مع أن الإرهابيين في العراق الآن ليسوا بأمس الحاجة إلى تصعيد
عملياتهم الإجرامية ضد الآمنين من أبناء العراق إلا أن ما لا ينبغي
إغفاله أن هذه العمليات ما هي إلا تنفيذ لفصل من المؤامرة الكبرى
المحاكة استعمارياً ضد الشعب العراقي والوطن العراقي.
بيد أن تصعيد عمليات الإرهاب الحالية تتزامن تماماً مع قرب إجراء
الانتخابات الشاملة لاختيار أعضاء المجلس الوطني الذي سيختار بدوره
انتخاب الحكومة العراقية الثابتة ويشرع بإصدار دستور دائم للعراق ولأن
مثل هذه المكاسب هي قادمة حتماً لأرض الرافدين فإن ذلك ما يصدع رؤوس كل
أعداء العراق الداخليين والخارجيين كما ويمكن ربط سبب التزامن الآنف
بتزامن آخر ألا وهو الشروع العملي باستجواب القضاء العراقي لأزلام
النظام الصدامي السابق كل بحسب إدانته القانونية الواضحة التي بموجبها
سيتم اتخاذ إجراءات المحاكمة بكل منهم، خصوصاً وأن الحكومة العراقية
المؤقتة كانت موفقة تماماً من ناحية فسح المجال لحضور محامي الدفاع عن
أولئك المجرمون ففي يوم السبت 18 كانون الأول الجاري 2004م نقلت وكالات
الأنباء والفضائيات الإعلامية خبر استجواب كل من (علي حسن المجيد)
المعروف بلقب: (علي كيمياوي) و(سلطان هاشم) وهما من أزلام ذاك النظام
الذي شغل بإجرامه الواسع ضد شعبه الرأي العام العالمي بوقت سمع فيه
لحضور محاميهما اللذان حضرا أثناء استجوابهما.
أن أخبار الإرهاب المتصاعد أخذ المنحى الخسيس القديم إذ طالت عمليات
تفجير السيارات المفخخة خلال الفترة
الماضيين المدن المقدسة كربلاء والنجف إضافة لاستمرار العمليات في معظم
المدن الرئيسية العراقية كالعاصمة بغداد والبصرة والموصل وكركوك
وبعقوبة وغيرها وكان المستهدف الأول من تلك العمليات الجبانة هم
المواطنون العاديون الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل إذ كان بينهم نساء
شعبيات وأطفال وشيوخ مسنين وتقول آخر الأنباء أن عشرات الضحايا قد
فارقوا الحياة نتيجة لتلك العمليات العشوائية وخصوصاً ما حدث يوم السبت
18 كانون الأول بكربلاء ويوم الأحد 19 كانون الأول في النجف وهما
المدينتان المقدستان عند عموم المسلمين.
إن خونة الشعب العراقي من المنتمين إلى التنظيم السياسي الصدامي
السابق وبمساعدة خونة الشعب العربي الذين دخلوا العراق لفرض تنفيذ
المؤامرة الإرهابية في العراق ويساعدهم ذلك بعض الجهال من المدعين
إعلان الجهاد الإسلامي ضد العراق هم في المحصلة الأخيرة ليسوا محصلين
لا لشعب العراق ولا للشعب العربي ولا لمبادئ الإسلام.
إلا أن ما يبعث على الأمل حقاً أن مسيرة الانتخابات قد بدأت وسوف
تنجز لصالح الأمم العراقية التي تستظل تحت اسم العراق الديمقراطي
التعددي وإن كان الثمن الذي سيدفع لذلك غالٍ. |