نشرت تعزيزات للشرطة والحرس الوطني العراقي يوم الخميس في مدينة
كربلاء المقدسة لدى الشيعة بعد يوم من انفجار قنبلة أدت إلى مقتل عشرة
واصابة أكثر من 30 من بينهم رجل دين شيعي بارز.
وذكر سكان أن المزيد من نقاط التفتيش أقيمت خلال الليل في وسط
كربلاء كما نشرت وحدات اضافية من الحرس الوطني عند مشارف المدينة.
ووقع هجوم يوم الاربعاء مع بدء حملة الانتخابات العراقية وهي أول
انتخابات منذ الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
ويبدو أن الانفجار كان يستهدف الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهو رجل
دين شيعي يعد من المقربين للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي
السيستاني والذي اصيب في ساقيه ونقل إلى المستشفى.
وقال أطباء إن الكربلائي يرقد في الرعاية المركزة بعد أن أصيب
بشظايا في ساقيه. وقتل أربعة من حراسه في الانفجار الذي وقع بينما كان
الكربلائي يسير من مكتبه إلى ضريح الامام الحسين القريب.
وكان عدد كبير من المصابين من أصحاب المتاجر والمارة. والمنطقة
المحيطة بمرقد الامام الحسين كلها شوارع ضيقة تمتليء بالمتاجر
والمتسوقين.
ولم يعلن أحد مسؤوليته على الفور إلا أن مساعدا للكربلائي قال إن
رجل الدين كان المستهدف في الهجوم. كما أن وقوع الانفجار في اليوم
الأول لبدء الحملة الانتخابية بدا كرسالة سياسية.
وأشرف السيستاني على تشكيل تحالف للشيعة يخوض الانتخابات العراقية
المقررة التي تجري يوم 30 يناير كانون الثاني ومن المتوقع أن يخرج
منتصرا من الانتخابات معززا القوة السياسية الجديدة للشيعة بعد عقود من
تعرضهم للقهر تحت حكم صدام.
ويعيش السيستاني الذي له أتباع كثيرون بالعراق في النجف وهي مدينة
مقدسة أخرى لدى الشيعة تقع إلى الجنوب الشرقي من كربلاء. وله ممثلون
يتبعون تعاليمه الدينية في كربلاء الواقعة على بعد 110 كيلومترات جنوب
غربي بغداد.
ويشكل الشيعة 60 في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 26 مليونا
لكن رغم كونهم اغلبية لم تكن لهم قوة سياسية تذكر. ويخشى عدد كبير من
السنة الآن الذين كانوا يسيطرون على البلاد وقت حكم صدام أن تشهد
الانتخابات القادمة نهاية لهيمنتهم.
وأدان الحزب الاسلامي العراقي وهو أكبر حزب سني في العراق والذي هدد
من قبل بمقاطعة الانتخابات محاولة الاعتداء على حياة الكربلائي وحذر
العراقيين من الانزلاق إلى صراع طائفي.
وقال في بيان "الحزب الاسلامي العراقي يدين ويرفض كل أعمال الارهاب
والتخريب" ضد شعب الامة العراقية بكل فصائله وطوائفه.
وأفتى السيستاني بأنه على كل شيعي أن يدلي بصوته في الانتخابات وهي
خطوة ستدعم على الارجح التحالف الذي شكله. ويبدو أن تفجير الاربعاء لم
يكن يستهدف فقط ترويع الكربلائي لكن أيضا الناخبين.
لكن سكان كربلاء قالوا يوم الخميس إنهم لن يرضخوا للتهديد ولن
يخيفهم العنف.
وقال علي حمادي (45 عاما) وهو سائق سيارة أجرة "الانتخابات يجب أن
تجري في موعدها. هذه رغبة الشعب. الأعمال الارهابية في كربلاء والمدن
الاخرى لا تزيدنا إلا تصميما واصرارا على الانتخاب."
وقالت نوال حيدر (35 عاما) وهي تقف أمام المدرسة التي تدرس فيها
أنها ستنتخب مهما كان الوضع الأمني.
وقالت "هذه الهجمات لن تمنعنا من التصويت. الانتخابات هي أحسن حل
لمشاكلنا."
وحذرت الولايات المتحدة والسلطات العراقية من تصاعد أعمال العنف في
الفترة التي تسبق الانتخابات.
ولدى الاعلان عن التحالف الذي يدعمه السيستاني في بغداد الاسبوع
الماضي احجم المسؤولون عن الاعلان عن أسماء أكبر المرشحين خوفا على
حياتهم. وقتل مسؤول واحد على الأقل من حزب الله في العراق منذ الاعلان
عن ترشيحات الحزب.
ولدى الأقلية السنية التي كانت مهيمنة في نظام صدام شكوك إزاء صلات
الشيعة في العراق والشيعة في إيران. كما تشعر الولايات المتحدة أيضا
بالقلق من أن يتحول العراق الى دولة اسلامية معادية تدور في فلك إيران.
والسيستاني رغم أنه إيراني المولد الا انه يختلف مع رجال الدين في
إيران ويقول بالفصل بين الدين والدولة.
وتعرضت المواقع القريبة من مزارات كربلاء للهجوم في السابق.
ففي مارس آذار وقع هجومان انتحاريان قرب ضريحي الامام الحسين
والامام العباس أثناء احتفال ديني هام مما أدى إلى مقتل أكثر من 90
زائرا. وتزامن الهجوم مع انفجار في مزار شيعي ببغداد قتل فيه أكثر من
80 شخصا.
وألقي باللوم في الانفجارات المنسقة على الاردني أبو مصعب الزقاوي
حليف القاعدة ونظر إليها على أنها محاولة لغرس بذور الفتنة الطائفية.
كما قتل 19 شخصا في كربلاء قبل حوالي عام في هجوم استخدم فيه
انتحاريون عربات ملغومة وبنادق آلية وقذائف مورتر على مبان حكومية
وقواعد عسكرية أجنبية.
المصدر: رويترز |