يمتلك المتشدد المسلم السُني محمد علاء الدين بالفعل بندقية يقول
انها لغرض الحماية الشخصية.
وفي الجانب الآخر من مدينة طرابلس الساحلية الشمالية يسعى ابراهيم
الحايك وهو مسيحي شارك في الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990
الى شراء بندقية.
وقال الحايك الذي سلم مخزونا من الأسلحة بعد الحرب وهو يضع ابنته
الرضيعة في حجره "أريد بندقية صغيرة".
ويضيف "منذ عام 1990 لم أسع لإمتلاك سلاح لكني الآن أريده .. في
حالة حدوث شيء ما."
وقال لبنانيون مطلعون على سوق الأسلحة المشروع في طرابلس ان الطلب
على الأسلحة الصغيرة ارتفع منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق
رفيق الحريري في 14 فبراير شباط وهو الحادث الذي اثار احتجاجات كبيرة
مناهضة لسوريا.
وقالت مصادر لبنانية وفلسطينية ان أسعار الأسلحة والذخيرة في السوق
السوداء ارتفعت هي الأخرى وان البنادق الهجومية ليست متوفرة لتلبية
الطلب.
وأعلنت سوريا التي تتعرض لضغوط دولية عن خطط لسحب قواتها. لكن
الحكومة اللبناينة سقطت مما أثار أزمة سياسية قبل الانتخابات المقررة
في مايو آيار.
وأثارت المواجهة بين مؤيدي سوريا ومعارضيها مخاوف لدى اللبنانيين من
تجدد الصراع في مجتمع طائفي يقول الخبراء ان غالبية الأسر فيه مسلحة.
ووقع انفجار خلال الليل أودي بحياة ثلاثة في منطقة مسيحية بعد خمسة
أيام من إصابة 11 شخصا في انفجار آخر.
وقال بائع في أحد متاجر الأسلحة في طرابلس حيث وضعت البنادق في صفوف
داخل نوافذ العرض الزجاجية ان الطلب زاد بمعدل يتراوح بين 60 في المئة
و 70 في المئة للأسلحة المرخصة مثل المسدسات وبنادق الخرطوش.
والكثير من زبائنه يشترون أسلحة للمرة الأولى وهم رجال في العشرينات
والثلاثينات من أعمارهم يسعون لحماية أسرهم.
وقال البائع الذي طلب استخدام لقب عائلته فقط وهو ياسين "بنادق
الخرطوش يضعونها في المنازل.. يستخدمونها في كل شيء..في الصيد وتوفير
الحماية."
وتابع "الجميع خائفون الآن على متاجرهم ومنازلهم..انهم خائفون بسبب
الموقف."
وازدهرت تجارة الأسلحة أثناء الحرب الاهلية في لبنان بين عامي 1975
و1990 رغم ان الميليشيات المسلمة والمسيحية التي قسمت البلاد الى
قطاعات متناحرة تخلت بعد ذلك عن أسلحتها الثقيلة.
ولم يتم جمع الأسلحة الخفيفة مثل المسدسات والبنادق الهجومية.
وقال تيمور جوكسل وهو متحدث متقاعد باسم قوات الامم المتحدة لحفظ
السلام في لبنان "اننا نتعامل مع بلد الدولة فيه ليست قوية بما
يكفي..انها مسألة تتعلق بالبقاء على قيد الحياة."
واضاف "لا ينظر الى امتلاك الناس أسلحة شخصية على انه تهديد خطير
للمجتمع طالما انها في حيازة الأفراد. الخوف الحقيقي هو من الأسلحة
الموجودة في حيازة الميليشيات الفلسطينية أو الجماعات المنظمة."
وقالت مصادر الأسلحة اللبنانية والفلسطينية في طرابلس ان الطلب
الجديد على الأسلحة يأتي من لبنانيين ينتمون الى جميع الطوائف يسعون
الى امتلاك أسلحة خفيفة من أجل الحماية الشخصية وليس من جانب جماعات
مسلحة. اما الاسلحة الثقيلة فهي ليست معروضة في السوق.
وقال مصدر بارز بالجيش البناني حول الازمة السياسية في البلاد "هناك
توافق في الآراء بعدم اللجوء الى القوة لحل الصراع. ليست لدينا معلومات
عن عودة الناس الى التسلح .. حتى الان ليس هناك خطر كبير."
وحزب الله هو الجماعة الوحيدة المسلحة علنا بين الجماعات اللبنانية.
واحتفظت الجماعة الشيعية بأسلحتها بعد الحرب الاهلية من أجل القتال ضد
الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان الذي انتهى في عام 2000.
وتريد الأمم المتحدة وواشنطن ان يتخلى حزب الله عن أسلحته لكن
الجماعة المدعومة من ايران وسوريا ترفض ذلك قائلة ان أسلحتها موجهة فقط
الى اسرائيل وليس لمواطنيها من اللبنانيين.
كذلك احتفظ الفلسطينيون الذين لا يدخل الجيش اللبناني مخيماتهم
بأسلحتهم بعد الحرب. وأحيانا ما تقع اشتباكات داخل المخيمات لكن مسؤولا
في مخيم البداوي شمالي طرابلس قال ان الفلسطينييين "ليس لديهم جدول
أعمال عسكري" في لبنان.
وقال جوكسل انه سعيد لان الاحتجاجات كانت سلمية مُبديا اعتقاده انه
يمكن تجنب المزيد من العنف رغم الحوادث المتفرقة من تفجيرات واطلاق
الرصاص في الاسابيع الأخيرة.
لكنه اضاف ان "حادثا كبيرا أو اضطرابا كبيرا آخر يمكن ان يقلب
المائدة."
المصدر: رويترز |