لم يتبق سوى خطوات ليصل الى حلمه الذي استمر عدة سنوات والمتمثل
بدخول موسوعة غينيس للارقام القياسية بأطول رسالة في العالم.
وبعد 23 شهرا وهي المدة الزمنية التي استغرقها يوسف عمارنه من بلدة
يعبد قرب جنين في كتابة رسالته الأطول في العالم التي حملت جملة واحدة
مكررة وهي جملة "نعم للسلام" ومكتوبه بألوان العلم الفلسطيني يستعد
للسفر الى الامارات العربية المتحدة لاكمال الاجراءات في مكتب موسوعة
غينيس في ابوظبي.
وتحتوي الرسالة على مقدمة شرح فيها الاسباب التي دفعته الى اختيار
هذه الجملة وهي لان الشعب الفلسطيني يتوق الى السلام.
ووصل عدد كلمات الرسالة دون المقدمة 222ر222ر2 كلمة وبلغ عدد أحرف
الرسالة 998ر999ر19 حرف أما عدد الأسطر فوصل الى 1ر111ر111 سطر وعكف
عمارنه على كتابة الرسالة خلال 696 يوما أي بمعدل 3480 ساعة وكل صفحة
منها مكتوبة بلون واحد من الألوان الثلاثة وتكونت الصفحة من 100 سطر
يضم 20 كلمة واستخدم 82 قلما.
واستخدم عمارنه أثناء كتابة الرسالة 1000 شمعة للكتابة خلال انقطاع
التيار الكهربائي واستهلك 800 حبة لتسكين الام الرأس وزار طبيب العيون
مرة واحدة في الشهر قبل ان ينهي رسالته في شهر فبراير الماضي.
وذكرعمارنه لـ(كونا) ان الفكرة بدأت عام 1990 أثناء وجوده في الكويت
وتوجه الى صحفي معروف لمساعدته في انجاز حلمه اذ لاقت الفكرة ترحيبا
واسعا وعرض عليه ان تضم رسالته جملة "كلنا للكويت" وعندما كان يستعد
للبدء بالكتابة كان الاحتلال العراقي للكويت أسرع من ان ترى فكرته
النور.
وقال "بعد عودتي الى فلسطين بدأت بتنفيذ الفكرة لكني أصبت بحالة من
الاحباط بسبب استهزاء الكثيرين من حولي بالفكرة وكنت كلما كتبت عددا من
الصفحات أقوم بتمزيقها" مشيرا الى ان تصميمه على تحقيق حلمه دفعه للعمل.
وعمل يوميا في كتابة الرسالة مايقارب خمس ساعات وبسبب الحصار
المفروض على الأراضي الفلسطينية كان يلجأ الى الكتابة أحيانا في رام
الله حيث مكان عمله وأحيانا في بلدة يعبد مكان سكنه الا انه كان يجمع
كل ما يكتبه ويلحقه بالرسالة.
وأضاف عمارنه ان لا هدف شخصي وراء كتابته الرسالة وانما اراد ان
يوجه رسالة الى العالم والى قادة اسرائيل ان الشعب الفلسطيني متعطش
للسلم ليس من منطلق ضعف وانما من منطلق قوة.
وأوضح نحن نمد أيدينا الى السلام كل يوم وبشتى الوسائل وهذا أسلوب
اخر يلجأ اليه الفلسطينيون لتحقيق السلام في المنطقة التي تعاني من
الصراع والحرب منذ سنوات ونحن كشعب فلسطيني دعاة سلام ونسعى من أجله.
وبين عمارنه الذي يعمل في الدائرة التجارية في راديو اجيال المحلي
في رام الله ان مشاكل صحية عديدة واجهته اثناء كتابة الرسالة منها الام
في العينين والظهر وبروز نتوءات في اصبعه الأوسط.
وبعد خاتمة الرسالة يدون عمارنه أسماء الصحفيين ووسائل الاعلام التي
يعملون فيها اذ يقدم لهم الشكر على اهتمامهم بتغطيتها اعلاميا.
وكانت وزارة الاعلام عقدت مؤتمرا صحفيا في رام الله وتبنت العمل بعد
ان أثبتت ملكية عمارنه للرسالة بناء على طلب مكتب غينيس في أبو ظبي. |