من المرجح أن يطغى ائتلاف للشيعة على انتخابات العراق التي تجرى في
الاسبوع القادم ولكنه قد لا يحقق انتصارا ساحقا في الانتخابات كما كان
متوقعا على نطاق واسع أو يأتي منه رئيس الوزراء القادم.
وينظر على نطاق واسع للائتلاف العراقي الموحد الذي تشكل بعد مباركة
من المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني أكبر رجل دين شيعي في
العراق على أنه أقوى منافس في انتخابات 30 يناير اول انتخابات عراقية
تعددية منذ نحو 50 عاما.
ويمثل الشيعة نحو اكثر من 65 في المئة من سكان العراق وأصدر
السيستاني فتوى تلزم كل مؤمن بالتصويت وهي خطوة من المرجح أن تزيد من
الدعم الذي يلقاه الائتلاف حتى بالرغم من أنه لم يؤيده رسميا.
وأشار البعض الى أن الائتلاف الذي يضم 228 مرشحا من الممكن أن يحقق
أغلبية في المجلس الوطني المؤلف من 275 مقعدا.
ولكن مصادر دبلوماسية غربية تعتقد أن الائتلاف لن يصل الى هذا الحد
وسيحصل على نحو 40 في المئة من الاصوات وهي نسبة تظل كافية لجعله أكبر
تكتل.
ويتزامن هذا الرأي مع نتيجة استطلاع أجراه موقع على الانترنت
للناخبين العراقيين المحتملين.
وقال دبلوماسي مقيم في لندن طلب عدم نشر اسمه «الجميع متأكدون من أن
قائمة السيستاني ستستأثر بالانتخابات ولكن الحسابات لا تدعم هذا...السيستاني
له شعبية كبيرة للغاية هذا صحيح ولكن ليس كل شيعي يتطلع اليه للحصول
على الارشاد منه.» ويشير الدبلوماسي ومصادر
أخرى في بغداد الى التقليد العلماني الذي ذاع طويلا في العراق ويقولون
انه في حين أن الائتلاف العراقي الموحد من المحتمل أنه لا يقدم الكثير
من رجال الدين كمرشحين أو يركز على القضايا الدينية ولكن الناخبين
يدركون أن الاحزاب الدينية تهيمن عليه.
وحتى ان كان أغلب العراقيين من الشيعة يجلون السيستاني فليس من
المرجح أن يصوت جميعهم لصالح الائتلاف العراقي الموحد.
وقد شن ساسة من الشيعة والسنة حملة لزعزعة مصداقية الائتلاف وصوروه
على أنه جماعة مدعومة من ايران تهدف الى تحويل العراق الى الحكم الديني
الشيعي وهو ما ينفيه زعماء الائتلاف بشدة.
وفي حين أن مثل هذه الانتقادات ينقصها الدليل فيما يبدو فقد يكون
لها أثر على قرار التصويت الذي يتخذه العراقيون القوميون الذين يناصبون
ايران العداء من الناحية التاريخية.
كما أن الائتلاف العراقي الموحد لديه الكثير من المنافسين من السنة
العرب والاكراد والتحالفات العلمانية بين مجموعة محيرة من 111 حزبا
وائتلافا تخوض الانتخابات.
ويعتقد دبلوماسيون غربيون ان أكبر حزبين كرديين أعلنا خوض
الانتخابات بقائمة واحدة من المرجح أن يتصدرا المركز الثاني بعد
الائتلاف العراقي الموحد وسيحصلان على نحو 20 في المئة من
الاصوات.ويتوقف هذا على درجة مشاركة السنة التي من المرجح أن تتقلص
نتيجة التهديد باستخدام العنف.
وتحيط علامات استفهام كثيرة بالمركز الثالث في الانتخابات خاصة بما
أن من الصعب للغاية توقع نسبة الاقبال على الانتخابات ولكن بعض
الاستطلاعات تشير الى أن قائمة رئيس الوزراء اياد علاوي العلمانية سوف
تبلي بلاء حسنا.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان علاوي الشيعي في مركز يسمح له بالاحتفاظ
بمنصبه كخيار توافقي حتى اذا لم تفز قائمته.
وبمجرد انتخاب المجلس سيختار الرئيس ونائبي الرئيس ثم سيختار رئيسا
للوزراء لتشكيل الحكومة.ولا يتعين أن يكون أي منهم عضوا في المجلس.
ومن المتوقع تكرار التركيبة العرقية والدينية للمناصب الكبرى في
الحكومة المؤقتة بمعنى أن يتولى منصب الرئاسة سني عربي وان يكون نائبا
الرئيس كرديا والاخر شيعيا وأن يكون رئيس الوزراء شيعيا.
واذا ما تصدر الائتلاف العراقي الموحد القائمة فسوف يكون في مركز
قوة يتيح الاحتفاظ لاحد أعضائه بأي من منصبي نائب الرئيس وقد يكون عبد
العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والعضو
البارز في الائتلاف.
ولكن دبلوماسيين غربيين يعتقدون أن التحالف لا يمتلك المرشح الملائم
لتولي منصب رئيس الوزراء.
اذ ينظر للحكيم وغيره من كبار أعضاء الائتلاف ومن بينهم حسين
الشهرستاني على أنهم ليسوا علمانيين بالدرجة الكافية أو أنهم شديدو
القرب من السيستاني أو من غير المرجح أن يقبلوا مطالب الاكراد باقامة
نظام اتحادي.
ويقول دبلوماسيون أيضا ان المصداقية انتزعت بصورة كبيرة من أكثر
أعضاء الائتلاف علمانية وهو أحمد الجلبي بعد الخلاف الذي دب بينه وبين
واشنطن ومع الحكومة المؤقتة.
وقد يكون أعضاء الائتلاف وبعض المسؤولين الامريكيين في بغداد بشكل
غير معلن يدركون أن علاوي هو الانسب لشغل هذا المنصب.
المصدر: وكالات |