غزة/ رفح – ناهض منصور:
المكان الشريط الحدودي مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في حوالي الساعة
الخامسة من بعد الظهر قام "جنود غولاني" من خلال المناظير المقربة التي
توضع على سلاح حربي من نوع " إم16 " بإطلاق عشرات الرصاصات تجاه مجموعة
صبية على الفور استشهد ثلاثة منهم ، الوحدة العسكرية الإسرائيلية
المتطرفة التي أعدمت هؤلاء الصبية كانت تدرك جيدا أنهم مجرد أطفال
أبرياء وذلك من خلال لعبهم ولهوهم بكرة القدم .
جيش العدو الإسرائيلي المحتل كما هو معتاد خلق تبريرات واهية بان
الصبية ربما كانوا يحملون متفجرات حول أجسادهم وتلك العادة دأب عليها
هؤلاء القتلة من اجل تبرير فعلتهم الإجرامية الشنيعة.
المشهد في مشفي أبو يوسف النجار في مدينة رفح أكثرا إيلاما مما
تظهره عدسات الكاميرا ، في مشفي النجار البكاء والعويل ونسوة يصرخ
ورجال يبكون بمرارة على صبية تم إعدامهم من قبل القتلة الإسرائيليين
وهم يلعبون على الشريط الحدودي مع جمهورية مصر العربية ،أشرف موسي
وخالد غنام وحسن أبو زايد أعمارهم 14 و15 عاما ، يؤكدون للعالم مرة
أخري ان حكومة شارون غير معنية بالسلام أو التهدئة.
عائلات الشهداء الثلاثة أكدوا بان أطفالهم قتلوا بصورة متعمدة وان
لا ذنب لهم سوي أن فلسطينيون الجماهير الغفيرة شيعت جثامين الشهداء
الفتية الثلاثة، الذين قضوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلق موكب تشييع الشهداء أشرف موسى (15 عاماً)، وخالد غنام (15
عاماً) وحسن أبو زيد (14 عاماً)، من أمام مستشفى الشهيد أبو يوسف
النجار في مدينة رفح، باتجاه منازل ذويهم، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة
على جثامينهم الطاهرة، ثم نقلت الجثامين محمولة على الأكتاف باتجاه
مسجد العودة وسط المدينة، للصلاة عليهم.
وعقب الصلاة، سار المشيعون مخترقين شوارع المدينة، باتجاه مقبرة
الشهداء شرق المدينة، وسط أجواء من الحزن والحداد العام، وهتافات
التنديد بالمجزرة الإسرائيلية بحق الفتية الأبرياء.
وطالب المشيعون المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل وقف ممارساتها
العدوانية وانتهاكاتها المستمرة لأجواء الهدنة، التي التزمت بها جميع
القوى والفصائل الوطنية.
وشارك في تشيع الشهداء ممثلون عن المؤسسات والقوى والفعاليات
الوطنية، إلى جانب عشرات الطلبة من زملاء الشهداء، الذين كانوا يلعبون
معهم الكرة في منطقة مكشوفة، عندما تفاجأوا بزخات من الرصاص تنطلق من
أبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية، على الشريط الحدودي مع جمهورية
مصر العربية.
التهدئة لم تعد موجودة إلا حبر على ورق أو تصريحات للسياسيين لا
أكثر لان كافة الأطراف معنية بالهدوء ، قطاع غزة اشتعل نار من جديد
وعاد رجال المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل لنصب عبوات التفجير
وارتداء زى القتال بعد فترة عرفت باسم " استراحة المحارب المؤقتة " ،
قوة إرهابية متطرفة من وحدة جولاني الإسرائيلية أقدمت بصورة تقشعر لها
الأبدان بإعدام ثلاثة صبي في مخيم رفح دون ذنب اقترفوه.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن" بشدة،، إقدام قوات
الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جريمة قتل بحقّ ثلاثة صبية في رفح،
بجنوب قطاع غزة.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة أصدر البيان التالي: تلقى الرئيس
محمود عباس "أبو مازن"، ، نبأ استشهاد ثلاثة صبية من أبناء شعبنا في
رفح، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالصدمة والاستنكار الشديدين. .
فهذه الجريمة انتهاك مقصود للتهدئة التي توصلنا إليها في شرم الشيخ،
ولن نقبل أن تهدر دماء أبناء شعبنا وأطفالنا بهذا الاستهتار، وأن يطلق
جيش الاحتلال النار بهذا الاستخفاف على أبنائنا الصغار وهو يعلم أنهم
صغار وغير مسلحين، ولايمثلون خطراً على أحد. . فأطفالنا عزيزون علينا،
مثلما يعتبرون أطفالهم عزيزين عليهم.
إن على الحكومة الإسرائيلية، إذا كانت حريصةً على التهدئة والهدنة،
أن تبرهن على ذلك، على أرض الواقع. أما هذا الاستهتار، وقتل أبنائنا
دون سبب، فهو ما نستنكره وندينه، ولانقبل.
ومن جهته دان السيد طوشيوكي نيوا، نائب المديرة التنفيذية لمنظمة
الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، ، الجريمة النكراء التي ارتكبتها
قوات الاحتلال، بدمٍ باردٍ ، في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وأدّت إلى
استشهاد ثلاثة فتية.
وقال السيد نيوا في بيانٍ صحفي إن هذا الحدث الأليم أثّر فيه بشكلٍ
خاص، لأنه كان في المنطقة قبل عدة ساعات فقط، في تفاعل مع أطفال
فلسطينيين وأعرب عن إدانته الشديدة لقتل هؤلاء الصغار الثلاثة، عندما
كانوا يلعبون الكرة مع أصدقائهم، مشيراً إلى أن هؤلاء الأطفال فقدوا
حياتهم القصيرة وهم ما زالوا أطفالاً.
يذكر، أن السيد نيوا كان في رفح قبل وقت قصير من الجريمة، لافتتاح
حملة مشتركة للتحصين ضد شلل الأطفال بين منظمة "اليونيسيف"، ووزارة
الصحة، كما زار مناطق اللعب الآمنة المخصّصة للأطفال، وأكد أن هذه
المناطق التي يلعب الأطفال ويتعلمون فيها، يجب أن تحظى بمعاملة على
أنها مناطق سلام.
وقال نيوا: يبدو أحياناً أنه مهما فعلنا لتزويد الأطفال ببدائل آمنة
وسليمة، فإنه ينتهي بهم المطاف لأن يكونوا ضحايا في هذا النزاع المروّع،
منوّهاً بأنه حتى أواسط آذار- مارس 2005، فقد أكثر من 800 طفل دون سن
18 عاماً، حياتهم بسبب النزاع، بمن فيهم 696 طفلاً فلسطينياً.
يذكر، أن اتفاقية حقوق الطفل، تنصّ على أن للطفل الحق في بيئة آمنة
للعب والتعلّم والحقّ في الحماية من العنف.
وكان الفتية الثلاثة قضوا في مجزرة إرهابية بشعة ، في مخيّم رفح قرب
الحدود المصرية، عندما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار
الكثيف العشوائي صوبهم، عندما كانوا يلهون بكرة القدم.
Press334@hotmail.com |