لاحظ المراقبون للأوضاع العراقية أن تصعيداً لعمليات الإرهاب
العشوائي قد حدثت تزامناً مع انعقاد مؤتمر (شرم الشيخ) بمصر حول مستقبل
العراق الذي أصدر بياناً بهذا المعنى يوم 24 تشرين الثاني 2004م الجاري.
ومن المكاسب السياسية الممكن تفعيلها لصالح العراق التي نجح بها
مؤتمر شرم الشيخ أنه نقل مجموعة الاتصال العربية مع الحكم العراقي
لتلافي الموقف الإرهابي المتناشط مؤخراً في العراق إلى مجموعة دولية
ضمت الدول الصناعية الكبرى وكذلك إشراف هيئة الأمم المتحدة حول مجمل
الأوضاع العراقية ومتابعة إقامة نظام ديمقراطي تعددي يمثل جموع
العراقيين تمثيلاً سليماً.
وأعداء العراق سواء كانوا من خونة الشعب العراقي من المنتمين
للتنظيم السياسي الحزبي المأجور أو كانوا من مرتزقة العروبة المزيفة
القادمة فلولهم من بعض البلدان العربية ولعل من الصدفة الحسنة الممكن
الإشارة إليها أن أياً من هؤلاء الفريقين المحسوبين على العراق
والعروبة بلا أي مناسبة هم كـ(أشخاص) منبوذين لدى مجتمعاتهم وقد
اختاروا طريق إثارة القلاقل في العراق مما أثار ذلك سؤالاً مازال قائماً
وينص: إذا كان هؤلاء يدعون أنفسهم كـ(مقاومين) فلماذا لم يذهب هؤلاء
لساحة فلسطين وينصروا الفلسطينيين العُزّل الذين يتعرضون لماكنة القتل
العشوائي الإسرائيلي كما يشاهد ذلك الرأي العام العالمي كل ذلك يومياً
على شاشات التلفزة الفضائية وغيرها.
إن تصعيد عمليات الإرهاب في العراق مؤخراً وإبداء قدر متطرف أكثر من
المعتاد أمام حالة ضعف إبداء مواجهة قاصمة ضد العصابات الإرهابية من
قبل الحكومة العراقية المؤقتة قد ساهم في التفكير بمبادرة تنقذ البلاد
من هذا الوضع المزري إلا أن ما ظهر من تأثير القوى الظلامية في العراق
أن إحدى غايات تصعيد العمليات الإرهابية هو عدم استبعاد نشاط حزب البعث
في العراق كي يعاد له الاعتبار ويتم غض النظر عن جرائم عصاباته ضد
الشعب العراقي طيلة فترة حكمه الإرهابي الذي ساد على ساحات العراق بشكل
غير معقول.
إن المتمعن جيداً في قرارات قمة شرم الشيخ في الدعوة لمشاركة كل
الجهات السياسية العراقية في الانتخابات المزمع إجراؤها في يوم 30
كانون الثاني 2005م القادم وما يخشى من تعبير الجهات السياسية العراقية
أن يكون المقصود منها إشراك فلول النظام الصدامي الإجرامي السابق في
الانتخابات الذي إذا ما تم فسيعني اعترافاً رسمياً من قبل العراقيين
بالحزب الذي قتل أبناء الشعب وأباد عوائل عن بكرة أبيها دون أي سبب إذ
غالباً ما كانت تتم تصفيات الناس لأسباب مزاجية من أجل تخويف الآخرين.
وهناك مبادرة سياسية قام بها الدكتور عدنان الباجه جي ودعى فيها إلى
لقاء سياسي عاجل حضره في بيته مؤخراً مندوبون عن زهاء (16) حزب مؤخراً
وأسفر اللقاء عن رفع التماس إلى الحكومة العراقية المؤقتة كي تُرجئ
موعد الانتخابات لستة أشهر وحتى تتاح الفرصة الملائمة لإفشال عمليات
الإرهاب بشكل نهائي إلا أن بياناً صدر عن مكتب رئيس الوزراء إياد علاوي
أوضح أن الإجراءات لصيانة عملية الانتخابات الشاملة التي ستقرر انتخاب
رئيس دائم لجمهورية العراق وانتخاب أعضاء المجلس الوطني ستتم بوقت واحد.
ويمكن اعتبار تصريح علاوي كبلسم شافٍ بشرط أن لا ينظر لإعادة أي اعتبار
للفريق السياسي الصدامي السابق الذي خان قضية الشعب العراقي خيانة
علنية إن الدرس العراقي لا يسمح أن تعاد الكرّة ويوضع المجتمع مرة أخرى
تحت رحمة عصابات مافيا صدام حسقيل التكريتي والاحتمالات ما زالت مفتوحة
على إنجاح الانتخابات من قبل المخلصين للعراق. |