من مهازل السياسة في العراق أن من الحثالة الذين يصلون أحياناً إلى
دست الحكم يحاولوا أن يمثلوا على الشعب وربما الرأي العام العربي أو
الدولي وكأنهم أكفاء ومخلصون لإدارة شؤون البلاد لكن الصورة في واقعها
تظهر العكس دوماً.
قضايا كثيرة أدعاها الفريق السياسي الصدامي بدءً من رفع شعارته
الداخلية الطنانة وانتهاءً بتحرير الوطن العربي من القوات الأجنبية
التي كان يسميها بالإمبريالية والصهيونية حتى إذا ما أنجلى نور الحقيقة
ولو بوقت متأخر على بعض الغشمة ظهر أن الفريق السياسي المذكور يعمل
وفقاً لخطة مدروسة وإن بدت غبية في نظر الواعين من الشعب العراقي.
ومن مصائب السياسيين الأوغاد في العراق من نموذج صدام والبكر أن
خطاباتهم النكرة التي كانوا يوجهوها للشعب العراقي أنهم يبدون وكأن
قضية الشعب العراقي تهمهم بينما كانت الطبقة السياسية المثقفة المستقلة
تعلم أن دماغ صدام وصنوه البكر قبله ما هي إلا رمي الرماد في العيون.
ولأن أحداً لم يكن يتوقع إلى أن ما حدث للشعب العراقي كاد أن يخطر
كل شيء في العراق فإن من الغرابة أن يبتلي العراقيون حتى بعد أن حكم
القدر وأزيل حكم صدام الفاشي عن الحكم سواء بالاتفاق الأجنبي معه أم لا
فإن أعضاء الفريق الصدامي ممن لم يتم التعرف على دورهم الإجرامي بعد
أضحوا أبواقاً تجدد الدعوة لمحاسن حكم صدام وتحاول تجميل جرائمه لا بل
وتحاول أن تقنع الرأي العام وكأن صدام وفريق سرسريته كانوا أناساً
أبرياء من كل جرائم تصفية ما ناهز الأربعة ملايين من مواطنين العراق.
هذا في حين لم يتحفظ بعض مرتزقة النظام الصدامي من العربان أن
يصوروا وبلا أدنى حياء شخص صدام ويدخلوه إلى (عالم الأسطورة) بالوقت
الذي يصنفه شعب العراق على كونه ليس رئيساً حكم العراق بالنار والحديد
والإرهاب العشوائي بل لم يكن أكثر من لاعب سيرك في لعبة السياسة
الاستعمارية الجارية في العراق ولذا مثلما كان الغش السياسي في شخص
صدام عدم جواز إبداء دفاعه عن شعب كان يقتل أبناؤه الأبرياء دون سبب
وبذات الوقت يظهر على شاشات التلفاز العراقي ليكيل المديح للشعب
العراقي ضمن أداء دوره في تلك اللعبة التي انكشف سرها وعلنها.. فإن شعب
العراق لم يعد بحاجة لأي عضو في عصابة الحكم الصدامي كي يعرّف
العراقيين أن حكم صدام والمحيطين به كانوا يعاملون العراقيين بشفافية
فجرائم النظام المقبور ما تزال ماثلة أمام الرأي العراقي العام قبل
الرأي العام العربي الذي مازال يتخبط لمعرفة أكثر لدى بعض شخوصه حول
حقيقة هوية النظام الصدامي.
إن العراق اليوم وعلى علات التواجد العسكري من قبل المحتلين للعراق
يبشر من حيث المبدأ أن تصورات ستتم بعد الانتخابات لتحديد وضع البلاد
مع المحتلين ورسم صورة لمستقبل أفضل مع كل من أمريكا وبريطانيا إذا ما
التزمتما بوعودهما من أجل تحقيق عراق سلمي يبشر بالتعددية والديمقراطية
والسلم ويبقى العراق الآن بحاجة ماسة لتحديد نوع العلاقة مع كل الدول
الأجنبية التي تتعامل معه ضمن إطار سيادة العراق وإقامة علاقات متكافئة
مع كل من يمد يد المصافحة للعراق والعراقيين. |