دعا زعماء شيعة عراقيون الشيعة الى التحلي بضبط النفس بعد تفجير
مزدوج ضد مركزين للشيعة يوم الاحد استهدف اشعال حرب أهلية.
وأدى الهجومان في النجف وكربلاء الى مقتل وجرح العشرات قبل ستة
اسابيع من الانتخابات المقرر أن تجرى في 30 يناير كانون الثاني القادم
والتي ستمنح الاغلبية الشيعية التي تشكل 60 بالمئة من السكان سيطرة
لاول مرة في تاريخ العراق الحديث.
واتهم زعماء الشيعة الدينيون والسياسيون المتشددين السنة المعروفين
بالسلفيين أو الوهابيين واعضاء في حزب البعث الذي كان يحكم العراق
بتصعيد الهجمات ضد الشيعة لاغرائهم للانخراط في العنف وتعطيل
الانتخابات.
واستنكر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي التفجيرات التي وقعت في مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة
والتي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى. ودعا الشعب العراقي الكريم إلى
الصبر وعدم الانجرار في دوامة العنف الطائفي الذي هو من أهداف هؤلاء
المتطرفين والمخربين. وقد طالب سماحته الجهات المسؤولة بتشديد
الاجراءات الأمنية وخاصة في مدن العتبات المقدسة، للحيلولة دون تكرار
هذه الحوادث الأليمة.
وقال محمد بحر العلوم وهو واحد من رجال الدين الشيعة الذين يحظون
باحترام لرويترز ان المتشددين السنة واعضاء البعث يحاولون اشعال حرب
أهلية طائفية للحيلولة دون اجراء الانتخابات في موعدها. وأشار الى أنهم
فشلوا من قبل وسيفشلون مرة أخرى.
وأضاف ان الشيعة ملتزمون بعدم الرد على العنف الذي لن يؤدي الا الى
العنف وأنهم مصممون على الانتخابات وهذا هو ما أوضحه اية الله علي
السيستاني.
ولعب السيستاني وهو أكبر مرجعية دينية شيعية في العراق ويدافع عن
اللاعنف دورا مهما في منع الشيعة من الرد على الهجمات التي تلقى
مسؤوليتها على السنة والتي استهدفت رجال دين وأناسا عاديين جنوب بغداد.
وحتى حركة الصدر التي يتزعمها رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذي
تحدى سلطة السيستاني المولود في ايران قالت ان الثأر عمل يفتقر للحكمة.
وقال علي الياسري مسؤول الاتصال السياسي ان الحرب الاهلية ستكون
جحيما وأشار الى وجود توافق على عدم الرد.
وقال حيدر العبادي وهو مسؤول سياسي كبير في حزب الدعوة الشيعي انه
جرى استهداف كربلاء والنجف يوم الاحد نظرا لاهميتهما الرمزية لدى
الشيعة ولانه من المتوقع أن تمضي الانتخابات بسلاسة هناك.
وأضاف العبادي ان الوهابيين حصلوا على معلومات من البعثيين لتنفيذ
هذه المجزرة وشكا من غياب الامن في المناطق الواقعة بين المدينتين
الشيعيتين وبغداد التي تقع على بعد مئة كيلومتر شمالا.
وقال انهم يحملون الحكومة مسؤولية التأخر في تحقيق الامن في مناطق
مثل اللطيفية. لكنه اشار الى أن الرد الشيعي لن يتجاوز تشكيل فيالق
للدفاع المدني للمساعدة في الحفاط على السلم وتقوية الجماعة.
وهاجم الوهابيون كربلاء في القرن الثامن عشر وأصبح لهم وجود في
العراق منذئذ. وقمعتهم قوات صدام حسين العلمانية لكنهم ظهروا بعد أن
أطيح به ويعتقد أنهم من بين المقاتلين المناهضين للقوات التي تقودها
الولايات المتحدة.
ويحمل الشيعة ابناء المذهب الوهابي المسؤولية عن مقتل عشرات من رجال
الدين الشيعة والشيعة العاديين في الدورة وهو حي مختلط في بغداد
واللطيفية جنوبي العاصمة العراقية مباشرة في الاشهر الاخيرة.
ويتوقع الشيعة المزيد من الهجمات.
وأشار حيدر الموسوي المسؤول بحزب المؤتمر الوطني العراقي وهو حزب
علماني يقوده أحمد الجلبي الى عدم وجود قاعدة للوهابيين في جنوب العراق
تمكنهم من شن عمليات عسكرية ضد المواقع الحكومية لكن أهدافا مثل
الاسواق والمزارات تظل سهلة نسبيا.
وقال ان الزعماء الشيعة والسنة متفقون على أن العنف لن يكون في
مصلحة العراق ككل. |