ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

نماذج معالجة المعلومات في الذاكرة

د.غالب محمد رشيد الأسدي

أن حقيقة وجود ثلاثة عناصر تؤثر على عملية تذكر المعلومات المختلفة التي يتعرض لها الانسان خلال حياته اليومية وهي ترميز المعلومات Information coding والتخزين Storing لهذه العلومات في مخازن مفترضة في الخلايا الدماغية والاسترجاع Retrieval لها عند الحاجة لها مرة اخرى، دفعت علماء النفس لابتكار او وضع نماذج فرضية يمكن من خلالها تفسير الكيفية التي تمكن الدارسين من تفسير اسباب النسيان والتوقع للكيفية التي يتم بها حفظ المعلومات ومن ثم استعادتها مرة اخرى عند الحاجة، فضلا عن معرفة سير العمليات الثلاثة منذ ادخال المعلومات الى جهاز الذاكرة الى حين استرجاعها مرة اخرى بعد مرور مدد زمنية متباينة . لذلك ظهرت عديد من نماذج معالجة المعلومات في الذاكرة، لاسيمافي عقد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لكن من الناحية العملية بقيت النماذج التي لها قدرة في تفسير معظم المتغيرات التي هي جزء من عملية التذكر والنسيان، فكلما كان للنمذج قدرة في اظهار تفسيرات مقبولة علمية لاسباب التذكر والنسيان اصبح اكثر قبولا واعتمادا من قبل العلماء والباحثين والدارسين في ميدان الذاكرة . لذلك ظهرت نماذج يمكن الاعتداد بها في تفسير اسباب التذكر والنسيان .

من أشهرهذه النماذج انموذج برود بنت Broadbent model الذي اقترحه عام 1970م واشار فيه الى وجود نوعين من الذاكرة، الاولى ذاكرة قصيرة مدى تتعامل مع الاحداث اليومية، والثانية ذاكرة طويلة مدى تتعامل مع تاريخ الفرد لمدد زمنية طويلة . توصل الى تلك الحقائق من خلال دراسة ادمغة المصابين باضطراب الذاكرة Amnesia (1) . وهنالك انموذج أخر قدمه ووف ونورمن Waugh&Norman Model، اللذان اقترحاه عام 1965 م وهو لايختلف كثيرا عن انموذج برود بنت في المحتوى، لكنهما يريان ان الذاكرة القصيرة المدى منفصلة بعملها عن الذاكرة الطويلة المدى، اي لايوجد ارتباط فيما بينهما وانما كل ذاكرة تعمل بشكل منفصل عن الذاكرة الاخرى (2) .

ان الأنموذج الذي قدمه اتكنسون – شيفرن سنة 1968م وتم تطويره في سنتي 1917م و 1977 م يعد من اكثر النماذج قبولا من قبل العلماء والباحثين في موضوع الذاكرة، لانه يشير بوضوح الى جميع مكونات عملية التذكر والنسيان، كما يعزو سبب النسيان الى الفشل في احد العناصر او اكثر من العناصر المكونة لعملية التذكر ( 3) . ويفترض هذا النموذج ان المعلومات التي يتلقاها الفرد تدخل الى الذاكرة القصيرة المدى Short-Term Memory عن طريق التسجيل الحسي Sensory Register فاما ان تبقى في هذه الذاكرة عن طريق الاعادة او التكرار Rehearsal او تفقد من خلال التضاؤل او الخفوت Displacement or Decay ،فضلا عن ذلك قد تنتقل الى الذاكرة الطويلة المدى Long – Term Memory عن طريق تكرار المعلومات التي تهم الفرد، فالتكرار هنا لاينتهي بالمحافظة على المعلومات في الذاكرة القصيرة المدى، بل ايضا يسبب انتقالها الى الذاكرة الطويلة المدى (4 ) . وقد جاءت معظم الأدلة على وجود هذه المنظومة في عملية التذكر عن طريق التجارب في الأستدعاء الحر Free-Recall ،اذ يشاهد أفراد العينة عددا كبيرا من الكلمات غير المترابطة التي تقدم بصورة متتالية، وبعد نهاية المشاهدة يطلب من افراد العينة أستدعاؤها دون مراعاة الترتيب الذي عرضت فيه سابقا، فهذا الانموذج يفترض بانه خلال الاستدعاء الحر تكون الكلمات الاخيرة القليلة لاتزال موجودة في الذاكرة القصيرة المدى، في حين ان الكلمات الباقية تكون دخلت الى الذاكرة الطويلة المدى، ومن هنا فان توقع أستدعاء الكلمات التي توجد في بداية القائمة عالية ايضا، وذلك لان هذه الكلمات تعرضت الى الاعادة والتكرار قبل انتقالها الى الذاكرة الطويلة المدى . وبما انه كلما ازدادت الكلمات المدخلة الى الذاكرة القصيرة المدى فان كفاية الاعادة والتكرار تاخذ بالانخفاض، فان الكلمات التي في بداية القائمة كانت لها افضل الظروف للانتقال الى الذاكرة الصغيرة المدى، ومن هذا فان استعادتها فيما بعد تكون جيدة (5)

ان الفائدة العملية المتوقعة من مثل هذه النماذج في العملية التربوية هي تفسير الكيفية التي تنتقل المعلومات بها الى ذاكرة الطلبة، فضلا عن الكيفية التي تحدث فيها عملية خزن تلك المعلومات، وافضل السبل التي يمكن لنا بوصفنا تربويين ان نضمنهافي المناهج وطرائق التدريس كي نضمن افضل الظروف المناسبة لنقل المادة وتعليمها للطلبة ،والوسائل التي يمكن لنا استخدامها في استرجاع المعلومات التي تعلمها الطلبة مرة اخرى او عند الحاجة اليها في المستقبل، والتي يفترض انها موجودة في مخازن بعد ان تعلمها الطلبة، وبالتالي فان جميع هذه الامكانيات والوسائل تجعلنا في مواقف تربوية تساهم مساهمة فعالة في احداث افضل تعلم ممكن، وتندرج جميع تلك المواقف بالتاكيد في خدمة العملية التربوية والقيمين عليها، وهي غاية من الغايات التي يتطلب من التربويين تحقيقها والسعي الحثيث من اجل توافر افضل الظروف الممكنة لضمان حدوثها وبشكل فعال في العملية التربوية .

الهوامش

1- تريفرز، علم النفس التربوي، ترجمة موفق الحمداني وحمد دلي الكربولي، جامعة بغداد، 1979، ص 277

2- هولس، ستوارت واخرون، سيكولوجية التعلم، ترجمة فؤاد ابو حطب وآمال صادق، دار مكجروهيل للنشر، الرياض، 1983، ص 457

3- Sprainthall,N,A & Sprainthall ,R.C , Educational Psychology ,

4thEd,Random house, NewYork,1987,p263

4- المصدر نفسه ص 275

5- Atkinson,L&others, Introduction to Psychology, 10th Ed , Har court brace Jovanovich,NewYork,1990 ,p290

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 11/نيسان/2005 - 2/ ربيع الأول/1426