قالت المفوضية العليا للانتخابات العراقية ان 70 حزبا سياسيا من
بينها جماعة سنية بارزة هددت من قبل بمقاطعة الانتخابات قدمت قوائم
بأسماء مرشحيها في الانتخابات التي تجري في 30 يناير كانون الثاني.
وقال فريد أيار المتحدث باسم المفوضية خلال اتصال هاتفي مع رويترز "هناك
تسعة لوائح انتخابية تم تقديمها حتى الان للمفوضية وتم تسجيلها
والمصادقة عليها" وهو ما يعني ان هناك 79 كيانا على الاقل تعتزم
المشاركة في الانتخابات.
وأضاف أيار انه اضافة الى هذه القوائم "هناك عدد اخر من القوائم
الانتخابية التي تم تقديمها في وقت سابق من قبل بعض الكيانات السياسية
وهي ليست لوائح ائتلافية بل لوائح مستقلة."
وصرح بان من بين هذه اللوائح المستقلة "قائمة قدمها الحزب الاسلامي
العراقي تضم 275 اسما وهو الحد الاعلى المسموح به." واردف ايار ان
تقديم الحزب الاسلامي العراقي قائمة انتخابية يعني "وهذا رأيي الشخصي
ان الحزب الاسلامي ينوي المشاركة في الانتخابات."
ولم يبق سوى يوم واحد على اغلاق باب الترشيح للانتخابات التي يختار
العراقيون خلالها اعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 275 عضوا يتولون
مهمة وضع دستور دائم للعراق وتعيين حكومة جديدة.
وقال أيار ان القوائم الكاملة للاحزاب والمرشحين سيعلن عنها في 20
من ديسمبر كانون الاول الجاري.
وفي الانتخابات المنتظرة وهي اول اقتراع ديمقراطي يشهده العراق خلال
عقود ستعامل البلاد كأنها دائرة انتخابية واحدة. وسيدلي الناخبون
باصواتهم على القوائم وستوزع مقاعد المجلس الوطني على هذه القوائم بناء
على الاصوات التي تحصل عليها.
وكان الحزب الاسلامي العراقي وهو أكبر حزب سني في البلاد هدد في
السابق بمقاطعة الانتخابات ان لم تؤجل ستة اشهر بسبب الاوضاع الامنية
غير المستقرة.
كما قدمت تسع قوائم ائتلافية من بينها قائمة مشتركة قوية بزعامة
شخصيات بارزة من الاغلبية الشيعة التي تعرض أبناؤها للقمع لفترة طويلة.
وقال المتحدث فريد أيار لرويترز ان القوائم الكاملة بما في ذلك
أسماء المرشحين سيعلن عنها في 20 من ديسمبر كانون الاول الجاري.
وحظيت الدعوة الى تأجيل الانتخابات بتأييد 17 حزبا سنيا وعلمانيا
على الاقل بما في ذلك حزب يقوده رجل الدولة المخضرم عدنان الباجه جي
وهو وزير خارجية سابق كان في الخارج ابان حكم صدام حسين. وقالت هذه
الاحزاب ان الناخبين في المناطق السنية سيتعرضون لقدر هائل من الترويع
سيحول دون مشاركتهم في التصويت.
بيد أن أيار قال انه يتوقع أن يقدم تجمع الديمقراطيين المستقلين
الذي يتزعمه الباجه جي قائمته يوم الاربعاء.
وقال مسؤول بالحزب الاسلامي العراقي انه لا يزال يأمل في تأجيل
الانتخابات.
وأبلغ فؤاد الراوي رويترز أنه في حالة عدم تأجيل الانتخابات فسوف
يدرس الحزب موقفه من المشاركة مشيرا الى أنه لا يمكن اعتبار هذا الموعد
مقدسا.
لكن شيعة العراق الذين يشكلون 60 في المئة من السكان مصممون على
اجراء الانتخابات في موعدها. ومن المتوقع بشدة أن تضمن لهم الانتخابات
النفوذ السياسي المتزايد الذي حصلوا عليه منذ بدء الحرب.
وأصدر المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله علي السيستاني بيانا
دينيا يطالب خلاله الشيعة بالتصويت.
واتفق السياسيون الشيعة على قائمة مؤلفة من 228 مرشحا تضم الحزبين
الشيعيين الرئيسيين في العراق وهما حزب الدعوة الاسلامية والمجلس
الاعلى للثورة الاسلامية في العراق فضلا عن حزب الله العراقي وعدد من
الاحزاب الشيعية العلمانية.
كما تضم القائمة التي تحظى بدعم السيستاني والتي يطلق عليها اسم "التحالف
العراقي المتحد" الاكراد الشيعة واحدى القبائل السنية العربية النافذة
والاقلية التركمانية وأحزابا مسيحية.
أما الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي خاضت ميليشيا جيش المهدي
التابعة له معارك مع القوات الامريكية في وقت سابق هذا العام فليس من
بين المرشحين لكن بعضا من أنصاره رشحوا أنفسهم كمستقلين على ما يبدو.
وقال عبد الهادي الدراجي المتحدث باسم الصدر ان حركة الصدر لن تشارك
في العملية الانتخابية القادمة لكنه أشار الى أنها في الوقت ذاته لن
تقاطعها. وأضاف أن الامر متروك لكل فرد بحسب مدى قناعته بنزاهة العملية
الانتخابية.
كان رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي وهو شيعي علماني قد قال
انه مصمم على اجراء الانتخابات في موعدها المقرر ومن المتوقع أن تقدم
جماعة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها قائمتها خلال مؤتمر صحفي يوم
الاربعاء.
وهذا الاسبوع قالت صحيفة المؤتمر التي تصدرها جماعة المؤتمر الوطني
العراقي بزعامة أحمد الجلبي الذي كان ذات يوم حليفا للولايات المتحدة
ان هناك ثلاث قوائم رئيسية ستتنافس في الانتخابات وهي قائمة السيستاني
التي تضم الجلبي وقائمة "حكومة" علاوي والائتلاف الكردي.
وقال الحزبان الكرديان الرئيسيان اللذان كانا خصمين لفترة طويلة
وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني انهما
سيخوضان الانتخابات بقائمة واحدة لكنهما لم يتقدما بها رسميا حتى الان.
وينتمي أغلب الاكراد للطائفة السنية.
وقالت الصحيفة ان قائمة علاوي قد تتضمن العديد من وزراء حكومته مثل
وزير الدفاع ووزير الصناعة ووزير الدولة للأمن القومي.
المصدر: وكالات |