بعد شهور من اهماله من جانب الولايات المتحدة واستبعاده من حسابات
منافسيه باعتبار انه استُنفد سياسيا عاد أحمد الجلبي الى الحياة
السياسية بالعراق.
وظهر الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي الذي ضم خصوم صدام حسين في
المنفي كوسيط مهم في القائمة الانتخابية الرئيسية للاغلبية الشيعية
والتي يمكن ان تهيمن على انتخابات الثلاثين من يناير كانون الثاني
القادم.
وقال مطلعون على القائمة ان الجلبي استغل صلاته مع المرجع الشيعي
الاعلى اية الله علي السيستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير للمساعدة في
تشكيل قائمة انتخابية غالبيتها من الشيعة تحظى بدعم السيستاني.
وقال الجلبي في مقابلة مع رويترز ان القائمة ليست بشأن حكم ديني او
جمهورية اسلامية في العراق ولكنها تعنى بالديمقراطية وتمثيل الشعب
العراقي.
ووفقا للنظام الانتخابي لعراق مابعد الحرب سيتم اعتبار العراق منطقة
انتخابية واحدة. وسيصوت الناخبون وفقا لنظام القوائم. وسيحدد عدد
الاصوات التي تحصل عليها كل قائمة عدد المرشحين الذين سيحصلون على
عضوية المجلس الوطني المؤلف من 275 مقعدا. ووفقا لذلك النظام تحظى
الاسماء المتقدمة في الترتيب بفرص اعلى في الانتخاب. ويحتل الجلبي
الترتيب العاشر على القائمة الشيعية.
وتتضمن القائمة الشيعية التي تسمى بالائتلاف العراقي الموحد مستقلين
سيحدون من نفوذ احزاب اسلامية مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة
الاسلامية في العراق الذي تاسس في ايران عام 1982.
ويتصدر عبدالعزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للشيعة القائمة وياتي
أسم ابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة بين الاسماء الخمسة الاولى على
القائمة.
وعلى الرغم من التمثيل الطائفي في قمة الائتلاف قال الجلبي ان
الاعتبارات العملية ستحكم تعامل الشيعة مع واشنطن.
وقال انه يتوقع ان يسعى المجلس المنتخب للتوصل لاتفاق مع الولايات
المتحدة يحدد الوضع القانوني لقواتها في العراق وجدول زمني للانسحاب.
وقال الجلبي انه لاتوجد رغبة لدى المدرجين على القائمة للدعوة
لانسحاب مفاجيء وغير مسؤول للقوات الامريكية من العراق.
وكان الجلبي الذي جمع في وقت من الاوقات أعداء صدام حسين تحت مظلة
المؤتمر الوطني العراقي اوثق قادة المعارضة العراقية اتصالا بواشنطن.
وانضم الى الاصوات المنتقدة للسياسة الامريكية في العراق بعد سنوات
حظى خلالها بتأييد وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون). وأصدر قاض
عينته الولايات المتحدة في اغسطس اب مذكرة اعتقال بحق الجلبي في
اتهامات بتزييف اموال.
وعاد الجلبي الذي اعتبره خصومه في حكم المنتهى سياسيا وقتذاك من
ايران لمواجهة الاتهامات التي اسقطت فيما بعد. و تم انزال رتبة القاضي
الذي اصدر الاتهامات ضد الجلبي.
ويرجع الفضل جزئيا في عودة الجلبي للحياة السياسية الى تحالفه مع
الامام الشيعي الشاب مقتدي الصدر المعارض للولايات المتحدة والذي تحدي
المؤسسة الشيعية التي يقودها السيستاني والحكومة.
ولاتتضمن قائمة الجلبي التي يدعمها السيستاني الصدر او ايا من
مساعديه ولكن الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الامريكية خلال العام
الحالى رشح عدة أشخاص للقائمة.
ورغم ان السيستاني لم يدعم القائمة علنا الا انها تشكلت تحت اشرافه
وقال حسين الشهرستاني احد اعضاء اللجنة المؤلفة من ستة اعضاء برئاسة
السيستاني والتي تولت تشكيل الائتلاف قال ان السيستاني راض عنها.
وقال الجلبي ان السيستاني لعب دورا مهما للغاية في تهدئة الوضع
بالعراق.
وأضاف ان دور السيستاني كان مهما جدا في الجمع بين الناس وانه ليس
لديه نية لاستخدام نفوذه المباشر على السياسة العراقية.
وعلى كل حال اصدر السيستاني فتوى قال فيها انه يجب على جميع الشيعة
الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وقال الجلبي وهو استاذ جامعي سابق في الرياضيات انه يتوقع ان تحصل
القائمة التي تضم 228 مرشحا على الاغلبية في المجلس.
وخلت القائمة بشكل لافت للنظر من اسم رئيس الوزراء العراقي المؤقت
اياد علاوي ابن عم الجلبي ومنافسه. وشكل علاوي ائتلافا خاصا به يضم
مسؤولي الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة.
وقال الجلبي انه حتى اذا انتهت الانتخابات بفوز الشيعة بعد سنوات من
حرمانهم من السلطة السياسية في العراق فانهم سيتصرفون بنبل.
وقال الجلبي ان القضايا الجوهرية في العراق لن يتم تقريرها عن طريق
الاغلبية الطائفية. وقال انه يجب ان يتم الاتفاق عليها بين كل طوائف
العراق. وأضاف ان الدستور سوف يعكس هذا الاجماع.
المصدر: رويترز |