القدس
– ناهض منصور: بدأت قوات الاحتلال في أواخر حزيران الماضي
ببناء جدار الفصل العنصري على أراضي عناتا من الجهة الشرقية، حيث يخطط
الاحتلال لتحويل عناتا إلى كانتون يصل بين الغيتو الجنوبي والجيتوهات
الشمالية، الجدار سيحيط بعناتا ومخيم شعفاط وضاحية السلام من جميع
الجهات. وتعمل قوات الاحتلال على شق شارع استيطاني يبدأ من مستوطنة
عناتوت – ألمون- المقامة على أراضي القرية ويمتد إلى الشمال الشرقي
بحيث يتصل بالشارع الاستيطاني الجديد 45 وسيتم بناء جدار على جانب
الشارع من الجهة الغربية أي إلى الشرق من عناتا بحيث يتم عزل عناتا
تماما عن امتداد أراضيها التي تقع أغلبها في الجهة الشرقية. وتنوي قوات
الاحتلال فتح طريق يربط الزعيم بعناتا وحزما حيث سيتم وضع حاجز عسكري –
بوابة- عند حزما، ومنها يستطيع الفلسطينيون القادمون من الغيتو الجنوبي
الذي يشمل جنوب شرق القدس وبيت لحم والخليل الوصول إلى الجيتوهات
الشمالية من قلنديا.
و بدأت، قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها جرافات
وآليات، منذ صباح يوم14 – 4 - 2005، بإخلاء أكثر من ثلاثين عائلة من
منازلها وخيامها في بلدة عناتا شمال شرق القدس تمهيداً لهدم هذه
المنازل والخيام.
وقال
سكان البلدة إن جنود الاحتلال أغلقوا المنطقة، وفرضوا حصاراً وطوقاً
عسكرياً محكماً، وأجبروا العائلات تحت تهديد السلاح على إخلاء عشرات
البركسات والخيام، وبعض المباني السكنية، لهدمها تحت حجة قربها من
معسكر "عناتون" العسكري الجاثم على أراضي المواطنين في البلدة، ولخدمة
مسار "جدار الفصل العنصري" الذي تقيمه اسرائيل في المنطقة.
كما قامت قوات الاحتلال بتشريد عشرات رؤوس الأغنام التي يملكها
الأهالي في بلدة عناتا.
وكانت قوات الاحتلال هدمت قبل عدة أشهر مجموعة من المباني والبركسات
في نفس المنطقة بهدف إقامة مقاطع جديدة من الجدار العنصري، إضافة إلى
سياج شائك.
الجدار، الذي يقام على حساب أراضى قرية عناتا وضاحية السلام، ومخيم
شعفاط شمال وشمال شرق مدينة القدس، أن هذه التبعات ستؤثر بشكل مباشر
على تلك المناطق التي يقطن فيها عدد كبير من المواطنين المقدسيين، حيث
يبلغ عدد سكان قرية عناتا 15.500 نسمة وعدد كبير منهم حملة هوية القدس،
فيما يبلغ عدد سكان ضاحية السلام ما بين 10- 12 ألف نسمة، وجميعهم
يحملون الهوية المقدسية، وأراضيهم ومنازلهم ضمن حدود بلدية القدس،
ويقومون بكامل التزاماتهم، مقابل حملهم الهوية المقدسية، ومنها دفع ما
يسمى بـ "ضريبة الأرنونا"، وضرائب أخرى.
السيد إبراهيم عليان، رئيس مجلس محلي عناتا يتطرق إلى حجم الأضرار
والخسائر التي سيتكبدها المواطنون في الأراضي المستهدفة، جراء المخططات
التي عرضت على المجلس من قبل الجانب الإسرائيلي، موضحة أن المجلس
استطاع حتى الآن كشف ثلاثة مخططات لقوات الاحتلال لبناء الجدار في قرية
عناتا.
وأضاف أنه حسب المخططات الإسرائيلية، سيتم فصل نصف منطقة ضاحية
السلام الواقعة شمالي شرق مدينة القدس حتى شارع مدارس عناتا ببعد 40
متراً، ونزولاً من واد يفصل القرية عن مدينة حزما الواقعة جنوبي شرقي
محافظة رام الله، ويستمر الجدار حتى حدود مستوطنة " بزغات زئيف" شمالاً
وأوضحت أن المخطط الثاني، يتضمن أن يبدأ الجدار من شارع السلعة داخل
منطقة ضاحية السلام، وسيصل قرية الزعيم الواقعة جنوب شرقي مدينة القدس،
حتى نهاية واد قرية عناتا.
ليست هذة المرة الأولى التي يتم فيها هدم منازل في عناتا لصالح مسار
جدار الفصل العنصري، حيث قامت قوات الاحتلال بهدم ثلاثة منازل في شهر
حزيران الماضي في الجهة الشرقية من البلدة بالقرب من مركز التوقيف
المقام على أراضيها بما فيها مبنى كان يستخدم كمسجد للصلاة، وبيت يقع
بالقرب من مستوطنة بسجات زئيف وكلها تقع في مسار الجدار، وكذلك الأمر
بالنسبة لعشرة بيوت تقع في الجهتين الشمالية والجنوبية من البلدة، هذا
عدا عن عشرات المنازل التي تم هدمها على مدى السنوات السابقة في البلدة.
