ظن الفلسطينيون إن جميع المنافذ امامهم باتت مغلقة أو تحت السيطرة
الاسرائيلية.
لكن منفذا وحيدا بقي لهم لا يمكن اعاقته أو اغلاقه بالحواجز
الاسرائيلية.
فقد دشن الفلسطينيون يوم الاثنين أول مجال فلسطيني على الانترنت
بحرفي (بي اس) من كلمة فلسطين بالانجليزية ليصبح لديهم اعتراف دولي
بأنهم يحيون في أرض يتشوقون إلى اعلان الدولة عليها.
ولا يمنح رمز الدول على الانترنت إلا للدول ذات السيادة فقط.
وقال أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني في كلمة خلال حفل التدشين "إن
الرمز الوطني الفلسطيني على الشبكة العالمية ليمثل منفذنا الحر... هذا
الرمز الذي نعتز بوجوده لا يتحكم به أحد سوانا ولا يحتاج إلى تصاريح
مرور ولا يحده جدار فاصل عنصري ولا تعوقه الحواجز والبوابات الحديدية
وغير خاضع للمصادرة والاستلاب."
وكان قريع يشير بذلك إلى السياسات التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي
بأوامر عسكرية في الاراضي الفلسطينية المحتلة سواء بوضع حواجز عسكرية
تباعد بين المدن والقرى وتطول المسافات بينها أو بالجدار الفاصل التي
تبنيه إسرائيل في عمق الضفة الغربية بارتفاع يصل إلى ثمانية أمتار.
ويدير مشروع مجال فلسطين على الانترنت هيئة مستقلة مكونة من الحاسوب
الحكومي والقطاع الخاص وممثلين عن مجتمع الانترنت في الاراضي
الفلسطينية وقانونيين.
وقال مروان ابو رضوان مدير الهيئة الوطنية الفلسطينية لمسميات
الانترنت التي تدير مجال الانترنت الفلسطيني لرويترز "المجال على
الانترنت هو المنفذ الوحيد للفلسطينيين إلى العالم دون اية سيطرة
إسرائيلية."
واضاف ان مستخدمي الرمز بلغ عددهم 1260 وانه من المتوقع أن يرتفع
العدد إلى 4500 مع نهاية العام الجاري.
ومضى يقول "عدد المستخدمين جيد ويفوق دولا عربية اقليمية."
ويقول مسؤولون ومختصون في تقنية المعلومات إن اطلاق هذا المجال يعد
انجازا كبيرا للفلسطينيين وله "ابعاد ومعان سياسية جيدة" بسبب منح
المؤسسة الدولية للاسماء والارقام (ايكام) المجال للفلسطينيين رغم أنه
لا توجد لهم حتى الآن دولة ذات سيادة.
واضاف قريع "لقد مرت فترة طويلة منذ بدأت ثورة المعلومات ولم يكن
هناك خلالها أي اعتراف رسمي من المؤسسات العالمية بالرمز الفلسطيني على
شبكة الانترنت وبدولة فلسطين ككيان سيادي كباقي دول العالم. لكن بجهد
أبناء الوطن ... استطعنا رغم المعارضة الشديدة من بعض الاطراف."
وألقى مسؤولون فلسطينيون باللائمة في ارجاء منح السلطة الفلسطينية
المجال على الانترنت على جماعات ضغط يهودية قائلين إنهم حاولوا منع
ابراز "عناصر سيادية فلسطينية."
ومن المؤسسات التي أصبحت تستخدم الرمز الفلسطيني على شبكة المعلومات
العالمية الوزارات والمؤسسات الحكومية ووكالة الانباء الفلسطينية
والبنك العربي وبعض الشركات الكبيرة فيما أصبح الباب مفتوحا لكافة
الشركات والافراد.
ولم تكن فكرة اطلاق المجال الفلسطيني على الانترنت جديدة لكنها
واجهت مشاكل جمة متعلقة بمن يدير المشروع واختلاف وجهات النظر بين
القطاعين العام والخاص وتواصل الصراع على حق الملكية بينهم لأكثر من
أربعة أعوام.
واقتصر المجال على مؤسسات القطاع العام في مواجهة مع مؤسسات المجتمع
المدني التي رفضت احتكار الحكومة للمشروع واتهم مسؤولون في القطاع
الخاص القائمين على المشروع في الحكومة "باهدار أموال المشروع قبل
تنفيذه."
وقال علاء علاء الدين من اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية
لرويترز إن أهم انجاز في اطلاق المجال الفلسطيني على الانترنت كان
الشراكة بين القطاعين العام والخاص "لمنع احتكار الحكومة للمشروع بعد
أن عجز مركز الحاسوب الحكومي عن اطلاق المجال على الانترنت قبل أعوام
مما دفع بالقطاع الخاص أن يحارب من أجل استقلاليته لذلك تم تأسيس هيئة
مستقلة تشرف عليه."
ويأتي تمويل معظم مشاريع تقنية المعلومات ودعم شركات أنظمة
المعلومات الفلسطينية من وكالة المعونة الامريكية. وكان الحصول على
الرمز الفلسطيني على الانترنت يحتاج إلى موافقة الادارة الامريكية لأن
وزارة التجارة الامريكية كانت الجهة الوحيد المخولة لمنح المجالات
للدول على الانترنت.
ويشهد قطاع تقنية المعلومات تنافسا شديدا بين القطاعين العام والخاص
وبين استقلالية مزودات الانترنت واحتكار الحكومة والشركات الكبيرة لبعض
الخدمات. |