ربما ستؤدي لعبة الإرهاب في العراق إلى ثلاث خاسرين أولهم بريطانيا
التي استعمرت العراق ردحاً من الزمن ثم أمريكا التي امتازت بكونها
الوجه المحتل الأكثر صلادة للتعامل مع الإرهابيين وغير الإرهابيين على
خلفيات لا تبشر بقرب إفرازها بأن المواطنين العاديين هم ينبغي أن لا
يجروا إلى داخل حلبة الصراع مع عصابات الإرهابيين فلكل من المواطنين
والإرهابيين مفترق طريق لا يلتقيان فيه على شيء أما الخاسر الأكبر من
كل ما حدث في العراق منذ انقلاب 1968م ولحد الآن فهو الشعب العراقي.
أفكار خاطئة وكثيرة تجول في الخاطر عند تحليل الوضع العراقي
و(التصيد بالماء العكر) بات ديدن القوى الإرهابية التي اختلطت عليها
الأمور بنفس القدر الذي اختلطت فيه عند قوى الاحتلال حتى ليفهم من
طريقة تنفيذ عمليات الإرهاب ضد مواطني العراق والأبرياء من أطفال ونساء
وشيوخ الذين لا يفرق بينهم وبين الإرهابيين من قبل قوى الاحتلال
الأنكلو – أمريكي ليمكن الاستنتاج منه أن الأمر في خلاصته لا يعدو أكثر
من (لعبة سياسية) قادتها الحقيقيين هم ممن يقبعون في إدارة الدولتين
بريطانيا وأمريكا وأن أبطالها الغشمة الذين يتم الضحك على ذقونهم هم
أفراد جيشي الاحتلال الآنفين من جهة والعصابات الإرهابية من جهة مقابلة
وبذا فإن كلاً من أفراد قوى الاحتلال وأفراد عصابات الأفراد ومن حيث لا
يدروا ينفذون خطة مرسومة لكل طرف أن يؤدي دوره فيها وإلا ما معنى أن
يتم تغير الحكم في العراق الذي حدث في نيسان 2003م بعد أن وجهت لذاك
الحكم الذي قاده صدام حسقيل التكريتي على رأس فريقه السياسي المعروف
لدى الرأي العام الراقي كونه فريق مؤلف من خونة الشعب العراقي ومن ليس
لهم أي تاريخ سياسي مشرف في البلاد.
إن عراق اليوم وبعد مرور زهاء سنتين على تغير الحكم الذي وصفته
إعلاميات لندن وواشنطن على لسان كبار مسؤوليها بأنه أسوأ حكم شهدته
منطقة الشرق الأوسط عبر كل تاريخها الحديث أن يعاد النظر لإعادة
الاعتبار و(دون تمحيص دقيق) لعناصر شهد الشعب العراقي كونهم من عتاة
السلطة الصدامية الغاشمة إذ تنقل الأخبار المؤكدة بأن عشرات المئات
وربما الآلاف ممن كان له دور إرهابي أو دور تسهيلي للإرهاب الذي كان
معتمداً في نهج السلطة الصدامية الإجرامية أن أعيدوا إلى وظائفهم
السابقة.
إن ما يخشى الآن على ساحة العراق أن يكون الرابح الأخير مما حدث هم
عناصر الإرهاب الذين يشكلون تؤأمان للعمل الإرهابي سواء الذين كان قد
تم إبان العهد المباد أو ما يتم حالياً بمساعدة هؤلاء بهذه الفترة بعد
أن منح الأخيرون فرصة ذهبية لأعمالهم السابقة ورفعت عنهم قيود الرقابة
التي تكاد أن تكون غير موجودة أو غير فاعلة الآن في العراق.
إن شبح الإرهاب وبحسب تقديرات الواعين من أبناء العراق الغيارى
يؤكدون ظهور الإرهاب كـ(كتلة سياسية مسلحة) تعمل الآن على إلغاء كل ما
تحقق من مكاسب للعراقيين بعد نيسان 2003م وأن العراق الذين يسيروا الآن
نحو الهاوية رغم عدم الاعتراف الرسمي بذلك ينتج لتصعيد عمليات الإرهاب
العشوائي فيه لحري من الانتباه ورفض أي خضوع للمفارقة السياسية الجارية
في العراق. |