صرح إياد علاوي رئيس وزراء الحكومة العراقية المؤقتة أن أزلام
النظام الصدامي سيمتثلون أمام القضاء العراقي في غضون
هذا الأسبوع.
وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية تصريح علاوي الذي يمكن اعتباره
عربوناً مؤكداً لمحاكمة صدام الوشيكة، كما يعتبر هذا التوقيت السابق
لموعد إجراء الانتخابات السياسية في العراق بعد (6) أسابيع موفقاً لأنه
سينسف ركناً كبيراً من أركان العنجهية الإرهابية التي أخذ بتصعيدها
مؤخراً أزلام النظام وداعميه من جهلة العربان الذين كانوا وبقوا
وسيبقوا أعداء تاريخيين لشعب العراق ووطن العراق.
ولعل ضمان تراجع العمليات الإرهابية الجارية في العراق والمدعومة
معنوياً ومالياً وسلاحياً من قبل قوى الشر والعدوان سيكون له الأثر
الفعال في التمهيد لإجراء انتخابات عراقية ناجحة إذ من الواضح تماماً
أن تصعيد العمليات الإرهابية في العراق منذ أيام وحتى اليوم فيه تحد
واضح ويعتبر بمثابة رسالة عداء ضد شعب العراق من قبل أولئك الإرهابيين
والمرتزقة.
هذا وكانت بعض الإذاعات المشهورة ومنها إذاعة لندن B.B.C قد خصصت
يوم الثلاثاء نشراتها الموجزة ونشراتها الرئيسية مساحات واسعة لتكرار
تصريح علاوي كما قام برنامج (حديث الساعة) ومدته ساعة باختيار محور (محاكمة
صدام) التي ربما سيمتثل مع أزلامه في قفص الاتهام.
وحيث أن الأضواء الإعلامية مسلطة على شخص صدام أكثر من غيره وأن
جهات الإعلام لا يهمها أن تتبنى مواقف تنسجم مع السوية الإعلامية
ومبادئ الإنصاف على الغالب فإن ما لا يمكن الاختلاف عليه أن أحد أهم
غاية من جراء تصعيد العنف في العراق لا يبتعد عن التفسير بأن ذلك يهدد
إجراء الانتخابات وبمعنى إلغائها.
وما يخشى من الوضع الداخلي العراقي الآن أن يتحقق الغاية الأكبر من
عمليات الإرهاب التي تستهدف حتماً إعادة الحكم الصدامي السابق إلى
الواجهة السياسية في العراق ولو بصورة رمزية بعد أن تناقلت الأنباء غير
المؤكدة أن محاكمة صدام سوف لن تجري قبل حلول سنة 2006م، هذا وبوقت
ارتفعت فيه مجدداً نعرة تقسيم العراق إلى ثلاث دول هي دولة كردية في
الشمال ودولة سنية عربية في الوسط ودولة شيعية في الجنوب كما تطرقت
لهذا الموضوع بعض الصحف العراقية المحلية.
إن في تقديم مجرمي العهد الصدامي البغيض إلى محكمة عراقية عادلة
تجاوباً لمطلب شعبي إذ أنه بزوال هؤلاء الطغمة وتجريعهم الحكم العادل
بهم سوف تسد الأبواب بوجه كل الخطط التي تستهدف حياة الشعب ووحدة أراضي
وطنه فعملاء النظام السابق ومرتزقته من العربان الجهلة بائعي الضمير
سوف لن يجدوا سبباً كبيراً للاستمرار بإنقاذ من سيعاقب وفقاً للقانون
خصوصاً وأن الأمل قوي جداً أن تكون المحاكمات علنية وهذا ما سيتيح فرصة
تاريخية حقيقية ليعرف الرأي العام العربي أكثر من غيره من هم هؤلاء
المجرمون وماذا عملوا بحق شعبهم خدمة لأعداء العراق الخارجيين
الاستعماريين إذ من المعلوم أن الفريق السياسي الصدامي كان ينفذ خطة
استعمارية ضد شعب العراق وما ساعد على ذلك أن عناصر ذلك الفريق قد
اختيروا من قطعان أولاد الشوارع. |