عام مضى على العراقيين وصدام حسين في السجن .. فما الذي تغير أم أن
الامر لم يختلف؟
في ديسمبر الماضي أخرج صدام حسين وهو أشعث أغبر من حفرة تحت الارض
في منطقة غير بعيدة عن مسقط رأسه في تكريت ومن حينها وهو في قبضة
القوات الامريكية.
وأشاد الرئيس الامريكي جورج بوش بهذه الخطوة قائلا إنه يتوقع محاكمة
خصمه اللدود وادانته والحكم عليه بالاعدام مضيفا أن الامر متروك
للمحاكم العراقية.
وقال بوش في خطاب عبر التلفزيون بعد يوم من اعتقال صدام حسين في 13
ديسمبر كانون الاول "في تاريخ العراق انتهى عصر من الظلام والالم.
"لقد تحقق الأمل. يمكن لكل العراقيين الآن أن يتحدوا معا ويرفضوا
العنف ويشيدوا عراقا جديدا."
وخلال ذلك العام قتل المسلحون من الأمريكيين مثلي عددهم في الفترة
التي سبقت اعتقال صدام كما قتل الاف العراقيين. وثمة مخاوف من أن تقوض
الفوضى والعنف الانتخابات يوم 30 يناير كانون الثاني.
ولا يبدو أن أمل بوش في محاكمة صدام يقترب من التحقق رغم تعهدات
متكررة من المسؤولين العراقيين في هذا الشأن.
لقد بدا الأمر ورديا يوم قال بول بريمر حاكم العراق حينئذ "سيداتي
سادتي لقد اعتقلناه."
وكان يعتقد حينئذ أن القبض على صدام سيخمد المواجهات ويحرم المسلحين
من زعيم وممول.
وقال الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية الامريكية إن
اعتقال صدام حسين وجه إلى التمرد "ضربة نفسية هائلة ستؤتي ثمارها بمرور
الوقت."
وفي الأسابيع التالية بدا أن نشاط المسلحين في تراجع. لقد تراجعت
الهجمات على القوات الأمريكية إلى 17 هجوما يوميا من 50.
وزادت ثقة القادة في أنهم يحققون تقدما.
وفي يناير كانون الثاني قال الميجر جنرال راي اوديرنو قائد فرقة
المشاة الرابعة الذي نالت قواته التقدير لاعتقالها صدام ان التمرد "يجثو
على ركبتيه" الآن وان الحاصل الآن مجرد "تهديد متقطع".
وأضاف "أعتقد أنه في غضون ستة أشهر. اعتقد أن الامور ستكون طبيعية
إلى حد ما."
ولقد بدت الثقة مثل عدوى.
قال الميجر جنرال تشارلز سواناك قائد الفرقة 82 المحمولة جوا "بانتظام
نعتقل أو نقتل أولئك الذين يوجهون التمرد."
وكان سواناك مسؤولا عن المنطقة الغربية في العراق التي تضم مدنا مثل
الفلوجة والرمادي. وبعد شهر من تصريحاته تلك سقطت الفلوجة في أيدي
المسلحين ثم استردتها القوات الامريكية بعد هجوم كاسح في الشهر الماضي.
ومازال القتال مستمرا.
واتسع نطاق التمرد وزادت حدته واجتذب مجندين جددا واكتشف طرقا جديدة
لضرب القوات الامريكية وقوات الامن العراقية المتحالفة معها.
وحتى في العاصمة يصعب أن يمر يوم بدون تفجير سيارة أو هجوم للمسلحين.
وفي بعض المناطق ومن ضمنها شارع حيفا في وسط بغداد توجد معاقل التمرد.
في غمرة ذلك تثور تساؤلات حول مصير صدام.
قال مسؤولون عراقيون إنهم يعتقدون أنه يمكن ادانة صدام واعدامه
بحلول يوليو تموز الماضي. وظهر صدام في المحكمة حيث أبلغه القضاة
بالتهم الموجهة إليه.
إلا أنه منذ ذلك الحين لم يتم فيما يبدو احراز تقدم كبير. ثم جرى
تغيير سالم الجلبي رئيس المحكمة الخاصة التي تشكلت لمحاكمة صدام.
وبدأ المحققون فقط تمحيص الادلة.
وقال أياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت في أغسطس آب إنه يريد الاسراع
بالاجراءات وأكد ضرورة أن تبدأ محاكمات صدام وأعوانه بنهاية العام.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في المحكمة الخاصة للتعليق يوم السبت
إلا أن مسؤولا في السفارة الامريكية قال إنه سيحث السلطات العراقية من
أجل الاعداد لبيان بمناسبة ذكرى اعتقال صدام لايضاح طبيعة المرحلة التي
وصلتها محاكمته. وليس من الواضح متى يمكن أن يصدر هذا البيان.
لقد كان عاما طويلا.
المصدر: رويترز |