يعيش العراقيون هذه الأيام بغبطة بالغة وهم يشاهدون ويلمسون..
القوائم المتبارية لكسب نتيجة الانتخابات التي ستجري في البلاد بعد أن
عانوا من حالة خنق الأصوات والحريات إبان مرحلة حكم الفريق السياسي
الصدامي الجلف الذي لو كان بمقدوره سحب الهواء من الجو عن أنفاس الشعب
العراقي لفعل ولكن..!
وهذه الـ(لكن) التي تعني أن عهد صدام وفريقه السياسي المشبوه
والمعادي لشعب العراق قد انتهى وكل من انتمى إليه يشعر الآن بصورة أكثر
بمدى الخزي والعار الذي لحق به شخصياً إذ من المعلوم أن هؤلاء الأوغاد
هم الذين شكلوا اليد الإرهابية لإبادة العراقيين وسلب ابسط حرياتهم
الآدمية وتأتي اليوم أجواء الانتخابات في البلاد مناسبة عظيمة لتذكر
بما كان قد حرمهم منه النظام السابق بوقت يسود فيه شعور طاغٍ لدى أفراد
المجتمع العراقي ويتساءل بعضهم لماذا سيطر كل الشر لدى الصداميين
الأنجاس ولم يحكموا البلاد بصورة طبيعية في حين كانت كل الفرص مهيئة
لذلك؟!
ويأتي الجواب الشافي من الواعين الذين لا يتهيبون من قول الحقيقة
ليعرف الشعب العراقي ذلك لأن قيادة انقلاب سنة 1968م وعصابة التنظيم
السياسي فيها كانوا في الأصل عملاء للمستعمر التقليدي الذي كان يدير
الأمور السياسية الشنيعة منذ انقلاب ذات الفريق السياسي الذي وصل إلى
الحكم بقدرة شيطانية في الانقلاب الأول سنة 1963م والسبب الثاني الممكن
الإشارة إليه أن جواسيس انقلاب 1968م من رئيس ونائبه وقياديين فيه
وكوادر مشبوهين هم الذين كان قد تم اختارتهم استعمارياً بحيث أستطاع
هؤلاء من إخضاع الذين دونهم في المرتبة السياسية – التنظيمية لهم وبذلك
فإن أي منتظم للتنظيم السياسي الصدامي كان ينفذ الخطط الاستعمارية –
الإمبريالية كـ(خادم نذل) حتى وإن كان غير جاسوس وبذاك فقد تساوى في
التنظيم السياسي الصدامي من حيث الأداء الاستعماري الجواسيس ورفاقهم
اللاجواسيس علناً.
واليوم فلأن الدعايات السياسية للانتخابات العراقية قد انتقلت إلى
مرحلة النور حيث أن كل قائمة أصبح لها دُعاتها ويمارسون الترغيب
لانتخاب أصحابها ويأملون الفوز فإن ما يميز هذه القوائم والتعريف بها
أنها أخذت تنشر برامجها التي تستلزم بتنفيذها بعد الفوز.
وتسعى من جانبها كل قائمة مرشحة لتؤكد على تلبية كل المطالب الحيوية
التي تمس الوضع العراقي العام وتدفعه إلى الأمام في ظل ظروف بناء
الدولة الجديدة في العراق على أفضل الأسس بما في ذلك التأكيد على
الاحتفاظات الرئيسية كتحقيق الرخاء للمجتمع العراقي ونيل السيادة
الكاملة واستثمار عائدات البلاد وبالذات النفط لتطوير البلاد ومما لوحظ
من قوائم الدعاية أن معظمها قد تعهد على النضال على العمل لانسحاب
القوات المتعددة الجنسيات من العراق وفقاً لجدول زمني وهذا ما يزيد
الثقة أكثر بكل قائمة رفعت مثل هذه الشعار بصورة جدية. |