مشاكل العراق ما تزال على أشدها والباحثون عن مجد زائف من خيراته
مازالوا يشكلون النسبة العظمى من أعداء الشعب العراقي ومستقبل العراق
الذي يتأرجح الآن بين خطى التقدم أو التراجع أضحى هو الآخر خاضعاً
للمجهول وهذا ما جعل القضية العراقية تستأثر باهتمام أكبر دون بقية
مشاكل العالم.
فخلال أكثر من ثلاثة عقود التي هي عمر النظام الصدامي وفريقه
السياسي المشبوه الذي أستطاع توصيل أكثر المستويات الاجتماعية في
العراق إلى درجة (أقل من الصفر) بعد أن فرض تخريب وحصار النفوس قبل
البلاد بأخسى وأعتى أساليب البطش والمصادرة للحقوق حتى أن أزلام النظام
السابق الملاينين استطاعوا تعميم المجاعة على أهل العراق والذي كان
يخالف ما تريده السلطة من خنوع دائم لكل المواطنين كقطع الآذان والألسن
والأيادي وتنفيذ حكم الإعدام بالمواطنين لأتفه الأسباب ما جعل كل شرفاء
العراق يتساؤلون هل من حل لمشكلة العراقيين؟ بيد أن مثل هذا السؤال بقي
نابضاً في الشارع العراقي ولكن بغضب هادئ. والمتابعون للوضع العراقي
حالياً يعرفون تماماً ما حل بالعراق إبان العهد الصدامي المقبور الذي
نفذت حكومته أشنع خطة استعمارية ضد شعب العراق انتقاماً من حضاريته
وتماسك الشخصية العراقية التي كانت مضرب الأمثال في المجتمع العربي قبل
غيره.
وإذ يلوح راهناً في الأفق العراقي أن الظفر بالحرية الحقيقية هي
اليوم قاب قوسين أو أدنى من قبل العراقيين فهذا ما تسبب بتحريك القوى
المعادية لطموحات العراقيين كي يحولوا دون إجراء الانتخابات الشاملة
المزمع إجراؤها في نهاية شهر كانون الثاني 2005م القادم إلا أن هناك
تلاحماً معنوياً مع شعب العراق أمسى يظهر على لسان كبار بعض المسؤولين
في العالم العربي بمن فيهم البعض ممن كان له أدواراً ضد مصالح الشعب
العراقي أثر سقوط نظام صدام وزمرته.
ومما يمكن الإشارة إليه أن نظرة شاملة للوضع العراقي والوعي بما
يحدث لتخريبه خلف الكواليس الدولية وذيولها من الحكومات التابعة أضحت
اليوم أموراً عادية فبعيداً عن تصريحات التضامن الكاذبة مع شعب العراق
فإن معظم الحقائق قد انكشفت ولم يعد هناك مجال لتمرير مزيد من الأكاذيب
على الشعب العراقي رغم أن ظروفه السياسية يمكن تشبيهها بـ(الإعصار
المؤقت) فبعض المناطق شبه الهادئة التي تحولت إلى ساحات للاشتباكات أثر
تنشيط العمليات الإرهابية التي تزامنت مع التذكر بحسب ما نشرته أكثر من
صحيفة بحسب ما نشرته صحيفة (الاتجاه الآخر) منذ فترة في عددها (177)
بأن أكثر من (20) مليار دولار قد اختفت من عائدات بيع النفط العراقي.
وما يمكن التوسع بتفسير ذلك أن لاحتمال ذهاب هذا المبلغ الكبير إلى
جيوب الإرهابيين وارد بنسبة عالية وأن حكومات ما تحاول إبداء حالة
التوافق مع الوضع العراقي الحالي ولكن لا يستبعد أن تكون طرفاً في
إيداع تلك المبالغ لديها سراً. |