بعد يوم من الاعلان عن رغبة 17 حزبا سياسيا وحركة نسائية في تأجيل
موعد الانتخابات، اعرب اكثرية العراقيين الذين استطلعت «صحيفة الشرق
الأوسط» آراءهم عن تأييدهم لاجرائها، فيما قال ما يزيد قليلا عن الثلث
منهم انهم يؤيدون التأجيل.
وشمل استطلاع «الشرق الاوسط» اكثر من مائة شخص تم الاتصال بهم
عشوائيا بشكل مباشر او عبر الهاتف. وكانت نسبة الذين يطالبون باجراء
الانتخابات في موعدها المحدد 59%، والذين يؤيدون التأجيل 35 %، بينما
رفض 6 % الادلاء بآرائهم. وكان من اللافت لدى اجراء الاستطلاع ان
الجميع بشكل عام لم يترددوا في تقديم اجابة واضحة وقال رأيه بشكل صريح
في اجواء مليئة بالانفجارات واطلاقات النار.
وبين موقف الاحزاب التي طالبت بالتأجيل وموقف المفوضية العليا
للانتخابات التي تمسكت باجرائها في الموعد المحدد، كان اكثر من اربعة
عشر مليون عراقي يتابعون من على شاشات التلفزيون الاعلانات اليومية حول
آلية عمل الانتخابات المقبلة بشيء من الترقب والخوف نتيجة للاوضاع غير
المستقرة للبلاد، ومعهم حوالي ثلاثة ملايين عراقي يقيمون في الخارج كان
من المؤمل ان يشاركوا في هذه الانتخابات.
يقول علي كاظم «ان الاحزاب الشيعية الرئيسة اتفقت على الالتئام في
قائمة موحدة، وهي المجلس الاعلى وحزب الدعوة والمجلس السياسي الشيعي
والتيار الصدري، وقد سمعنا ان هناك مفاتحة لحركة الوفاق الوطني
للانضمام الى هذه القائمة الانتخابية وكلنا نعرف الجهود التي يبذلها
مكتب المرجع الديني الاعلى آية الله السيستاني في تقريب وجهات النظر
لتشكيل هذه القائمة. لكننا فوجئنا بطلب بعض الاحزاب بتأجيل الانتخابات
ولا نعلم ان كان التأجيل سيكون في صالح العراق ام لا، وأعتقد ان
التأجيل سيمنح فرصة جديدة لمستغلي الفرص بانتهاك حرمات الوطن والتشبث
بالحل المسلح الذي لا يفضي إلا الى اراقة الدماء».
علاء عز الدين له رأي آخر، فهو لا يؤمن بالاحزاب ويقول ان «تشكيل أي
حزب يخفي وراءه الكثير من المصالح الشخصية» وهو يؤمن بضرورة وجود «شخصية
تاريخية» لا تقود حزبا بل تقود وطنا. وتمنى «ان تؤجل الانتخابات لحين
ظهور مثل هذه الشخصية التي تقود كل العراقيين نحو بر الامان».
ويخالفه في الرأي عباس جابر الذي يعمل في احدى الدوائر الحكومية،
ويقول «ان تأجيل الانتخابات يعني افساح المجال امام كل المخربين بأن
يواصلوا اعمالهم ضد العراق وهذا الامر لا نقبله ابدا».
جنان ابراهيم محاسبة في وزارة الاسكان تقول «ان تأجيل الانتخابات
يمنح فرصة جديدة للاحزاب والشخصيات لطرح برنامجهم الانتخابي ويمنح
الدولة ايضا فرصة لنشر الامن والاستقرار لان اغلب العراقيين، وانا منهم،
يخشون التوجه الى المراكز الانتخابية خوفا من العمليات التي تستهدف
امنهم وسلامهم الشخصي ولا اعتقد ان هناك من يضحي بحياته من اجل نجاح
هذه الانتخابات».
عضو في احد الاحزاب الكردستانية رفض ذكر اسمه قال ان تأجيل
الانتخابات «هو الطريق السليم الوحيد لنجاحها، وأنا مع هذا التأجيل
الذي وقع على بيانه الحزبان الكرديان الرئيسيان».
اركان عبد الحميد من الانبار، وهو مقيم حاليا في بغداد، يقول «ان
الانتخابات لا صلة لها بما يجري في الفلوجة والكثير من مناطق العراق،
ولكن تأجيلها يعني فشل الحكومة في السيطرة على الامن خلال هذا العام.
واعتقد ان اجراءها في موعدها سيكشف النقاب عن الكثير من الملابسات التي
تجري وستجري بين الاروقة الحكومية والصراعات الخاصة والعامة بين
الاحزاب والشخصيات. وحتما سيكون الخيار الاخير للشعب». |