حذرت دراسة سياسية متخصصة من عدم مشاركة السنة في العملية السياسية
في العراق مشيرة الى ان المشهد العراقي يوضح ان السنة العرب هم الخاسر
الأكبر نتيجة لما يجرى حاليا .
واشارت الدراسة التي اعدها الباحث في الدراسات العراقية بمركز
الدراسات السياسية بالاهرام رجائى فايد الى ان الأمر يبدو وكأن السنة
يسددون ما تراكم عليهم من استحقاقات تاريخية بعد ان ظلوا على الدوام
ولسنوات طويلة مضت الفئة الأكثر تميزا في العراق سياسيا واجتماعيا.
وقالت ان السنة ظلوا أهل الثقة في ظل حكم دولة الخلافة العثمانية
سنية المذهب بسبب صراعها الطويل مع الدولة الفارسية الشيعية واستمر
تميزهم في العهد الملكي ثم في جميع العهود الجمهورية لنفس السبب خاصة
وان الجالس على حكم العراق كان سني المذهب دائما.
وعزت ما اصاب السنة الى انهم كانوا الأغلبية فى قيادات حزب البعث
السابق اضافة الى انه كان منهم من يشغل الأماكن المهمة والحساسة في
أجهزة الدولة موضحة انه لأول مرة يتذوق سنة العراق مرارة التهميش لذا
كان رفضهم القاطع للمشاركة في اي عمل سياسي لقناعتهم بان المزيد من
التهميش في الانتظار مع كل خطوة مقبلة .
واشارت الى انه عندما تم الاعلان عن الانتخابات في ال 30 من يناير
الحالي اشترط السنة جلاء القوات الاجنبية حتى يشاركوا في اي عملية
سياسية على أساس قناعتهم بأنه يصعب اجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل
وجود هذه القوات معربين عن قناعتهم بأن المقاومة كفيلة باجبار هذه
القوات على الرحيل.
واوضحت ان البعد الطائفي أسهم كثيرا وربما بالقدر الأكبر في تحديد
هذا الموقف مشاركة أو مقاطعة أو ترددا بين هذا وذاك مشيرة الى ان كل
طائفة تنظر وتبحث دون اعلان عما سيوءول اليه وضعها في خريطة العراق
السياسية المقبلة وايهما الأفضل لها ان تشارك أوتقاطع .
وقالت ان طوائف العراق الرئيسية هي السنة العرب والشيعة العرب
والاكراد قد حددت موقفها بكل وضوح من الانتخابات فالسنة اعلنوا
المقاطعة اما الشيعة فهم يوءيدونها ويقبلون عليها اما الاكراد فهم
الأكثر حماسا لها فيما دخلت باقي الطوائف كالتركمان والمسيحيين
والصابئة واليزيديين وغيرهم في تحالفات مع هذا الطرف او ذاك.
وقالت الدراسة ان شيعة العراق الذين خرجوا من تهميش الماضى الطويل
حيث وجدوا الفرصة سانحة أمامهم ليأخذوا مكانهم الطبيعى فى دولة يشكلون
فيها الاغلبية خاصة بعد ان تحققت لهم نسبة 52 في المئة من مقاعد مجلس
الحكم الانتقالي وتم الالتزام بهذه النسبة في جميع التنظيمات التي نشأت
بعد ذلك .
وقالت ان الشيعة يرون أنهم بحكم الأغلبية يستحقون اكثر من هذه
النسبة فضلا عن أن أصحاب المناصب لا يمثلون الشيعة تمثيلا حقيقيا لان
منهم الشيوعي والعلماني موقعة ان يكون للقائمة الانتخابية الشيعة والتي
أعدت بمعرفة المرجعية الغلبة في الانتخابات .
وأضافت ان أكراد العراق وهم أكثر الفئات حماسا لهذه الانتخابات
لانهم كانوا من الفئات المهمشة أكثر من غيرها قبل ان تصبح لهم مناطق
امنة عام 1991 وأصبحوا يتصدرون صورة المشهد العراقي لدورهم المشهود
السابق في تجميع قوى المعارضة وبما امتلكوا من خبرات سياسية وشبكة
نشيطة من العلاقات الدولية الوثيقة.
واشارت الى ان الاكراد يأملون في تشكيل جمعية وطنية لا تعارض
مطالبهم بل تشرع ما تحقق لهم بتدوينه فى الدستور الدائم للعراق فضلا عن
المطالب الاضافية المتعلقة بتوسيع نطاق منطقتهم بضم كركوك اليها واقرار
صيغة الفيدرالية.
واوضحت ان هموم المواطن العادي متعددة ومنها فقدان الأمن والأمان
وانقطاع التيار الكهربائي وندرة المياه الصالحة للشرب وشح النفط
الضروري للتدفئة والمعيشة وغيره من المحروقات الأخري في بلد يعوم على
بحيرة من النفط ومع ذلك سيذهب الى صندوق الانتخابات ويدلى بصوته حسب ما
تراه مرجعيته.
واكدت ان مشاركة جميع طوائف العراق في الانتخابات هي مشاركة في وضع
مواد الدستورالدائم لذلك فهي مطلوبة ولا تسيء الى وطنية اي مشارك مضيفة
ان الحكومة الموءقتة تسعى لمشاركة الجميع في الانتخابات ضمانا لشرعيتها.
المصدر: كونا |