بين مناسبة زوال نظام صدام وفريقه السياسي وعملية التغيير التي حدثت
في العراق منذ نيسان 2003م ما زالت محنة العراقيين تحاط بأحابيل من
الانتهاكات التي لم تكن متوقعة أن تكون أيضاً في ظل الحكم البديل الذي
أخذ زمام الأمور في البلاد.
فقد كان لتراخي القوى الدولية الغربية الأنكلو أمريكية التي أنجزت
مهمة التغيير عسكرياً والذي بدى في عدم الإسراع بمحاسبة أركان النظام
الصدامي المشبوه الأثر أن يستجمع العديد من خونة الشعب العراقي من
المنتمين للفريق الصدامي السياسي الذي كان قد تحكم بمصير البلاد
والعباد طيلة ما قارب الأربع عقود دفع ثمن مآسيها شعب العراق من نفوسه
وأمواله ومستقبله أيضاً بسبب السياسات الرعناء التي انتهجها النظام ضد
الشعب العراقي بحيث لم يكد يأخذ النفس من حدث إلا وأدخله ذاك النظام في
دوامة مشكلة جديدة سواء من خلال زج العراق بحروب مع الجوار أو بشن حرب
في الداخل العراقي ضد كل من لم يؤيد جرائم النظام العلنية والسرية –
المباشرة واللامباشرة.
واليوم وبعد مرور ما ناهز السنة والنصف على زوال النظام الصدامي
وفريقه السياسي وتجميد كل المشاريع السياسية والاقتصادية خصوصاً التي
بهما يعود وجه العراق المشرق فإن طرح موضوع تأجيل الانتخابات العراقية
بوسائل الإعلام العربية وبالذات تلك التي تهتم كثيراً بالشأن العراقي
لاعتبارات مجهولة ولكن ليس بدون ما يتسرب من معلومات إلى شعب العراق.
إن إجراء الانتخابات في وقتها المعلن والمؤكد على تنفيذ فقرة من
فقرات الدستور المؤقت والمقرر لها تاريخ الثلاثون من شهر كانون الثاني
2005م القادم سيعتبر مكسباً لا بأس به وعلى اعتبار أن الانتخابات هي حق
مشروع هو الآن من أولويات توجه الحكومة العراقية المؤقتة وأن الحديث
الإعلامي الذي يدلي به هذا أو ذاك وبالذات بعض مواقع الفضائيات
الإعلامية حيث أدعى العديد من العربان على ضرورة إجراء الانتخابات
وقالوا بالحرف الواحد – ولكن ليس الآن وأوعزوا آرائهم بالاستناد إلى
تصاعد العمليات الإرهابية والتي مازال بعض هؤلاء العربان ودون الرجوع
لشعب العراق يسموها بـ(المقاومة) متناسين أن ضحايا العراق من النظام
الصدامي قد تجاوز الملايين دون توضيح للأسباب الحقيقية.
إن شعب العراق واستناداً لشرائح طيبة عديدة مازال يحذوها الأمل
للظفر ببلاد تحكمها الديمقراطية الشعبية ومن أولويات الطموح الشعبي
العراقي الآن هو إتمام الانتخابات في موعدها المحدد فحرام وألف حرام أن
تهمل حقوق شعب العراق الذي يريد أن يقول بصوت عال: نعم للانتخابات..
ولا.. لتأجيلها. |