراهم التي هُدمَتْ في 1948. وقد عانى الحيّ
طيلة السنين من التمييز والإهمال في مجال خدمات البنية التحتية
والاجتماعية.
حركة "تعايش" اليهودية العربية، جددت ، دعوتها لتطوير الحياة في حي
الحليصة، العربي اليهودي، المختلط والفقير، في مدينة حيفا بأراضي
الـ48.
وقالت في بيانٍ لها: إن هذا الحيّ شهد في الأشهر القليلة الماضية
تطورات في التمييز ضده وضد أهله، وخاصةً العرب منهم، مشيرةً إلى أن
بلدية المدينة أصدرت أوامر هدم بحق بيوت في الحي.
وأوضحت الحركة أنه، لولا الوقفة التي اتخذتها جمعيات وحركات مساندة،
لما أوقفت البلدية أوامرها، علماً بأن أوامر الهدم ما زالت معلّقةً حتى
الآن، وتحتاج إلى متابعة خاصة من أجل إلغائها.
وذكرت "تعايش" أن الحيّ يعاني من سياسة التمييز، وأنه بحاجة إلى
متابعة من أجل تطويره. . وقالت: إنها
قامت في السنة الماضية بعمل تطوعي
فيه، وستنظم يومي الجمعة والسبت، الموافقين 29-30 من الشهر الجاري،
يومي عمل تطوعي، تقوم خلالهما بإعداد مبنى ليكون روضةً للأطفال. . كما
ستقوم بطلاء بيوت قديمة في الحيّ لتحسين شكله، وسوف يتم زرع أشجار
وورود في الساحات القريبة من البيوت. ودعا البيان الجمهور إلى مشاركة
الحركة في عملها هذا.
يشار إلى أن حيّ الحليصة واحد من أكثر أحياء مدينة حيفا فقراً، وأن
معظم أهله من المواطنين الفلسطينيين، الذين هجّرتهم القوات الإسرائيلية
من قراهم خلال نكبة عام 1948.
مشكلة الخريطة الهيكلية في الحلّيصة
الخريطة الهيكلية الأخيرة أُعدت لحي الحليصة سنة 1933. في 2001،
وبحجة "ترميم الحي"، تقدمت بلدية حيفا بتخطيط للحي شمل مصادرات وهدم
شرفات وساحات، وسلب الحدائق في معظم بيوت الحي، بهذا "التجريف" تصبح
شوارع الحي ملاصقة لجدران البيوت – بحجة توسيع الشوارع، مع أنها معظم
الشوارع ذات مسار واحد وتخدم سكان الحي فقط وحركة المرور فيها قليلة.
في الوقت الذي نرى في أحياء الأغنياء حدائق تفصل البيوت عن الشوارع،
يريدون أن يسلبوا فقراء الحليصة المساحة القليلة حول بيوتهم والتي
يستخدمونها لأمور معيشتهم اليومية (وليس فقط لجانبها الجمالي) نظرًا
للكثافة السكانية وضيق مساحات البيوت.
لقد ناضل سكان الحي ونجحوا بتجميد خريطة 2001 في اللجنة اللوائية
للتخطيط والبناء، حيث وعدت البلدية بإعادة النظر بالمخطط وتغييره بما
يلائم حاجات سكان الحي. ولكن خلافًا لذلك فقد استمرت بإصدار أوامر
الهدم لبيوت الحي، وتحت ستار "الاعتبارات المهنية" تستمر بالتضييق على
سكان الحليصة.
مخطط الهدم في شارع رازيئل 4
في شارع رازيئل 4 عشر عائلات تعيش في بناية من 3 طوابق بُنيت شنة
1946. فقد تقدمت بلدية حيفا بدعوى قضائية مطالبة سكان البناية بترميم
الشرفات الآيلة للسقوط. ولكن عندما استجاب السكان وأعادوا بناء الشرفات
قاضتهم البلدية بتهمة البناء غير المرخص، ورفضت مطالباتهم، من 2002،
بترخيص الشرفات الجديدة، مستندة في رفضها إلى خريطة 2001 إياها، وفيها
مخطط المصادرة والهدم من جهتي الشارع. ونذكر أن هذه الخريطة تم تجميدها،
فهي غير نافذة على الأقل حاليًا.
لسان حال المواطنين
خالد مريد الذي يسكن الطابق الاول من البناية، يعتقد ا ن هناك خطة
كبيرة وراء اصرار البلدية على هدم شرفة بيته، ويقول "لا يدور الحديث عن
البناية في رازيئل 4 فقط، بل عن مستقبل الحي كله. هناك مخطط لشق شارع
رئيسي في الحي، سيشطر وادي روشميا (الذي يمر من تحت الحي – هـ.ل.)