عناتا تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس، يعيش فيها خمسة عشر
ألف مواطن فلسطيني، وتقع ضمن أراضيها منطقة ضاحية السلام التي يعيش
فيها أكثر من اثني عشر ألف مواطن. وفقا لبلدية الاحتلال وللتقسيمات
التي اتفق عليها في أوسلو فإن منطقة عناتا تعتبر منطقة ضفة بينما تعتبر
منطقة ضاحية السلام ضمن حدود القدس، علما أن الضاحية مقامة على أراضي
عناتا وأنه لا يوجد حدود واضحة بين المنطقتين، كما يعتمد السكان في
ضاحية السلام على الخدمات التي يقدمها المجلس القروي في عناتا والكثير
من أبنائهم يدرسون في مدارس عناتا وفي حالات كثيرة يكون جزء من البيت
في هذه المنطقة واقعا في حدود "الضفة" والآخر واقعا في حدود "القدس".
هذا بالإضافة إلى أن القرية نفسها مقسمة إلى مناطق "ب" و"ج". هذا
التقسيم ترك الجزء الأكبر من أراضي عناتا خارج المنطقة ب، مساحة القرية
في ألأصل كانت 34750 دونما كواحدة من أكبر القرى الفلسطينية، حيث كانت
أراضيها تمتد حتى حدود أريحا، بينما لم يدخل ضمن التقسيم ب سوى 9570
دونما تمت مصادرة جزء كبير من أراضيها لصالح مستوطنة "ألمون" إلى الشرق،
كما قامت قوات الاحتلال منذ فترة قريبة بوضع معسكر للجيش على أراضي
القرية في موقع ليس بالبعيد عن بيوت القرية، عدا عن الأراضي التي
صادرها المعسكر فإن وجوده في هذا الموقع يحول دون قدرة السكان على
الوصول إلى أراضيهم التي تقع شرقه والتي تشكل معظم أراضي القرية .
بالإضافة إلى الغيتو الجديد الذي يخلقه الجدار والشارع الاستيطاني
فإنهما يعملان على ضم معظم أراضي عناتا التي تشكل إمكانيات توسعها، حيث
تهدف قوات الاحتلال إلى توسيع مستوطنة ألمون من خلال بناء وحدات
استيطانية جديدة بين المعسكر المقام على أراضي عناتا من الجهة الشرقية
وبين مستوطنة عناتوت، .المستوطنة الجديدة التي تسمى عناتوت هداشا ستشكل
منطقة تواصل استيطاني.
الجدار في عناتا يعزل مخيم شعفاط وضاحية السلام حيث يعيش أكثر من
ثلاثين ألف مقدسي عن مدينة القدس محققا واحدا من أهم أهداف جدار الفصل
العنصري في القدس وهو تقليص نسبة الفلسطينيين الذينيعيشون في المدينة
بحيث تتحول الأغلبية السكانية فيها إلى أغلبية يهودية.
الجدار لن يحقق الأمان والسلام الشامل للشعب الإسرائيلي، كون هذا
المخطط الخطير سيعمق التمييز العنصري بين الشعوب، وسيخلق الكراهية،
موضحة أن العدد الكبير من المقيمين في المناطق المنكوبة والمتضررة جراء
الجدار لن يمكن الاحتلال من اعتبارهم أقلية متضررة، ويمكن التغاضي عن
معاناتهم.
الجدار في عناتا لا يستهدف الأرض فقط، حيث تشكل عناتا واحدة من أكبر
الأحياء الفلسطينية القريبة من مدينة القدس، كما أنها تمثل إمكانيات
التوسع العمراني الفلسطيني في القدس، حيث تحولت عناتا خلال السنوات
الماضية إلى واحدة من أكبر الضواحي الفلسطينية التي لا تبعد سوى بضع
كيلومترات عن مركز مدينة القدس، هذا عدا عن أن امتدادها يسير باتجاه
غور الأردن في الشرق وهذا واقع غير مرض بالنسبة للاحتلال الذي يرى في
النمو السكاني والعمراني السريع في عناتا تهديدا لمخططاته بالسيطرة على
القدس والغور معا. بحث أصبح هدف الاحتلال في عناتا وقف هذا النمو
العمراني، سياسة هدم البيوت كانت واحدة من سياسات الاحتلال العنصرية
التي استهدفت عشرات المباني والمنازل في عناتا، تقريبا في كل جهة من
عناتا توجد مجموعة من البيوت المهددة بالهدم وكلها تحت الحجة نفسها وهي
أن هذه المنازل مبنية في منطقة ج وأن أصحابها.لم يحصلوا على تصاريح من
إدارة الاحتلال.
Press334@hotmail.com |