التصريحات المتعاقبة من قبل الحكومة العراقية المؤقتة لاتخاذ
التدابير اللازمة والإضافية الموضوعة لإنجاح عملية الانتخابات العراقية
تبشر بأن هناك عمل جاد قادر أن يتصدى لأولئك الإرهابيين الذين يسعون
لإفشال تلك الانتخابات على اعتبارها ستقضي على مضاجع كل أعداء العراق
في الداخل والخارج.
وفضاء التوقعات لعدم إجراء الانتخابات قد أضمحل الآن إن لم يكن قد
انهزم معنوياً أمام الرأي العام العراقي خصوصاً وأن عمليات التفجير
الإرهابي قد ظهر بأن لها قيادة غير عراقية بل قيادة عربانية جاهلة
صُدّرت للعراق ضمن لعبة المؤامرة السياسية التي حيكت حبائلها خارج
العراق وتم الإيعاز لتنفيذها من قبل عناصر الشر المنافية للأخلاقيات
العربية الأصيلة بعد أن ثبت أن حالة إيواء هؤلاء المجرمين القادمين إلى
العراق تتم من قبل إرهابيي العهد الصدامي السابق وبذا لا يمكن إعفاء
هؤلاء الصداميين من أي عقاب قانوني على اعتبار بأنهم لولاهم لما استطاع
هؤلاء العربان من التواجد على ارض العراق ولو للحظة واحدة.
إن انتخابات العراق التي تحدد أن تجري في يوم الأحد القادم المصادف
30 كانون الثاني 2005م ستكون بمثابة البلسم الذي ينظر كل العراقيين
الشرفاء ليداوا به ما تعرضوا له من مظالم إبان العهد الصدامي الأسود
الذي أوصل الشعب العراقي إلى أوطئ درجات الفقر والفاقة، وهو الذي
يُعتبر أغنى بلاد في العالم من حيث خيراته المتنوعة المعروفة، ودلائل
إجراء الانتخابات في موعدها الآنف المحدد أساساً في الدستور المؤقت
للدولة المؤقتة العراقية يعني الكثير بالنسبة لرفع معنوية العراقيين
المتضررين من الحكم الصدامي الفاسد والمفسد الذي لعب أخس دور سياسي ضد
العراق والعراقيين.
والمشاركة في الانتخابات يعدو اليوم نوعاً من التعبير عن آداب
السياسة الحقة ويمكن التخيل أن في تلك المشاركة كسر لشوكة كل أعداء
العراق، وسمة ديمقراطية من سمات كل مجتمع طموح والمجتمع العراقي الذي
حرم من أي انتخابات ديمقراطية حقيقية مستبشر اليوم كثيراً بنجاح تلك
الانتخابات القادمة التي تشكل لديه أملاً كبيراً في فتح صفحة السلم
والحوار والتعاون الأخوي من أجل انبثاق دولة العراق الديمقراطية
المتطلعة لمرحلة حضارية جديدة في العراق الحديث.
أما هؤلاء الإرهابيين الذين أضحوا يعانون من تيه سياسي أكثر مما
كانوا عليه بأي مرحلة من مراحل الأحداث الجارية في العراق بيد أنهم
يهددون الشعب العراقي بالالتجاء إلى سلاح الإرهاب العشوائي ضد عموم
الناس فإن من المقدر تماماً أن عملياتهم ستنتهي حتماً عاجلاً أم آجلاً
وأن ما يقدمون به سوف لن ينسى أثره على الشعب العراقي الذي سيقدم كل
هؤلاء المجرمين إلى حكم القضاء العراقي العادل في المرحلة القادمة إن
شاء الله وعند ذاك سوف لن تفيد أعداء العراق أي عنتريات معادية. |