ويربط بين منطقة "التشك بوست" وحيي نفيه شأنان وروميما".
خالد، مثل الكثيرين من مواطني الحليصة العرب، ولد في وادي روشميا،
حيث وصلت عائلته من شاطئ شيمن عام 1967. عائلة خضر ابو شملة التي تعيش
في الطابق الاعلى من البناية، هي ايضا من لاجئي شاطئ شيمن.
جميلة ابو شملة، والدة خضر تقول "في حرب ال48 هربنا مع المئات من
سكان حيفا الى شاطئ شيمن. سنوات طويلة ارادت البلدية اخلاءنا من هناك،
ولكنها لم تجرؤ. فقط في عام 1967، في غمرة الحرب، وصلت الجرافات وهدمت
الاكواخ التي سكنّاها. معظم السكان وجدوا لانفسهم ملجأ في الكهوف
والبراكيات في وادي روشميا. بمرور الوقت تدبر الناس امورهم وانتقلوا
للعيش في الحليصة بالمفتاحية. ماذا يريدون منا الآن؟ ان نتحول الى
لاجئين للمرة الثالثة؟.
يوسف كمال الذي يشغل منصب رئيس لجنة الحي منذ عام 1978، اذ يقول: "مطلبنا
هو ان يشمل المخطط الهيكلي كل ما هو موجود في الحي اليوم. ان يعطوا
ترخيصا لما تم بناؤه. في المستقبل، بعد ان يتم اقرار المخطط، التزم بان
اهدم بكلتا يدي كل ما سيتم بناؤه بشكل غير قانوني. نحن لسنا ضد التسوية،
ولكنا غير مستعدين للقبول بالتمييز ضدنا. لا يعقل ان يهدموا فقط دون ان
يقترحوا اي بديل او تعويض.
وتعبر هذه اللغة العنيفة عن المعاملة الحقيقية التي يتعرض لها
مواطنو حيفا العرب، الذين يشكلون 18% من سكان المدينة. الهدم، كما
يتبين من خرائط البلدية المخصصة للحي، يهدف الى توسيع شارع رازيئل،
وشوارع اخرى في الحي، ليصبح عرضه 13 مترا. "من يقترح الهدم يهدف لطردنا
من بيتنا"، يقول مواطنو الحي، "ايّ حياة هذه التي يريدونا ان نعيش؟ أفي
كل مرة نريد نحن او اولادنا الخروج من البيت، سيكون علينا ان نجد
انفسنا في الشارع الرئيسي؟".
ان النضال لمنع هدم الشرفات في الحليصة، ليس نضالا من اجل مستوى
معيشة لائق، بل من اجل الاعتراف بشرعية المواطنين العرب في حيفا،
وبحقهم في العيش في بيوتهم بكرامة.
عنصرية إسرائيلية
فلقد اظهر احدث استطلاع للرأي بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة
العنصرية والتمييز اجراه معهد "غيوتورغرافيه" لاستطلاعات الرأي
ان العنصرية متأصلة في المجتمع الإسرائيلي وتشمل جميع الفئات،
فالعلماني عنصري.. والمتدين عنصري.. واليهودى عنصري.
واليكم بعض الارقام والتي وصفها المسؤولون بأنها مرعبة ويجب ان تقلق
صانعي القرار في اسرائيل ابتداء من رئيس الحكومة وانتهاء برب الاسرة
مرورا بالوزارات المختلفة ..فلقد ظهر ان 52% من الاسرائيلين غير
مستعدين للسكن في حي تقطنه عائلة عربية واحدة، كما ان 22% من
الاسرائيليين غير مستعدين للسكن في حي به عائلة من اصل اثيوبي، وان 79%
من الاسرائيليين لن يوافقوا على الزواج من عرب او العكس.
23% من اليهود يرفضوا ان يتزوجوا هم او اولادهم من يهود متدينين،
و15% منهم غير مستعدين للزواج من يهود من اصل شرقي، و21% لا يرغبون
بالارتباط بيهود من اصل روسي، بينما رفض 43% من اليهود التزواج
والاختلاط مع يهود من اصل اثيوبي.. اضافة الى ذلك فإن 38% من اليهود
قالوا أنهم لن يشتروا سيارة من مواطن عربي، و22% من الاسرائيليين
يعتقدون ان المتدينين يحصلوا على الكثير من الامتيازات.
Press334@hotmail.com |