قبل شهر من الانتخابات العامة العراقية المقررة في 30 الشهر الحالي
قرر الجيش الأميركي والحكومة العراقية تكثيف العمليات ضد المسلحين،
ونشر مائة ألف رجل لضمان الأمن خلال هذه الانتخابات، كما أوضح مسؤولون.
وعدد الجنرال ارف ليسل مساعد مدير عمليات الجيش الأميركي المخاطر التي
تهدد الانتخابات قائلا «سيحاولون (المسلحون) عرقلة العملية بمهاجمة
المسؤولين والمرشحين العراقيين في الانتخابات، وستجري محاولات للهجوم
على مكاتب الاقتراع».
وقال المسؤول الكبير في المفوضية المستقلة للانتخابات عادل اللامي،
إن «نحو مائة ألف من رجال الشرطة والحرس الوطني سينشرون في 30 الشهر في
جميع أنحاء البلاد لحماية مكاتب الاقتراع».
واعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء الماضي أن من الضروري
إجراء الانتخابات في الموعد المقرر لا سيما إثر تحريض زعيم تنظيم «القاعدة»
أسامة بن لادن على مقاطعتها.
وتأمل الحكومة العراقية والجيش الأميركي في أن لا يمنع خطر حدوث
هجمات الناخبين عن التوجه إلى مكاتب التصويت.
وقال الجنرال ليسل «يمكن إجراء الانتخابات اليوم في 16 من 18 محافظة،
والأخريان هما نينوى (شمال) والأنبار (غرب)». وأضاف «في المناطق التي
لا تنعم بالأمن مثل الفلوجة والرمادي والموصل، نتخذ إجراءات فعالة ضد
المتمردين لتهيئة الأجوا لعقد الانتخابات». ونشرت قوة إضافية من 500
جندي أميركي في بغداد استعدادا للانتخابات ليصل عدد الجنود المنتشرين
في العاصمة إلى 34 ألفا، كما أفاد الجنرال الأميركي جيفري هاموند.
والأحد الماضي صرح الجنرال جون أبي زيد، أعلى الضباط الأميركيين
رتبة في العراق، بأن تعزيزات من الجنود الأميركيين والعراقيين سترسل
إلى الموصل قبل الانتخابات. ونقلت شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية
الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين، أن العدد الإضافي للجنود في
الموصل، قد يصل إلى ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف.
وقال الجنرال ليسل إن القوات الأميركية والمفوضية المستقلة
للانتخابات ووزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، تضع اللمسات الأخيرة
على خطة أمنية لحماية الآلاف من مكاتب الاقتراع. وأوضح أن الجيش
الأميركي سيقوم بـ«دور الداعم»، وسيقدم «قوات تدخل سريع ودعما لقوات
الأمن العراقية».
وأشار إلى أن الشرطة والحرس الوطني سيتوليان الحماية المباشرة
لمكاتب الاقتراع، وسيتم حظر مرور السيارات في المناطق القريبة التي
ستغلق للوقاية من اعتداءات متحملة.
وتذكر هذه الإجراءات الأمنية بتلك التي طبقت في مدينة كربلاء
الشيعية (وسط) خلال ذكرى عاشوراء في مارس (آذار) الماضي، إلا أن تعزيز
الأمن لم يحل دون قيام انتحاريين بتنفيذ اعتداءات دامية أوقعت نحو مائة
قتيل في هذه المدينة.
وفي إشارة إلى هذه الاعتداءات، أبدى اللامي إدراكه للمخاطر التي
تهدد الانتخابات، وقال «اننا نضعها في أذهاننا، وعلينا العمل على توقع
غير المتوقع».
من جهته أكد سكرتير عام الامم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية
الامريكي كولن باول اليوم ان الانتخابات العراقية ستجري في 30 يناير
المقبل كما هو مخطط لمصلحة العراق وشعبه.
وقال باول للصحافيين عقب اجتماعه مع عنان "اجرينا حوارا جيدا عن
الانتخابات العراقية المقبلة..ونحن ملتزمون باجراء هذه الانتخابات لأن
الحكومة العراقية المؤقتة ترغب باجرائها ولأن الشعب العراقي يرغب بفرصة
لاختيار قيادته الجديدة".
من جانبه قال عنان "حظينا بفرصة للحديث عن الوضع في العراق
والانتخابات المقبلة والجهود التي نقوم بها لمساعدة اللجنة الانتخابية
العراقية لضمان ان كل شي جاهز تقنيا لاجراء الانتخابات في موعدها".
وأوضح كلا الجانبين انهما بحثا حاجة الامم المتحدة والولايات
المتحدة للتعاون والتنسيق بشأن الجهود الوطنية والدولية باكبر فعالية
ممكنة في مواجهة كارثة زلزال سومطرة وآثاره.
وتطرق باول الى زيادة المساعدة الامريكية لضحايا الزلزال عشرة أضعاف
لتصل الى 350 مليون دولار بالقول انها "اشارة الى الكرم الامريكي
ولكنها ايضا اشارة الى الحاجة ليس فقط لاغاثة عاجلة بل لجهود اعادة
بناء على المدى الطويل".
ووصلت المبالغ التي تعهدت بها الدول المانحة حتى الآن الى 2ر1 مليار
دولار وفقا لمساعد سكرتير الامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند. |