يتطلع العراقيون في المهجر بعد اغلاق مراكز تسجيل الناخبين للمشاركة
في الانتخابات العراقية المقبلة يوم الثلاثاء ابوابها الى الدخول في
عهد جديد من الديمقراطية والحرية بعد زوال الدكتاتورية التي جثمت على
صدورهم لسنين طويلة وحرمتهم من ممارسة ابسط حقوق المواطنة .
وفي ظاهرة لم تعهدها الاجيال الجديدة من العراقيين او بالاحرى كانوا
محرومين منها قسرا تدفق العشرات من ابناء الجالية العراقية في ايران
نحو دوائر الاقتراع لتسجيل اسمائهم تمهيدا للتصويت في الانتخابات
المزمع اجراؤها نهاية الشهر الجاري بالنسبة لعراقيي المهجر.
وليس من الغريب ان ترى امرأة تجاوزت الستين من العمر او شيخا كبيرا
قطعوا مسافات طويلة لعدم تواجد مراكز للاقتراع في مناطقهم التي
يقطنونها ليصلوا بانفسهم الى المدن التي يتوفر فيها دوائر للتسجيل حيث
دخل اكثر من ثلاثة آلاف عراقي مدينة قم الايرانية وحدها للادلاء
باصواتهم لعدم توفر مراكز للتسجيل في مدنهم كمدينة كاشان ويزد وكرمان
واراك.
ويرى الكثير من الناخبين ان حضورهم مراكز الاقتراع يمنحهم نوعا
الارتياح والشعور باعادة الذات والهوية التى سلبت منهم بالقوة من قبل
النظام العراقى البائد حيث يعتز هوءلاء بهويتهم العراقية حتى وان
اكتسبوا جنسية بلد اجنبي آخر.
فيما يرى البعض الاخر ان عدد الناخبين الذين سجلوا حتى الان فى
المهجر بصورة عامة اقل بكثير مما كان يتوقع حيث يحملون المنظمة الدولية
للهجرة مسوءولية احجام اعداد كبير من المواطنين عن التسجيل بسبب قلة
دوائر الاقتراع في البلد الذين يقيمون فيه او عدم وجودها اساسا فى بعض
الدول الاخرى كالنرويج وفنلندا وغيرها من الدول الاوروبية.
وقال مدير احد مراكز تسجيل الناخبين في العاصمة الايرانية طهران
السيد عباس نعمة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "ما لمسناه حتى
الآن هو الاصرار على المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات والاحساس
بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تقرير مصيرهم والقيام بهذا الواجب
الوطني".
واضاف نعمة انه نتيجة لهذه الاعداد المتزايدة يوما بعد اخر فقد تم
تمديد فترة التسجيل ليومين آخرين كي يتمكن الجميع من المشاركة في
التسجيل والاقتراع مشددا ان "القواسم التي تجمع العراقيين هي اكثر
بكثير من المسائل التي يختلفون عليها".
واشار الى الشروط التي يجب توافرها في الناخب من حيث كونه عراقي
الجنسية اولا ومن مواليد العراق اضافة الى اصطحابه لوثيقتين ثبوتيتين
تحمل احداهما صورة شخصية له كجواز سفر صادر من العراق او من بلد المهجر
بشرط ان يكون له الحق في استعادة او اكتساب الجنسية العراقية مستقبلا.
واكد انه يتم منح الناخبين الذين تقدموا لتسجيل اسمائهم وثيقة صادرة
عن منظمة الهجرة الدولية تعطيهم الحق القانوني للمشاركة في الانتخابات
العراقية الوطنية المقرر اجرائها اواخر الشهر الحالي ودونها لا يمكن
للناخب ان يدلي بصوته في الانتخابات.
وذكر بالاجراءات الصارمة التي تم اتخاذها للحفاظ على شفافية
الانتخابات ونزاهتها مؤكدا ان "هذه الاجراءات تهدف لمشاركة العراقيين
فقط في هذه الانتخابات وليس رعايا دول اخرى".
وقال ان "كافة الموظفين الذين يعملون في مراكز التسجيل تم انتقائهم
من قبل المنظمة الدولية للهجرة ومستقلين لا تربطهم صلات بجهات او احزاب
سياسية او دينية ولا يحق لهم التدخل في توجيه الناخبين من خلال الدعاية
لجهة معينة او حزب دون غيره" مؤكدا "التزام الحياد هو مبدأنا الرئيسي".
واضاف ان "المنظمة ومن اجل طمأنة الجميع من عملية الاقتراع خصصت
مقاعد للمراقبين وكل من يرغب في الاشراف على نزاهة العملية الانتخابية
للحيلولة دون حدوث اي تلاعب باصوات الناخبين او التشكيك بنتائجها".
ويوجد في العاصمة الايرانية طهران وحدها مركزين للناخبين والاقتراع
حيث ينبغي على كل شخص مراجعة هذين المركزين مرتين من اجل تسجيل اسمائهم
وتقديم اوراقهم الثبوتية ومرة اخرى للاقتراع في نفس المركز.
واشارت آخر الاحصاءات الرسمية الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة
الى تسجيل اكثر من 188 الف عراقي في المهجر اسمائهم للمشاركة في
الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها ما بين الفترة من 28 حتى 30 من
الشهر الجاري من بينهم اكثر من 40 الف شخص سجلوا في ايران وحدها.
المصدر: كونا |